وزّع خمسين مليوناً خلال أسبوع
أبين / 14 أكتوبر:أثارت ظاهرة إدعاء أحد الأشخاص في مديرية مودية محافظة أبين بأنّه المهدي المنتظر أو القحطاني المبشر بالمهدي المنتظر ردود فعل غاضبة في الأوساط الدينية في اليمن وانزعاجاً عاماً واستياء واسعاً لدى عامة الناس الذين قابلوا تلك الحكاية بشيء من السخرية والتهكم فيما قلة هم من صدق الخبر وإن كان متعجباً.وأكد عدد من مواطني مودية اتصلت بهم الصحيفة أنّ الرجل الذي يعمل ضابطاً في الأمن السياسي موقوف عن العمل ويدعى (عبد الله . م ) وقد أعلن جهاراً وأمام الناس بأنّه المبشر بالمهدي المنتظر، مشيرين في روايات غير مؤكدة بأنّه يوزع أموالاً غير معروفة المصدر دون عد أو احتساب، مدعياً أنّ هذه الأموال تأتيه بالبركة أو هي جزء من (كراماته) التبشيرية بظهور المهدي المنتظر قريباً في الأرض.في هذا السياق وصف عدد من الأهالي هذه الظاهرة التي تتزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية والمحلية بأنّها تأتي في إطار الترويج السياسي والدعاية الحزبية والإعلامية التي قد تستقطب بعض الناخبين بحكم غياب الوعي لدى عامة الناس، والاستجابة لمثل هذه الاستثارات التي تعزف على الأوتار الروحية والدينية.ويزعم المتشيعون لهذا المدعي ومعظمهم من حزب "الإصلاح" بأنّ علامات المهدي المنتظر تنطبق في أوصافها بحسب ما تشير إليه بعض الكتب إلى صفات تتوافر فيه هذه المزاعم.من جانبها تنظر الأوساط الثقافية في المجتمع إلى أنّ بروز مثل هذه الظاهرة لا يعدو كونه مظهراً يدل على انحطاط الثقافة السياسية لدى بعض القوى المحركة للمجتمع المدني، والتي لا تؤهلها هذه الثقافة على النهوض بمهام التجديد الديمقراطي للمجتمع.المثير للدهشة أنّ قيادات في حزب "التجمع اليمني للإصلاح" سارعت إلى نقل "المهدي المزعوم" إلى العاصمة صنعاء يوم الجمعة لمناظرة بعض شيوخ "اللقاء المشترك" إلا أنّها تحفظت عما دار في تلك اللقاءات مع العلماء الذين جلسوا معهم وفي مقدمتهم كان الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس شورى حزب "الإصلاح" الذي يقود كتلة أحزاب "اللقاء المشترك".إلى ذلك امتنعت قيادات (إصلاحية) في اتصالات مع الصحيفة عن الكشف عما دار في تلك اللقاءات وما أسفرت عنه واكتفت بالإشارة إلى أنّ المذكور غادر إلى العاصمة صنعاء.