وحدة عدن في مفترق الطرق
حسين يوسف : لايخفى على أحد أن فريق كرة القدم بنادي وحدة عدن، يمر هذه الأيام بظروف صعبة للغاية.. لاتسعد أحد .. ولايستفيد منها أحد.. فقد بدأ الدوري والفريق غير جاهز للمباريات لابدنياً ولافنياً ولامعنوياً.. ومن أين ستأتي الجاهزية إذا كان الفريق بدون جهاز فني وبدون إعداد حقيقي واللاعبون ظلوا مشغولين بحقوقهم وبحوافز ومكافآت تأهلهم .. لكن أخيراً تحركت اللجنة المؤقتة بشكل جدي وحلت المشكلة التي كانت تتعلق بالحوافز والمكافآت .. لكن بقى الموضوع المتعلق باختيار الجهاز التدريبي دون حل.. بعد أن تعثر الاتفاق مع الكابتن محمود عبيد المرتبط بعقد مع اتحاد الكرة كمدرب مساعد للمنتخب الوطني للشباب .. وتعذر الاتفاق أيضاً مع الكابتن وجدان الشاذلي الذي طالب بأن يختار هو شخصياً مساعديه في الجهاز الفني ألا أن اللجنة المؤقتة، كما يبدو .. لم تقتنع بذلك وتحول الموضوع فجأة من الكابتن وجدان الشاذلي إلى الكابتن أحمد الراعي الذي تواصل معه الأخ/ عيدروس العيسي رئيس اللجنة الإدارية طالباً منه التهيؤ لتدريب الفريق.. ووافق الراعي وبدأ مهمة تدريب الفريق الذي لم يعد الوقت يسير لصالحه!! ما نرجوه هو .. أن يكون انتهى هذا المسلسل وأن يخرج الفريق من حالة الإرباك التي يعيشها.. فالوقت كالسيف أن لم تقطعه ، قطعك.. والموضوع لايتعلق بالفريق واللاعبين أعضاء اللجنة الإدارية بقدر مايتعلق بمكانة نادي كبير اسمه (وحدة عدن) هبط قبل سبع سنوات إلى الدرجة الثانية في لعبة كرة القدم ، وبهبوطه هبط كل شيء إلى الحضيض: المكانة والتاريخ والجغرافيا والأعضاء والجمعية العمومية والألعاب الأخرى.وأخيراً عاد الفريق إلى موقعه الطبيعي وأصبح الآن يلعب في دوري الأضواء الذي كان يتطلب الاستعداد الجيد وإعداد العدة لكن هذا لم يحدث .. حصل فراغ .. وحصلت إرباكات .. واستقالت اللجنة الإدارية التي أهلت الفريق وابعد الجهاز الفني بقيادة المدرب عبداللطيف رشيد، الذي كان له شرف تنظيم أوضاع الفريق وخلق التماسك في صفوفه ووضعه على الطريق الصحيح الذي قاد إلى تأهله بجدارة واقتدار .. وبدلاً من أن يتم تكريم هذا الجهاز التدريبي ، والتمسك به وتوفير دعم أفضل له، فوجئ الجميع بالاستغناء عنه، وتاهت حقوقه وضاع تكريمه .. وعانى اللاعبون الشباب من التجاهل والمعاناة وهم ينتظرون حوافز تأهلهم وأخيراً فرجت وصرف لهم كل شيء .. وللأمانة يجب أن نحيي المجموعة الحالية من لاعبي فريق النادي (الشباب) فهم لايقلقهم ( المال) وهل يأتي او لايأتي ، بقدر مايقلقهم فريق ناديهم ووضعيته وحالة التسيب التي يعاني منها في وقت يلعب فيه في دوري قوي وصعب، هو دوري الدرجة الأولى ..!وقبل أن تجرني الكتابة ويسترسل بي القلم بعيداً أريد أن أكون أكثر تحديداً واضع النقاط الآتية: جميع أبناء نادي الوحدة ومحبيه ومناصريه يتوجب عليهم أن يتعاونوا ويتكاتفوا ويساندوا اللجنة الإدارية الحالية التي تجد نفسها تعمل وسط ظروف صعبة.. وتباعد ملحوظ بين أبناء نادي الوحدة الذي يتمتع بأكبر قاعدة جماهيرية.. لكن أين دور هذه القاعدة من نشاط النادي ونشاط العابه الرياضية؟في حالة السباق (مع الزفة) الراهنة لابد من الوقوف مع فريق كرة القدم الذي صارت أقدامه وسط النيران، ونال حتى الآن هزيمتين في لقاءات الدوري.. ولذلك يجب ان تنتهي أزمة إيجاد الجهاز التدريبي على وجه السرعة لأن الوقت لا ينتظر ولايرحم! يجب التعاقد سريعاً مع ثلاثة لاعبين محترفين بمستويات عالية ويستحسن ان يكون أهمهم مهاجم وهداف ماهر، والثاني لاعب وسط والثالث مدافع مقتدر.مطلوب من أعضاء اللجنة الإدارية ان يتواجدوا داخل النادي ويعقدوا اجتماعاتهم فيه لان ذلك “أمر مهم” يخلق علاقة وثيقة بين القيادة والقاعدة في النادي.لقد قال لي الكابتن وجدان شاذلي بالحرف الواحد: “أنا ابن نادي الوحدة وسأكون في خدمته دائماً وعدم اتفاقي مع اللجنة الإدارية لتدريب الفريق، لايعني إنني سأبتعد عن ناديي.. بالعكس أنا تحت تصرفهم في أي وقت”.. وهكذا يجب ان يكون تفكير وشعور جميع أبناء وحدة عدن من النجوم واللاعبين البارزين.لمست من حديث الأخ عيدروس العيسي رئيس اللجنة الإدارية الجديدة أنه جاد ويريد أن يعمل شيء يذكر لهذا النادي العريق ومعه طبعاً بقية الأعضاء المتحمسين وفي مقدمتهم الأخ شكيب عليوه الأمين العام الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة وفاتح قلبه لاتصالات الصحفيين واستفساراتهم المستمرة.وأخيراً لابد من القول ان الوقت لم يفت، ولاعبو فريق النادي لديهم العزم والإصرار على عدم الهبوط مرة أخرى.. يكفي ما عانوه في المواسم الماضية.. كما أن الهبوط بحد ذاته صعب على رياضة عدن وثقيل على قلبها.. ولعل لسان حال أبناء الوحدة يقول: هبط أشقاؤنا في نادي التلال ولانريد أن نلحق بهم.وضربتان في الرأس على رياضة عدن توجع بالتأكيد.
