في حديث خاص معهن :
عرض /محررة الصفحةتحدّثن من دون دموع، وروين قصصهن مع أزواج استحقوا مقولة: (وراء كل مطلقة رجل) رغم أن الشائع هو: وراء كل رجل عظيم امرأة. تخلّين عن الخوف من عيون مجتمع يؤمن بذكورية مطلقة وسلطوية، فابتدعن نهجاً آخر لتعويض الانكسار والألم اللذين سادا فترة الحياة الزوجية.فأردنا في هذه الصفحة أن نعرض أراء هؤلاء النسوة اللاتي حولن مرارة طلاقهن إلى قصص نجاح يروينها على ألسنتهن ..فتقول ( إ. و ) مطلقة منذ 6 سنوات: (الطلاق ليس نهاية الحياة، بل هو بداية جديدة لحياة أفضل لي ولأولادي قياساً بما عانيناه عندما كنا في بيت الأبوتتحدث ( م. ج ) مطلقة منذ 16 سنة عن تجربتها: أنا امرأة غير عادية أحاول فرض مشروعي، لأنني بالأصل مُحرِّضة من أجل الأمل والاستقرار وقد كافحت لذلك، وبإمكان المرأة النجاح بعد الطلاق إذا وضعت أمامها هذا الهدف وسعت لتحقيقه ..[c1]رحله شاقة[/c] ( إ . و ) و ( م . ج ) نموذجان مختلفان عن المطلقات، إذ إن قطار حياتيهما لم يتوقف لحظة خروجهن من منازلهن يحملن صفة مُطلقة فتقول ( م . ج ) (مدرّسة لغة عربية) عن كلمة مطلقة التي هي اسم مفعول، لا أحد يقول مطلِّقة (بكسر اللام) أي هي التي قامت بالفعل. وتتابع: في سبيل الحرية يمكن أن تتخلى عن كل شيء. وتتحدث عن تجربتها: كان لزوجي وضع خاص (سجين سابق)، كان هناك اختلاف فكري ونفسي بيننا، ولذلك دعوته لأن نتعرف أحدنا إلى الآخر من جديد، فرفض. وتضيف ـ وكعادة المجتمع ألذكوري ـ منعت من رؤية ابنيها، ما دفعها للتنازل عن منزلها مقابل الحصول على حق حضانتهما، إلا أن الزوج استردهما بعد سنة ونصف. وتغلبت على المعاناة المادية التي أرخت بكاهلها عليها، وتقول: (قرّرت أن أتغلب على معاناتي والصعوبات التي ستواجهني وأن لا أسمح لأحد أن يقلقني، اشتريت بيتاً من خلال القروض المصرفية وجهدت من أجل تعليم طفلَي كانت رحلتي شاقة: (حاول المجتمع أن يحاكمنا أنا وزوجي، لكنني رفضت. هذا مسح لخصوصية الإنسان وتنميط للنفس البشرية، رفضت أن أعيش في منزل أهلي وأقنعت الجميع بذلك لأنني علمت وقتذاك كيف تؤكل الكتف، ولم ألتفت إلى نظرة المجتمع، لأن من يُرد حريته فعليه أن لا يسأل عن المجتمع)ست سنوات زواج فعلي فقط من أصل 11 عاماً كانت محسوبة على المتزوجات، وتقول: حاولت أن لا يكون الطلاق عائقاً أمام أولادي، وأشعر الآن أنهما ناجحان اجتماعياً وتعليمياً أكثر من غيرهما، لقد نجحا لأنهما عاشا معي.[c1]المرأة الحديدية[/c]تروي ( إ . و ) تجربتها مع الزواج والطلاق والأبناء: لا توجد امرأة في العالم مهما كانت تعيسة في حياتها الزوجية تفكر بالطلاق، إذ يبقى الأمل والحلم بإمكانية الاستمرار والوصول إلى نقطة تستطيع من خلالها الاستمرار، وكنت أستبعد الفكرة من أجل الأولاد ولذلك تحملت الواقع المؤلم لي ولأولادي الأربعة ( ولدان وبنتان )وبعد أن كبر الأولاد اتخذت قراراً حاسماً لا رجعة فيه، وخرجت من بيت