قواته تقوم بعمليات تطهير لمخابئ الإرهابيين ومعسكراتهم في الوادي
أسرة باكستانية تعود إلى منزلها في بونار أمس الاثنين بعد هدوء حملة الجيش ضد طالبان بشمال غرب البلاد
إسلام أباد /14اكتوبر /رويترز :أعلن الجيش الباكستاني أمس الاثنين أن قوات الأمن تقترب من نهاية هجومها في وادي سوات فيما يغادر أكثر من 40 ألف شخص ديارهم قبل بدء المرحلة التالية من الهجوم على مقر طالبان الباكستانية.وأفاد الميجر جنرال اطهر عباس كبير المتحدثين باسم الجيش الباكستاني في بيان لوسائل الإعلام أن قوات الأمن في المرحلة النهائية من القضاء على مخابئ الإرهابيين ومعسكراتهم في سوات.»وأضاف أن اشتباكات متفرقة ما زالت مستمرة حيث يطهر الجيش آخر معاقل المتشددين في الوادي وقتل 22 متمردا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.وأشار إلى أن عمليات البحث مستمرة في المناطق التي جرى تأمينها لضمان أنها باتت آمنة لعودة النازحين.وتحرص الحكومة على عودة النازحين لديارهم في اقرب وقت ممكن خشية أن يتبخر ما تلقاه من تأييد لعملياتها ضد طالبان من أغلب الأحزاب السياسية والمواطنين إذا طالت معاناة النازحين دون داع.وأضاف عباس أن قوات الأمن «تتخذ مواقعها» قبل الهجوم ، مضيفا أنه ينبغي تدمير واجتياح وتفكيك... شبكته والمصنع الذي أقامه حيث تجرى دورات تدريب على التفجيرات الانتحارية.»ولم يذكر متى سيبدأ الهجوم.وأفاد عباس أن 1592 متمردا على وجه الإجمال قتلوا في هجوم سوات. في حين يؤكد الجيش أن أكثر من 100 جندي قتلوا. ولم يرد تأكيد من مصدر مستقل للأرقام الخاصة بالخسائر البشرية التي أعلنها الجيش.وبرغم نجاح الجيش في طرد أغلب المتمردين من سوات فما زال مصير قادتهم غير معروف.من جانبه أكد وزير الداخلية رحمن مالك أن زعيم طالبان في سوات فضل الله أصيب ، مشيرا إلى أنه لا يوجد دليل قاطع على ذلك وان أجهزة المخابرات تحاول التأكد من أنباء إصابة بعض قادة طالبان ومقتل بضعة منهم.ومع دخول هجوم سوات مراحله الأخيرة أوضح سكان ومسؤولو مخابرات أن طائرات حربية باكستانية هاجمت مواقع للمتمردين في وزيرستان الجنوبية قرب الحدود مع أفغانستان فقتلت أربعة أشخاص وأصابت عدة أشخاص آخرين.ويسبب الاستعداد للهجوم الأخير بدأ ما يزيد على 40 ألف مدني النزوح من وزيرستان الجنوبية حتى قبل بدء الهجوم الأمر الذي يهدد بتعقيد الأزمة الإنسانية.حيث أوضح الكولونيل وسيم احمد المتحدث باسم الوحدة الحكومية التي تشرف على جهود الإغاثة أن من المتوقع نزوح ما لا يقل عن 60 ألف مدني.الجدير بالذكر أن ما يقرب من مليوني شخص فروا من القتال في شمال غرب باكستان ونزح اغلبهم منذ أوائل مايو عندما دخل الجيش إلى وادي سوات وهو مقصد سياحي سابق ودعت الأمم المتحدة إلى تقديم مساعدات قيمتها 543 مليون دولار للحيلولة دون وقوع أزمة إنسانية طويلة الأمد.وأوضح عبد العزيز الركبان مبعوث الأمم المتحدة الخاص للشؤون الإنسانية لرويترز انه لم يتم جمع سوى قرابة 35 في المائة من مبلغ المعونة الذي تطلبه الأمم المتحدة وهو 543 مليون دولار. وأضاف أن عمليات الإغاثة التي تقوم بها الأمم المتحدة في باكستان تتكلف قرابة مليوني دولار في اليوم.ويأتي الهجوم في وادي سوات - الذي يقع على بعد 120 كيلومترا شمال غربي إسلام أباد - بعد أن أثارت المكاسب التي حققتها طالبان القلق بشأن مستقبل باكستان المسلحة نوويا والحليف المهم للولايات المتحدة التي تسعى جاهدة لهزيمة القاعدة وإرساء الاستقرار في أفغانستان.ووزيرستان الجنوبية هي مقر زعيم طالبان الباكستانية بيت الله محسود الذي اتهم بتدبير سلسلة تفجيرات من بينها التفجير الذي أودى بحياة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو عام 2007.وكانت الحكومة قد أمرت الجيش بمهاجمة معاقل محسود. وشنت القوات الجوية هجمات على قواعده وأمنت القوات الطريق الرئيسي المؤدي إلى المنطقة الجبلية النائية. وفي واشنطن أكد المتحدث مايك هامر أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيم جونز سيتوجه إلى أفغانستان وباكستان لمتابعة تطبيق الإستراتيجية الجديدة الشاملة ، مضيفا أن جونز سيزور الهند في الجولة نفسها.