استطلاع / علي منصور مقراط:منذ مطلع شهر رمضان المبارك ، الذي تفجرت فيه الأحداث الدامية والصدامات المسلحة بمديرية لودر التي نفذتها جماعات مسلحة تنتمي إلى تنظيم (القاعدة) الإرهابي حيث قامت بمهاجمة أفراد الأمن والجيش ما أدى إلى استشهاد (15) جندياً، قفزت لودر إلى واجهة الأحداث في جميع الوسائل الإعلامية التي بالغ بعضها في تضخيم تداعياتها بشكل لافت .وخلال زيارتنا لمديرية لودر بصحبة محافظ أبين م . أحمد الميسري ووفد من المسؤولين التي استمرت ( 100) ساعة تفقد المحافظ المناطق والقرى والتقى المواطنين وزار الوحدات الأمنية والعسكرية المرابطة في ضواحي المدينة التي تقوم بحملات ملاحقة وضبط العناصر الإرهابية التي سفكت الدماء وعاثت في الأرض فساداًً .كما عقد المحافظ الميسري ومعه نائب وزير الداخلية اللواء صالح الزوعري سلسلة من اللقاءات المكثفة مع المسؤولين والمشايخ وعلماء الدين وأئمة المساجد والشخصيات الاجتماعية بلودر وتركزت على معالجة آثار المشكلة وتطبيع الأوضاع وعودة السكان النازحين إلى ديارهم.وخلال تواجدنا في المديرية (الملتهبة) التي عاد إليها الهدوء وبدأت الحياة تدب في شوارعها حرصنا على تسليط الضوء على المشهد هناك ونقل أحاديث صحافية حية من أبنائها الذين أجمعوا على الرفض المطلق للإرهابيين واستعدادهم للتصدي للأعمال الإجرامية بكل قوة.[c1]المشهد الراهن لواقع الحياة في لودر[/c] وصلنا إلى مدينة لودر ومركزها الرئيس والإداري عصر الأربعاء الأول من سبتمبر الحالي وهناك شاهدنا الشوارع وقد بدأت الحركة تدب فيها وشرع بعض أصحاب المحلات التجارية والباعة المتجولين يمارسون نشاطهم التجاري بعد توقف دام أكثر من أسبوعين بعد عملية التطهير التي قامت بها الوحدات العسكرية والأمنية لمن تبقى من الجماعات الإرهابية والخارجين على القانون فيما شوهدت الطلائع الأولى من النازحين الذين خرجوا من ديارهم إثر المأساة عائدين إليها بعد أن اطمأنوا إلى نهاية كابوس المسلحين الذين حولوا حياتهم إلى جحيم ونشروا الخوف والهلع والرعب جراء أفعالهم التخريبية الوحشية.[c1]لودر غير[/c]كان موكب المسؤولين القادمين من عاصمة المحافظة زنجبار إلى لودر مرافقين لمحافظ المحافظة م . أحمد الميسري يقدر بـ 12 سيارة. واللافت للنظر أن المحافظ لم يصطحب عدداً كبيراً من المسؤولين خصوصاً مدراء العموم باستثناء مدير عام التربية د.فضل أمطلي باعتباره من أبناء المنطقة وبالمثل الصحافيون حيث اكتفى بثلاثة إعلاميين فقط باعتبارهم من القيادات الإعلامية ، ومن قيادة المحافظة الوكيلان المساعدان أحمد جرفوش وسالم عبدربه، وقائد المحور العميد ركن حيدرة بن لهطل ومن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم القيادي محسن دوفان ، ومن الشخصيات الاجتماعية حسن هائل .وقبل وصولنا لودر استقبلنا شيخ قبائل النخعين عبد المنعم محمد ناصر وعند مدخل المدينة التقى المحافظ بقائد الوحدات العسكرية العقيد علي جازع الكازمي ونائب مدير الأمن السياسي م / أبين العقيد أحمد متربيس وعدداً من الضباط .ولقد وجدنا لودر غير ما كنا نتصور.. إذ كنا نتوقع أن تكون مدينة أشباح ولكن ما وجدناه عكس ذلك . فقد استقبلنا أعضاء محلي لودر يتقدمهم الشخصية الشابة صلاح الدوح وصالح مكسح ، واستقبلنا أيضاَ المواطنون بارتياح وتفاؤل كبيرين ، و في الشوارع كانت سيارات الموكب تشق طريقها وسط الزحام وكان المواطنون يلوحون بأيديهم محيين ومرحبين وفي المجمع الإداري للمديرية استقبلنا مدير المديرية أحمد علي القفيش ونائبه الأمين العام لمحلي المديرية عوض علي النخعي.[c1]قبائل لودر تقف ضد الإرهابيين[/c]مع أن المدينة أصبحت تجمع كثيراً من الأطياف والفئات الاجتماعية من عموم اليمن الموحد .. لكن الصحيح أنها تعرف بأنها منطقة عوذلية أي يتولى شؤونها قبائل العوذلي إضافة إلى مكيراس .. هذا النسيج الاجتماعي الكبير الذي حضر الأمسيات التي دعا إليها المحافظ في دار الضيافة أجمع ممثلوه من المشايخ والوجهاء على وقوفهم ضد عناصر الإرهاب واعتبار لودر محرمة عليهم وفي الوقت ذاته طالبوا السلطة والأجهزة الأمنية بحسم الأمر مع من تبقى من الجماعات الإرهابية الفارة .. وفي أحاديثهم أيضاً أشادوا بأدوار منتسبي الوحدات العسكرية والأمنية التي قامت بواجبها الوطني ضد عصابات الإرهاب وتخليص المدينة من شرها وأشادوا بالدور الكبير الذي قام به نائب وزير الداخلية اللواء صالح حسين الزوعري الذي رابط هناك منذ الأيام الأولى لتفجير المعركة مع الإرهابيين.