الزوجية بعد 23 سنة زواج لأنني فقدت الأمل الذي كنت أنادي به قبل ساعات قليلة أمام ابنتي الكبرى في إمكانية الاستمرار مع هذا الرجل وفي هذا البيت. فعادت ( إ . و ) إلى اليمن عام 2002 وتركت دمشق حيث كانت تقيم، وعملت في أحد المشافي الخاصة ممرضة متمرنة بأجر زهيد . واللافت أن أبناءها الأربعة هربوا من والدهم ولحقوا بأمهم. وتدبرت ( إ . و ) عملاً لأولادها، ابنتها الكبرى خريجة معهد الرياضة أعطت الدروس الخصوصية، وابناها عملا بمهن أخرى رغم أن الكبير خريج معهد الاتصالات. وقرّرت الأسرة العودة إلى دمشق صيف 2003 .وتضيف: كنت أرفض أن أقبع في زاوية تحميني من ألسنة الناس ـ كما تريد أمي ـ أبكي أطلال زواج عاثر وفاشل، كنت أريد أن أحيا وأكون جديرة بأمومتي وذاتي وحياتي. عودة الأسرة إلى دمشق ترافقت مع تحدٍ بتأمين منزل وأثاث، واستطاعت أختنا أن تتغلب على ذلك كامرأة حديدية: (لا أريد أن أعتمد وأولادي على أحد، نريد أن نبدأ من الصفر في بناء حياتنا الجديدة). بدأت الابنة الكبرى بالعمل مدرّسة براتب 5500 ليرة، بينما كان إيجار البيت 4500 ليرة. وبحثت بعدها عن عمل في القطاعين العام والخاص، وبعد مرارة استطاعت أن تحصل على عمل هو عناية طفل معوق، ومن ثم استطاعت أن تجد عملاً لدى الدولة. وتقول: (صرنا ثلاثة منتجين في الأسرة أنا وابنتي الكبرى وابني الأكبر). قرّرت الأسرة بعد ذلك شراء قطعة أرض وبناء بيت خاص بها وهذا ما حدث. وتوضح: كنا نقتصد بالمصروف من أجل ذلك، ودخلنا في جمعيات مع الأصدقاء والأهل، وبنينا البيت بسواعدنا. وعن نجاحها وأسرتها تقول: قرّرنا أن لا نكون على هامش الحياة والأحداث، بل في قلبها نتفاعل معها بوعي وإحساس بالمسؤولية، ولقد نجح أولادي بعملهم ولهم حضورهم الاجتماعي وهم الآن فرحتي وسعادتي الكبرى. وتتابع: لم أكترث لنظرة المجتمع السلبية للمطلّقة، لأنني لم أشعر يوماً أني امرأة مطلقة إلا عندما أضطر للفظ هذه الكلمة، فثقتي بنفسي كبيرة وكما أنه لي حق بالزواج، أيضاً لي الحق بالطلاق. هكذا حال الأمهات أللآتي قبعن في حياتهن مع أولادهن وهن يحمين فلذات أكبادهن من الشعور بالنقص أو التقصير في غياب شريك العمر والنصف الآخر .. ولكن الآن وعلى كل أم وزوجة تعاني أم عانت من ( الطلاق ) ما عليها إلا أن تكمل رسالتها كونها محاسبه أمام ربها بهؤلاء الأبناء وحتى يتحمل الزوج ذنبه وذمته عند الله كونه اخل بهذا الدور ومثلما قال رسول الله ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) وكون الطلاق يعتبر ابغض الحلال عند الله ولكن بالأول والأخير يبقى الزواج قسمة ونصيب وهذا نصيبكن ونصيب من سبقوكن ومن سيلحقن على هذه الوتيرة لا سمح الله ..ففي نهاية حديثي معكن لا يسعني إلا أن أقول هنيئا بأبنائكن بكن يا أخواتي وهنيئاً بأسركن ومجتمعكن وأعترف إنكن شرف لكل مجتمع وان هناك العديد من الأمهات وراء الأضواء مثلكن وعلى نهجكن وربما أكثر من ذلك ...