سطور
هل ترحل الرواسي ؟ هل تغادرنا الشمس ؟ لا أظن وهكذا الأديب الناقد والأكاديمي الشاعر والإنسان الكبير عبد الرحمن ابراهيم - أخ وصديق مشوار إعلامي منذ ( مجلة الفنون ) التي كان يكتب فيها ( شهريات ) كنت كسكرتير للمجلة أحرص على مادته التي تزين صفحتين من كل عدد يتناول فيها النقد الهادف والبناء لكثير من الهواة والمبدعين والذين نراهم اليوم في أوج عطائهم وبقمة نضجهم كان عبد الرحمن في تلك الفترة ( السبعينات ) شاباً يافعاً تجاوز عمره بمراحل لأنه تسلح بالثقافة وتشبع من إبداع غيره وقد صقل تجربته بالعلم والدراسة محلياً وعربياً فتصلب عوده وشمخت قامته حتى أصبح من نوادر ( عدن الجميلة ) وتألق شاعراً باقتدار وناقداً بتمكن كان الهم بالنسبة له حافزاً وكان الوجع إبداعاً والصبر إصراراً والتواضع طموحاً. عبد الرحمن إبراهيم إنسان بسيط ومتواضع رغم عطائه الإبداعي وقد تميز أيضاً بحب الجميع وصداقة الكل وارتبط بعدن ( المدينة والميلاد) بشوق ومحبه... أدار كثيراً من المواقع الثقافية وترك بصمته الجميلة وأثره الرائع أنتج ( المطبوع ) خمسة دواوين شعرية كانت ولازالت إضاءة في سماء الشعر الحداثي إضافة إلى الدراسات والتحليلات العميقة والبحوث الناطقة بصدق الباحث وحرصه على التميز كان يحضر للدكتوراه برسالة أنجز معظمها ولكن رسالة القدر كانت هي الأسرع وقد قام صديق عمره الأستاذ أحمد سعد بخط ديوانه ( الشعر الغنائي ) بخط اليد بناء على طلب ( عبد الرحمن) وقد أسعدني اتصال الأديب الأستاذ خالد الرويشان الذي أبدى استعداده لطباعة هذا الديوان على نفقته الخاصة كرد وفاء وإخلاص نادر لصديق جمعته والرويشان علاقة من طراز نادر ... وهذا مايجعلنا نهمس بمحبة وإصرار للجهات المعنية والمختصة أن تولي مخطوطاته كل رعاية واهتمام لترى النور ويستفيد منها الجيل القادم من طلابنا ومن محبي الثقافة والإبداع. لقد انتقلت روح والدته إلى ربها قبل أسبوع وقال عبد الرحمن ( لا أحب العيش بعد وفاة أمي لأنها العطاء الصادق والحنون وهي الحب وهي حياتي كلها ) فاستجاب العلي الكريم لنداء المحبة وكان الرحيل - رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته علينا أن نقف بقوة مع مهيار ابنه الأكبر الذي يستعد لدخول الجامعة في العام القادم ونذلل أمامه كل الصعوبات وفاءً وتقديراً لدور والده... سيظل عبد الرحمن نبراساً يضيء طريق الإبداع فمثله لايموت واهتماماً بأسرته ستجعله ينام قرير العين وستسعد كل مبدع بأننا أهل وفاء أتمنى وأحلم أن نكون كذلك ولا نكتفي بالحديث عن مناقب المبدع ونترك أسرته تنقب عن الحياة الكريمة . عبد الرحمن إبراهيم - يستحق الكثير لأنه أعطى جل عمره للإبداع وشرف الوطن على الصعيد الداخلي والخارجي وكان جسوراً في مواقفة ورائعاً في عطائه.. أهديهه هذه الأحرف مناجاة محب لعشق سكن قلوبنا . أيا عبد الرحمن . اعتراكك والذبول/ غديته بصبرك فأزدهر يا نبض الأيام الجميلة يارقة اللحظاتعبق رحيقك العذب أنتشر أيا عبد الرحمن حفزت الطموح رغم صمت الصمت في بواقي الأيام المهملة كنت بصمتك تناجي وتحمل خيالات الصبر يبكي البكاء / عند امتطاك رحلة البقاء ( بتكويناتك المدارية) كنت القدرة والقدر اياعبد الرحمن دائماً سباق للاحتفاء بنا لتفترش الفردوس وفراشات المودة تحتضنك حتى الموت جعلك أكبر فجعلت الألم يتألم ونزيف فراقك المباغت جعل الكون حولنا أصغر أيا عبد الرحمن اشتقت لمن أرضعتك الحب ولم تتحمل / لم تتناس حضنها أغلقت حقيبة العمر وأصريت على السفر دموعنا ووجعنا والقهر عجزت أن تفي حقك علينا ( لأنك / ياابا مهيار ) أعز البشر أيا عبد الرحمن على يقين إنك تسمعني وتضحك بنقاء وكبرياء فالحياة ضفة نهر وضفة وجع اجتزتها شامخاً وكنت الأغر أيا عبد الرحمن إليك السلام يحمل دمع الحنين والشوق فالمسافات بيننا اليوم أقرب اهتزازات الوطن تحطم الأحلام تجعلنا لا نتمنى أن نتعانق في حياة أبدية فأنظر إلى الأعلى ستجد محبيك على حافة القبر.