مدارات
محمد الأميرإن احتفاظ اليمن بسياسة حيادية صادقة ومرنة وشفافة جعلها تتصدر أغلب الدول وتتمتع باحترام الدول الكبرى والصغرى في آن معاً وقد أصبحت الجمهورية اليمنية تتمع بحنكة سياسية تجاه عالم تعصف به متغيرات سياسية بالغة التعقيد والضراوة.ولإن اليمن ذاته قد عاصر أحداثاً بالغة التعقيد والعنف منذ بعيد إعلان الوحدة اليمنية وتأسيس الجمهورية حتى العام 1994م ثم حدث الاستقرار السياسي والأمني على كافة الصعد الا أن هذه الأحداث الداخلية الصعبة قد أكسبت القيادة السياسية اليمنية دراية وحكمة بالغة في الحنكة جعلها تحسب حسابات السياسة الخارجية وتقوم بعلاقات مع الجميع باستثناءات تفرضها ضرورات الوضع الأمني العربي القادم.إلا أنها تثبت في براعتها السياسية في التعاطي مع المستجدات التي تطرأ على الأحداث في المنطقة والاقليم والعالم.. والظروف المتشابكة والمعقدة التي بلغت أوجها في المرحلة الراهنة من تاريخ العالم والتي تكاد تكون حالة استثنائية من تاريخ العالم بعد الامبراطورية السوفيتية وهذا الأمر يحتم على الكثير من الدول أن تتبع حكمة ورشاد في تعاملها السياسي. والجمهورية اليمنية وضعت بحسبانها أمر سياستها كدولة مسالمة.. ولكنها لاتخضع لأي ا بتزاز سياسي على حساب مبادئها ووحدتها.ورغم خوف كثير من الدول من التغيير في ظل المتغيرات المتسارعة ، إلا أن الجمهورية اليمنية واجهت التحديات الجديدة وتفاعلت معها بشكل إيجابي.. وانخرطت بفاعلية سياسية مع القضايا الدولية ووطدت علاقاتها الخارجية ثنائياً وإقليمياً ودولياً في سعي حثيث لتنويع علاقاتها وتحديث بنيتها التحتية بإقامة علاقات متوازنة مع جميع الفاعلين على الساحة الدولية.ولذا فقد سارت السياسية اليمنية الخارجية بثبات وثقة ورؤية واضحة لتحافظ على مصالح المواطن وتواصل إداؤها السياسي وبنت علاقات شراكة مع الولايات المتحدة الامريكية وحظيت الوحدة بدعم الولايات المتحدة وتأييدها وإن بقيت العلاقة متأرجحة بين اليمن والولايات المتحدة خلال حرب الخليج الثانية عند رفض اليمن لأي تدخل عسكري أو استخدام القوة العسكرية في المنطقة مبرراً ذلك بمنطقية وواقعية باللجوء إلى التسوية السياسية والحل السلمي ورغم ذلك فإن الأحداث التالية بعد ذلك ووقوف الولايات المتحدة بموقفها المؤيد للوحدة اليمنية ورفض الانفصال خلال محنة العام 1994م وعاد العلاقات الحميمة بين البلدين ومن تم تنديد اليمن لهجمات الحادي عشر من سبتمبر على نيويورك زاد من دفء العلاقات.ولما تحرص عليه الجمهورية اليمنية في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي مع جميع الدول الأوروبية وفي خاصية العلاقات الثنائية مع كل بلد على حدة فقد شهدت العلاقات في هذا المجال تطوراً متزيداً.وعلى ذات المنوال تطورات علاقات اليمن لدى القيادات السياسية في اليمن عندما أغلقت ملفات ا لحدود مع جيرانها في كل من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وأرتيريا بل وتقدمت اليمن في شكل علاقاتها مع الدول الشقيقة لاسيما في دول مجلس التعاون الخليجي وتكلل ذلك بدخول اليمن في بعض من لجانها والتي تشارك فيها بشكل دوري.وفي العمل العربي المشترك فقد شكلت مبادرة اليمن لتحسين أداء الجامعة العربية إحدى الركائز التي اخرجت عمل الجامعة العربية من الجمود وعادت القمم العربية للاجتماع بأعتبارها الحد الأدنى للعمل العربي المشترك.