صباح الخير
بات من المؤكد دون أدنى شك أن الذين يمارسون السياسة عن جهل ومصالح ذاتية أنانية ، يصابون بعدة أمراض ، لعل الجنون وعمى الألوان وفقدان البصر والبصيرة ، من أبرز هذه الأمراض ناهيك عن المصير المحتوم القذر الذي سيؤولون اليه عندما تنكشف أمراضهم أمام الشعب رغم كل محاولاتهم في تضليله وتشويه الحقائق التي يلمسها لمس الحقيقة أمام أعينه وفي حياته اليومية وما طرأ عليها من متغير إيجابي لا يستطيع أحد نكرانه مهما بلغت درجة حرارة الحقد والجحود في نفسه .هذا المؤكد يتجلى بوضوح اليوم في تلك العناصر المريضة التي أوصلها المرض إلى جنون الاوهام بعودة ماضيها التشطيري المباد، ماضٍ لن ينساه شعبنا ولو بعد مئات السنين ، لتجلله في جزء منه بالسواد، وفي الجزء الآخر بدم الأبرياء من أبناء شعبنا في المحافظات الجنوبية والشرقية أبان الحكم الشمولي (1967م - 1990م) ، سنوات .كلما تذكره أبناء شعبنا اقشعرت أبدنهم خوفاً وهلعاً، ولاسيما الذين عاشوا تلك السنوات وذاقوا من (الرفاق) كل أنواع الظلم والحرمان والغياب خلف السجون التي لونت جدرانها بالدماء .. فمنهم من خرج من هذه السجون مغيباً للوعي أو مشوهاً ومازال بعضهم أحياء حتى اليوم - أطال الله في أعمارهم - شهوداً على سنوات حكم (الرفاق) الذين يتباكى بعضهم اليوم في زمن الوحدة المباركة ، على ماضيه التشطيري. ويتوهم- جنونا-ً بعودته من جديد ، مستخدماً- في ظل مناخ الحرية والديمقراطية والتعددية واحترام وصيانة حقوق الانسان- كل أساليب الدجل والكذب الرخيص في تشويه ملامح الصورة الجميلة للوطن في زمن الوحدة وقيادة فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح الذي أعاد لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية كرامتهم ، وكان كالطبيب الماهر الذي تمكن من معالجة الجروح التي سببها (الرفاق) ابان التشطير المقيت في جسد المحافظات الجنوبية ومنها عدن التي ظلت تنزف سنوات وسنوات حتى توقف هذا النزيف وعادت البسمة إلى شفتيها والعافية إلى جسدها عندما تحققت الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م وتحديداً عندما انتصرت الوحدة لبقائها في السابع من يوليو 1994م .لعل المفيد ذكره اليوم ليس نشر ملفات الماضي لأن الوطن اليوم ليس بحاجة إلى ذلك .. ففخامة الأخ / رئيس الجمهورية - حفظه الله - أعلن في أكثر من مناسبة إغلاق ملفات الماضي والعفو العام عن كل من أساء للوطن والمواطنين وحتى اولئك الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب والوطن فعفا الله عما سلف .. وجدد تأكيده بأن الوطن يعيش منذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة مرحلة جديدة وتاريخاً جديداً يستمد ذاكرته من عظمة شعبنا اليمني وحضارته وأمجاده المشرفة .نقول إن المفيد ذكره اليوم هو تذكير المتباكين على زمن التشطير والواهمين بعودته بأنهم لم يستفيدوا من دروس الشعب التي لقنها إياهم في حرب الدفاع عن الوحدة صيف 1994م وبالمنجزات العملاقة التي حققتها الوحدة في شتى المجالات وفي كل أرجاء الوطن ونالت عدن النصيب الكبير ومازالت تنتظر المشاريع العملاقة الاستثمارية التي تجري الآن تحت رعاية فخامة الأخ / رئيس الجمهورية ويرتب لاقامتها سواء الصناعية أو السياحية .. الأمر الذي ستحول هذه المشاريع عدن إلى لؤلؤة في الجزيرة والخليج العربي وتعود إلى سابق عهدها مدينة عالمية بمينائها الحر.كل نلك الدروس والشواهد لم يستفد منها المتباكون على نظامهم التشطيري البائد الذي عفا عليه الزمن ورمى به الشعب في مزبلة التاريخ .. لهم نقول ما قاله فخامة الأخ / رئيس الجمهورية في كلمته أثناء تخرج الدفعة الثالثة والدورات التخصصية في معهد تدريب خفر السواحل في عدن صباح الأربعاء الماضي : "لن تستطيع القوى المعادية والمتضررة والحاقدة والمريضة أن تخدش أو تشوه كل شيء جميل تحقق في هذا الوطن منذ قيام الثورة وعلى وجه الخصوص منذ أن تمت إعادة تحقيق وحدة الوطن رغم التقاء هذه القوى المعادية للثورة والجمهورية والقوى المريضة الحاقدة ، وجمعها غيظها وحقدها اللذان لم يتمكنا من النفاذ أمام صلابة شعبنا وقواته المسلحة والأمن" .هذا درس آخر وعلى هذه القوى سواء في الداخل، أو المتسوّلة في الخارج إدراكه جيداً اليوم لأنه درس بليغ .
