من قادة حركة التغيير في الصحافة العربية إلى تلاميذهم
لوسألت أي مواطن مصري عن الاستاذ لعرف على الفور بأنك تقصد الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، فهم ثلاثة في مصر كلها يعرفون (بضم الياء) بالقابهم (الريس) و(الاستاذ) و(الست) .. فاذا ذكرت الريس فانت تقصد ولاشك الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، واذا قلت شيئاً عن “ الاستاذ” يفهم من حديثك انك تتكلم عن الصحفي الكبير هيكل اما “ الست” فهي ام كلثوم، علماً بأنه يطلق ايضاً على هيكل انه احد اهرامات مصر .. وحتى لايذهب المستعجلون من حزب اعداء النجاح بعيداً في تفسير مانكتبه فاننا نؤكد هنا اننا لانعقد مقارنة بين هيكل والحبيشي اطلاقاً لا فنحن نتحدث عما قام به الاثنان من تغيير جذري في صحيفتهما وداريهما ( الاهرام) و(14 أكتوبر) سواء كان التغيير في ما يكتب (بضم الياء) ومساحة الرأي والحرية التي افرادها لمن يكتب (بفتح الياء) او من ناحية انجاز بناء المبني الحديث وشراء المطابع الحديثة لكلتي الصحفيتين، طبعاً مع الفارق الكبير بين (الاهرام) و (14 اكتوبر).عندما صدر قرار تعيين الاستاذ محمد حسين هيكل على راس مجلس ادارة مؤسسة الاهرام كان او عمل قام به هو دعوة كبار الكتاب على مختلف ميولهم واتجاهاتهم وفي مقدمتهم توفيق الحيكم ونجيب محفوظ واخرون للكتابة في الاهرام دون رقيب اوخطوط حمراء، وضاعف من المكافآت المادية التي تصرف لهم ثم انجز بناء دار حديثة للاهرام استورد لها احدث المطابع في العالم وطور العمل الصحفي الميداني وفتح مكاتب للاهرام في معظم دول العالم وصدرت عن الدار في عهدة العديد من الصحف والمجالات حققت ومازالت تحقق النجاح حتى يومنا هذا.. ان مايشبة ذلك قد فعله الصحفي القدير الاستاذ احمد الحبيشي في مؤسسة( 14 اكتوبر) فعندما تم تعيينه رئيساً لمجلس ادارة المؤسسة وكتلميذ في مدرسة الاستاذ التقط التجربة وقرر ان يستفيد منها في عمله فاهتم بانجاز المبنى والانتقال اليه في فترة قياسية واستجلب المطابع الحديثة وقام بتجهيز المبنى وتأثيته على احدث مستوى بعد ان زود مكاتب الصحفيين باجهزة الحاسوب الالي وفتح لهم قنوات الاتصال الدولي والانترنت وغير وطور من شكل ومحتوى الصحيفة ووجه دعوة للجميع للمساهمة والكتابة دون رقيب او خطوط حمراء، وزاد من مكافآتهم وقفز بالمؤسسة ( الصحيفة ) من الصفوف الخلفية الى الامام محققاً قفزة نوعية جعلت صحيفة 14 اكتوبر منافساً حقيقياً وقوياً لبقية الصحف وتحول الكساد الى انتشار والخسائر الى ارباح يلاحظ ذلك كله من اهتمام القارئ بها وشرائها عند نزولها في الصباح الباكر من كل يوم، كما ان هناك العديد من الملحقات الرياضية والاجتماعية الاخرى توزع مجاناً مع الصحيفة.ان النجاح الذي تحقق لصحيفة( 14 اكتوبر) لم يأت من فراغ وانما كان ثمرة جهود بذلها الاستاذ الحبيشي وكل الطاقم العامل معه من قيادة مساعدة وصحفيين وعمال مطابع وفنين وكل العاملين فيها..لذلك نحن نهنئ ونبارك للجميع النجاح الكبير الذي حققته الصحيفة ومازالت تحققه ونبارك ايضاً لقيادة وزارة الاعلام، لان دعمهم كان الاساس كما ان اختار الرجل المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب ايجابيات جمة وهذا الامر ظاهر للعيان كما اننا في هذه العجالة لسنا بحاجة للحديث عن الجانب المهني للاستاذ الحبيشي فالرجل فارس كلمة لايشق له غبار، خبر العمل الصحفي منذ زمن طويل وعمل في بلاط صاحبة الجلالة وارتقى السلم الوظيفي درجة تلو اخرى، فهو عصامي مثابر واضح الهدف واثق الخطى يعمل ويخطط للمستقبل ولايلتفت للماضي الا للاستفادة والاستزادة اما الحديث عن النجاح الذي تحقق في مطابع المؤسسة فهذا يحتاج منا الى مقال اخر ان شاء الله..