سطور
كتاب (الإكليل) من أعظم الكتب العربية القديمة مؤالفه الهمداني الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني- المشهور باسم لسان اليمن وكان هذا الرجل من كبار علماء اليمن،وله كتاب آخر هو(صفة جزيرة العرب) يعدّ من أنفس ما ألّفه العرب عن جزيرتهم.(محب الدين الخطيب) الذي حقق الجزء العاشر من الإكليل،وعلّق على حواشيه،ووقف على طبعه قال:(الإكليل) عنوان شامل لعشرة كتب لم يؤلف نظير لها في الكلام عن ماضي اليمن من جميع الوجوه التي يستطيعها مثل الهمداني بما تحت يديه من وسائل أقرب من عصره ،وخبراته بآفاقها،ومحتويات الأجزاء العشرة من الإكليل هي كالآتي:الأول- مختصر من المبتدأ وأصول الأنسابالثاني- في نسب ولد الهميسع بن حميرالثالث- في فضائل قحطان الرابع- في السيرة القديمة إلى عهد أسعد تبع أبيكربالخامس- في السيرة الوسطى من أول أيام أسعد تبع إلى ذي نوّاسالسادس- في السيرة الأخيرة إلى ظهور الإسلامالسابع- في التنبيه على الأخبار الباطلة والحكايات المستحيلةالثامن- في ذكرى ملوك حمير ومحافدها ومدنها ودفائنها،وما حفظ من شعر علقمة بن ذي جدنالتاسع- في أمثال حمير وحكمها واللسان الحميري وحروف المسند العاشر- في معارف همدان وأنسابها وعيون أخبارهاإن المطبوع من أجزاء الإكليل هو أربعة أجزاء فقط،نفدت كلها وهي الأول، والثاني، والثامن، والعاشر،والأجزاء المتبقية مفقودة ويقول الدكتور الغول في هذا(ذكر الرحالة الأديب المرحوم أمين الريحاني،بعد أن زار اليمن في أعقاب الحرب العالمية الأولى،إن في خزانة أمام اليمن نسخة كاملة من الإكليل بأجزائه العشرة)وهنا يحق لنا أن نتساءل:ترى أين هي الأجزاء الستة المفقودة؟هل تسللت إلى أحد متاحف العالم،أم أن يداً امتدت إليها وأخذتها من بين الكتب التي كانت مكدسة في ساحة القصر؟ويقال أن مؤلف الإكليل كان لاذعاً في نقده ملوك وقبائل اليمن،لذا اجتهدت كل قبيلة في إعدام وحرق ما يخصها.