المحافظة على نظافة وجمال المدن لا يمثل فقط عنواناً وعلامة على نظافة الساكنين ، ووعيهم الحضاري والجماعي، بل يعتبر كذلك ترجمة لإدراكهم الإيماني لأهمية النظافة والطهارة والجمال في الحياة انطلاقاً من قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق).فأين نضع هذا من واقع الممارسة ، والحياة ، ومحافظتنا ( عدن) تتجه بثقة اليوم نحو استقبال بطولة خليجي( 20) باعتبار هذه البطولة مناسبة لكل اليمنيين ، وخصوصاً لسكان عدن لتأكيد المكانة الحضارية والجمالية الكبيرة واستيعاب اليمنيين لمتطلبات النهضة والتحديث ، بل مناسبة عظيمة كذلك للانطلاق نحو الآفاق الرحبة من الشراكة الشاملة مع إخواننا في دول الخليج والجزيرة العربية بما يحقق المصالح المشتركة لشعوب المنطقة؟!.إن الواضح الجلي يشير اليوم إلى أن ثمة حركة دؤوبة تتنور بها مختلف مفاصل النشاط والحياة في عدن لترجمة هدف إنجاح البطولة الخليجية ومواجهة مختلف التحديات والكوابح ووفقاً لتوجيهات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية خصوصاً في جوانب استكمال البنية التحتية لإقامة هذه البطولة وتعزيز جهود النظافة والتحسين التي تسير بخطى ثابتة ، وتتعزز في هذه المدينة منذ أكثر من عشر سنوات.ومع ذلك فإن هناك أفعالاً مخلة ، وهدامة ولا تصلح من شعب عرف بالحضارة وحب الجمال والإيمان بشهادة الصادق المصدوق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حين قال ( الإيمان يمان والحكمة يمانية).لقد أصيب الكثيرون بالذهول خصوصاً في العشر الأواخر من رمضان لهذا العام ، والأيام التالية لعيد الفطر عندما تحول كثير من محطات وفرزات الأجرة ومنحنيات الأسواق والشوارع إلى حمامات واسعة لقضاء الحاجات حتى أصبح الناس في حيرة من أمرهم : أهذه مرافق أذى أم أسواق ومحطات لسيارات الأجرة ، وخصوصاً بعد أن أمتلأت الشوارع بالروائح القذرة والمنتنة الطاردة لأي وجود آدمي؟لقد أصبح من المستحيل على عمال النظافة في تلك الأيام المتعبة ان يواجهوا هذا الحال بسبب الفعل المقصود لتخريب صورة النظافة في عدن ولا يزال هؤلاء المساكين العاملون في أسوأ ظروف المناخ يعملون بكل إمكانياتهم وقدراتهم لمواجهة هذه السلوكيات الغريبة على شعبنا.والأشد أن يعمد البعض من أهل النفوس الضعيفة إلى إشعال النيران في مواقع تجميع القمامة وهو ما يؤدي إلى الإساءة إلى الوضع الصحي للمدن والسكان وتهديد صحة المرضى بالخطر ، وزيادة حرارة الجو ، وخصوصاً في ظل الأجواء الحارة هذه الأيام.فلماذا يقوم هؤلاء بهذه الممارسات ؟ ومن أجل من يسيئون إلى نظافة وصحة مدينة عدن وإلى السمعة الحضارية للساكنين ؟ هل يمكن لهذه الأفعال أن تخدم عدن وتسند دورها في خدمة تطور ونهضة الوطن وخصوصاً في هذه المرحلة؟لذلك فإننا نرجو من الجميع أفراداً وجهات مسؤولة أن يقوموا بدورهم في مواجهة هذه السلوكيات فاليد الواحدة لا تصفق ، والمكسر الواحد قد يغلب أكثر من ألف ( مدار).
المطلوب إيقاف هذه السلوكيات
أخبار متعلقة