كنا نسمع في الامثال التي يرددها اجدادنا واباؤنا الى فترة قريبة من هذه الامثال “ جاور بجرو الا ملك” والمقصود بالمعنى هنا ان البحر زاخر بالخيرات من اسماك واللؤلؤ وغيرها من الخيرات البحرية “ كالعنبر” أي ان سكان المناطق الساحلية لايمكن ان تفرغ وجباتهم الغذائية من انواع الاسماك ولايمكن لابناء هؤلاء السكان ان يتخيلوا انفسهم على مائدة الطعام دون سمك.اما الجانب الاخر من المثل والمقصود به لايمكن لمن جاور ملك في سكنه ان يبيت واطفاله يتصورون جوعاً دون ان يمد لهم يد العون والمعنى هنا ليس تاكيداً على ملك بعينة وانما ضمناً يقصد الرجل المقتدر سيعطي لجارة مما اعطاه الله اومما استطاع ان يستحوذ عليه باسلوب تجاري او ملكاً استحوذ على اتاوات.غير ان حال هذا المثل وكثير من الامثال الشعبية قد انقلبت واقع حالها راساً على عقب.واصبح اكثر من (550) الف مواطن في محافظة عدن بكاملها والذين يعيشون مجاورين بل تحيط بهم بحار ومحيطات وخلجان من الاتجاهات كافة الا ان معظمهم محرومون من السمك ولاتدخل على وجباتهم الغذائية مادة البروتين “ السمك” الذي يعتمدون عليها كوجبة اساسية بعد الارتفاع المتصاعد في اسعار الاسماك كان والذي تجاوز الالف والـ(1400/ ريال ليكلو الواحد، حرم منها معظم المواطنين او بعض الاسر في عدن التي تفضل الاسماك على اللحوم لغناها بمادة البروتين وخلوها من الكولسترول ناهيكم عن ان اسعارها تتناسب ودخل الفرد محدود الدخل.ونظراً لظروف سكان محافظة عدن ووضعهم المعيشي ومعظمهم محدود الدخل ويعتمدون اعتماداً كلياً على مرتباتهم الشهرية ولاتوجد لديهم مصادر دخل اخر.. ونتيجة لذلك فقد تخلى معظم المواطنين عن احتياجات كانت تشكل اساساً في حايتهم اليومية واصحبت اليوم جوانب ثانوية، وربما تاتي يوماً وتصبح مادة الدقيق والارز والسكر والزيوت مواد غذائية ثانوية وليس بالضرورة اقتنائها او استلاكها لاسيما وان هذه المواد قد شهدت خلال الاربعة الاشهر الماضية ارتفاعاغير متوقع حيث اضيف الى سعر كيس الدقيق اربعمائة ريال كما اضيف الى كيس الارز “ 800” ريال وكذا بقية المواد الاخرى، حيث اضيفت نسبة %15) على منتجات الالبان الوطنية وعلى مادة الزيت %10 كما لحقت الزيادة في كل المواد الاخرى سواء كانت مصنعة محلياً او خارجياً.ومازالت عجلة الارتفاع مستمرة في الدوران دون توقف ومن الواضح ان الزيادة في الاسعار لاتمت بصلة مطلقاً بالارتفاع العالمي وان اية زيادة عالمياً لايمكن ان تكون يومياً ولاشهرياً ولاسنوياً.. وان هذا المنطق الذي يطلقة بعض التجار كمبرر لجشعهم اصبح منطقا قديماً لاينطلي على المواطن وهكذا بالنسبة للارتفاع المتصاعد في اسعار الاسماك فالمواطن يدرك ان هجرة الاسماك من موطن الى اخر تبعاً للمرعى كما يتداولها كبار (المحرجين) وسماسرة الاسماك لاقناع المواطن بينما المواطن لدية القناعة التامة بان هجرة الاسماك لاتدوم اربعة اعوام وعلى اقل تقدير “ سيجرة الحنين الى الوطن” وان هجرته تتم عبر “ طبخات” سماسرة الاسماك الى دول اخرى.وليس عيباً في ذلك وانما العيب ان تصدر قبل اشباع حاجة السوق المحلية فهذه المأساة بعينها ومع الاسف الشديد ان ماتجري من مهازل تثقل كاهل المواطن الذي يعتصره الالم تجرى كل ذلك امام مرأى ومسمع الجهات المسؤولة وفي مقدمتها السلطة المحلة والتي يتوجب ان تكون الردع الواقي له وحامية لمصالحة وامنه واستقراره، لان هذا المواطن منحها ثقته وانتجتها على امل ان تكون خير من يمثلة ويدافع عن مصالحة. اننا على ثقة من تدخل قيادة محافظة عدن وفي مقدمتهم الاخ احمد محمد الكحلاني محافظ المحافظة والاخ عبدالكريم شائف امين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن في هذا الشأن والوقوف بحزم امام تداعيات الاسعار والوقوف بحزم امام المتلاعبين بقوت المواطن والعابثين بمعيشة وامنه واستقراره.
|
آراء حرة
الملك والتجارة .. وظلم المواطن
أخبار متعلقة