في ذكرى الإسراء والمعراج
عاشت أمتنا العربية والإسلامية ذكرى عزيزة وغالية على قلوبنا جميعاً ألا وهي ذكرى الإسراء والمعراج, ونظراً لأن القدس كانت منتهى الإسراء, ومنطلق المعراج إلى السماوات العلى, ونظراً لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أن تشد إليها الرحال, ونظراً لأن هذه الأرض مباركة, القدس مباركة, وكل من حولها مبارك, والله سبحانه وتعالى هو من بارك هذه الأرض, فقد باتت علينا مسؤوليات جسام تجاه القدس وأهل القدس وفلسطين كل فلسطين خاصة وأن قضية القدس قضية عربية - إسلامية, وفي نفس الوقت إنسانية, وهي قلب فلسطين.القدس تتعرض اليوم للتهويد, والمسجد الأقصى يواجه خطر الحفريات, ويدنس كل يوم من جنود الصهاينة, وبيوت القدس تهدم وتبنى مكانها المستوطنات, وأهل القدس يهجرون من مدينتهم وأرضهم على مرأى العالم أجمع, وفي المقدمة عالمنا العربي والإسلامي.أين هي لجنة الأقصى؟أين هم الأشقاء العرب؟أين هي الزعامات الإسلامية؟المحتل مستمر في إجراءاته في القدس, ونحن نستنكر!!هل يكفي الاستنكار, وهل الاستنكار يعيد القدس؟تحرير القدس وفلسطين واجب ديني, وواجب وطني, وواجب قومي عربي, وسيادتنا على القدس يجب أن تعود, وهذا يتطلب أن يتحمل الكل مسؤوليته.نعم الفلسطيني في الطليعة, ويجب أن يكون كذلك, ولكن إيمانه بالقومية وبالإسلام, تحتم عليه الوقوف خلف الفلسطيني في عملية مواجهة حتمية مع المحتل الصهيوني.إن حقنا في القدس وفلسطين حق طبيعي وتاريخي, ومن هذا المنطلق نرفض أي حل أو قرار, أو اتفاق يمس هذا الحق الطبيعي, كما أن حقنا في مقاومة الاحتلال حق طبيعي أيضاً.نحن لسنا دعاة حرب, ولا نهوى القتال, ولسنا مغامرين ولا نحن إرهابين كما تصفنا بعض الدوائر, ولكنا شعب تم اغتصاب أرضه المقدسة, وطرد من بيته ومزرعته, وكل ما يريده هو العودة إلى البيت والمزرعة لا أكثر.. العودة إلى مقدساته فهل هذا يحرم على الفلسطيني؟.ما يبعث على الأسف والحزن ونحن نعيش هذه الذكرى أن تكون تلك الأحداث في أرضنا المحتلة بين رفاق الدرب الواحد, والتي يدفع ثمنها المواطن الفلسطيني, وتعطي الفرصة للكيان الصهيوني لتحقيق المزيد من أهدافه.ما أجمل أن نهدي شعبنا الفلسطيني في هذه الذكرى إطلاق سراح كل المعتقلين من السجون الفلسطينية, وما أجمل أن نبدأ بالحوار الوطني, وما أجمل أن نلتف جميعاً حول المبادرة اليمنية لنحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية, ما أجمل أن نعيد بناء البيت الفلسطيني تمهيداً لبناء البيت العربي الكبير.قرار الأخ الرئيس / محمود عباس أبو مازن بالإفراج عن المعتقلين من حماس, يجب أن يقابل بالمثل من الإخوة في حماس ولا يجوز التعامل بردود الفعل كما جاء على لسان بعض المسؤولين, ولا يجوز أن يمس المناضلون, وهم من قدموا كل التضحيات من أجل تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية.