في كل زمان او مكان نستطيع ان نجد هذه الصورة:صورة اليمني الاتكالي والمنتظران تعطيه الدولة كل شيء بينما هو ليس مطلوباً منه أي شيء.ونحن في ذلك لانبرىء الحكومة من التقصير او الخطأ في هذا العمل او ذاك لكننا في المقابل لانستطيع تبرئة انفسنا كمواطنين في هذه الدولة.واذا كان الخطأ من طبيعة العمل فإن الأخطاء التي نتحدث عنها تصبح طبيعية فمن لايخطىء لاوجود له على الارض.لكن مشكلتنا ليست في اخطاء ترتكبها الحكومة احياناً وإنما هي في هذه الروح الغريبة التي تسود معظم سلوكنا وهي التي لاتقوم بأي عمل ايجابي يتعدى المصالح الأنانية والشخصية المباشرة فيما نطلب من الحكومة ان تعطينا وتوفر لنا كل شيء والكثيرون منا يتحللون ان يأخذوا لأنفسهم مال الدولة كله ويضعون في جيوبهم وأرصدتهم ولهم المقاولات والشركات ويأكلون اليابس والرطب ولكن من دون ان يقوموا بأي عمل في الجهد الجماعي المفروض ان يلتقي مع جهد الدولة فتقوم النهضة العامة ويتحقق النمو العام كما يتحقق الامن والرفاه.الدولة ليست جمعية خيرية.واذا كان صحيحاً انها مسؤولة، لكن الصحيح ايضاً ان المواطن، بدوره مسؤول وعليه ان يساهم ويتحمل ويعمل محرراً الدولة من كثير من الأعباء التي تلقيها على كاهلها ونتصرف كأننا قوم موقتون في بلادهم وموجودون ليستعيدوا ماطالت أيديهم وبأسرع وقت ممكن لانهتم بالمصير العام ولانهتم بغيرنا أي ان الواحد منا يعتقد انه وحده والدولة موجودة لخدمته فقط، ونقف على بابه ننتظر اشارة منه لكي تتحرك ملبية مايريد ومايشتهي. ولكن هذه العقلية ليست عقلية مواطن وانها للأسف عقلية مريضة ويطغى عليها الجشع والفردية والأنانية وهذه عقلية لاتعمر بلداناً ولاتساعد في نهضة ولاتقيم اسسا لمستقبل الشعب بأجياله المتعاقبة، ان الدولة تقدم الكثير وأكثر من الكثير ونحن لاندعوها الى التوقف عن القيام بواجباتها الا اننا ندعوا المواطناً ان يتهيا لكي –عن حق- يكون مواطن عليه واجبات مقابل ماله من حقوق والمعادلة كما نرى لاتستقيم ابداً اذا قامت على طرف واحد منها أي ان الحقوق للمواطن ترتبط بالواجبات المنوطة به وفي هذا الميزان يصبح حق المواطن كاملاً في ان ينتقد ويصيح اذا ماقامت الحكومة بالتقصير في هذا المجال او غيره لكن ان لانقوم بأي عمل او نشارك في أي جهد تم نبادر الى (الذم) والانتقاد والتهويل فليس من حقنا ابداً في هذا الحال كما انه ليس من الاخلاق في شيء.ونحن في مسيرتنا لقيام بلد متقدم فعلاً لابد من ان تنضم جميع الجهود الى جهد الدولة فنحقق الاهداف المرجوة ونضمن بلداً امناً وسعيد او قوياً.
|
آراء حرة
المواطن والدولة
أخبار متعلقة