يوم 20 سبتمبر لم يكن عادياً في حياة شعبنا اليمني وإنما كان يوم عرس ديمقراطي هبَّ فيه الشعب ليقول كلمته لمن سيختار لقيادة البلاد أو للمجالس المحلية بكل الحب والأمل والتفاؤل بغد أفضل ومزدهر من خلال الاختيار الصائب للرجال الذين سيدخلون أروقة المجالس المحلية أو لاختيار رئيس للجمهورية وليسهموا في صناعة غد جميل خالٍ من العقد يسوده الإخاء والحرية والديمقراطية وبوضوح كبير وشفافية عالية .لقد أدرك الشعب في هذا اليوم حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه من خلال قول كلمته بكل أمانة للولوج لغد أفضل واضعاً مصلحة الوطن فوق كل اعتبار متسلحاً بالتجارب الديمقراطية والمحطات المتلاحقة التي اكتسبها من الخبرات والتجارب الديمقراطية التي تعيشها اليمن بفضل الأجواء الصحية التي تم إرساؤها في يوم الوحدة والديمقراطية .شعبنا قال كلمته بكل صدق وحرية ممارساً حقه الديمقراطي نابذاً للعنف والغلو والارهاب والتطرف الذي لا يخدم شعبنا بل يضر أضراراً كبيرة بالوطن ومقدراته ويئد التجربة الديمقراطية التي ينظر إليها العالم أجمع اليوم بكل احترام وتقدير كون اليمن البلد الوحيد الذي يؤمن بانتقال السلطة عبر صناديق الاقتراع بكل شفافية وليس من فوق دبابة ، مؤمناً بأن الصندوق هو الفيصل الذي يخضع له الجميع وأن الطريق إلى الحكم يتم عبر التبادل السلمي للسلطة دون إراقة الدماء أو إشهار الأسلحة وتوجيه فوهات المدافع إلى صدور الآخرين ،لأن هذا العهد قد ولّى دون رجعة وأصبحنا اليوم نعيش في وطن ديمقراطي ينبذ العنف بكل أشكاله وأنواعه شاهراً كلمة الحق عبر انتخابات ديمقراطية صحيحة ونزيهة يشهد لها العالم أجمع من خلال المراقبين الذين توافدوا إلى اليمن لمراقبة الانتخابات وأجمعوا بأنها انتخابات نزيهة ، ولا يوجد فيها أية اختلالات، وأن اللجنة العليا المسيّرة للانتخابات يمنية محايدة تعمل بشفافية وصارمة تجاه أي شكل يخل بسير العملية الانتخابية في وطن 22 مايو .لنا اليوم أن نفخر بأن انتخاباتنا سارت سيراً طبيعياً دون أن نسمع طلقة نار واحدة وكان الشعب واعياًِ ومدركاً لأهمية هذه الانتخابات التي أحتكم إليها الجميع وأصبحت عنواناً فريداً لشعب واعٍ آمن بالديمقراطية السلمية والاحتكام لصندوق الاقتراع وليس الاحتكام إلى الدبابة والمدافع التي هي لسان حال ضعفاء النفوس الذين يخافون من الديمقراطية .نجاح الانتخابات هو نجاح لشعب مارسها بكل اقتدار وشفافية رجالاً ونساءً ويشهد القاصي والداني بنزاهتها وسيسجله التاريخ بأحرف من ذهب وهو أيضاً وسام على صدر الوطن .