[c1]غضب واستنكار لجريمة اغتيال الجنود[/c]وعند مرورنا بالمجمع الإداري للمديرية لاحظنا المدرعة التي احترقت مع عدد من الأطقم في الجريمة البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية، حيث قام الإرهابيون بقتل (6) جنود بعد أن سلموا أنفسهم إلى تلك العناصر التي اغتالتهم وهم صائمون وبدم بارد ودون رحمة أو وازع من دين أو ضمير.[c1]زيارات بثت روح العطاء[/c]ثمة مواقف مسؤولة أظهرها الأخ المحافظ أحمد الميسري خلال تواجده في لودر لم تقتصر على مقابلته لتلك الجموع الكبيرة من الأهالي الذين ناقش معهم الأوضاع واستمع إليهم بعد انتهاء لقاءاته الموسعة مع المسؤولين وأعضاء المجالس المحلية بالمديرية والمشايخ والوجهاء التي عادة تستمر ساعات طويلة، بل ما شد انتباه الجميع هو حرصه الشديد على النزول الميداني الذي قام به ومعه نائب وزير الداخلية قائد الحملة الأمنية اللواء الركن صالح حسين الزوعري، إلى المواقع العسكرية التي ترابط فيها الوحدات الأمنية والعسكرية وتحدث إليهم بشكل مباشر ناقلاً إليهم تحيات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.هذه الزيارات الميدانية التي قام بها المحافظ ونائب وزير الداخلية في نهار رمضان كان لها أعظم الأثر في بث الروح المعنوية في نفوس المقاتلين الذين عبروا عن امتنانهم لذلك الاهتمام التام والرعاية المباشرة من المحافظ وتلمسه ظروف حياتهم وتوجيهه بحل كل إشكالياتهم بصورة سريعة ما عزز لدى منتسبي الأمن والجيش الشعور بالواجب الوطني في الذود عن تراب الوطن ومواجهة الخونة والعملاء.[c1]إدانات للإرهاب[/c]وعلى هامش جولتنا الصحافية في مديرية لودر التقينا بعدد من الشخصيات الاجتماعية والمواطنين الذين تحدثوا مدلين بآرائهم الشجاعة والصريحة في ما حصل من أعمال إرهابية.إذ قال الأمين العام للمجلس المحلي م/لودر الأخ عوض على النخعي إن مديرية لودر التي تعد من أهم وأكبر مديريات محافظة أبين جغرافياً وسكاناً وتنوعاً اجتماعياً والتي تتميز بالنشاط التجاري يعرف الجميع أنها مسالمة وهادئة .. وما حدث أن بعض الخارجين على القانون والإرهابيين استغلوا ذلك محاولين جعلها وكراً للإرهاب والعنف والتخريب.والحمد لله، نقدر أن نقول إن لودر قد اجتازت المأساة ونحن الآن نعمل على معالجة آثار الفتنة وعودة النازحين.ولفت النخعي إلى أهمية الزيارة التي قام بها المحافظ للمديرية واطلاعه على الأوضاع وتداعياتها ومعالجته المباشرة للكثير منها.من جانبه اعتبر الأخ ناصر عوض موسى مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية أن ما حدث لم يكن في الحسبان ولم يتوقع أن يصل الأمر بالعناصر الإرهابية إلى سفك الدماء وإزهاق أرواح الجنود الأبرياء.وأكد ناصر موسى أن أبناء لودر ومشايخها وعقلائها يقفون اليوم صفاً واحداً ضد كل من تسول له نفسه تحويل لودر إلى ساحة للعبث وسفك الدم.وقال نحن في القطاع التربوي ندين تلك الأعمال الإجرامية ونشكر للأخ المحافظ نزوله الميداني إلى المديرية واطلاعه عن قرب على قضايا السكان.م . خالد ناصر الحميقاني مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق في المحافظة وأحد أبناء لودر أكد أن أبناء لودر يرفضون تواجد العناصر الإرهابية المسلحة التي تحاول زعزعة الأمن والسكينة العامة.وقال إن ما أقدمت عليه هذه الجماعات باغتيالها جنود الأمن عمل إجرامي جبان استنكره المواطنون الشرفاء في هذه المديرية كافة التي عاشت مأساة لم تعرفها من قبل أدت إلى تشريد الأهالي من منازلهم.وثمن م . خالد الحميقاني جهود المحافظ أحمد الميسري في معالجته للأزمة التي لن تتكرر بإذن الله.ويرى الدكتور علي محمد الجنيدي أحد الشخصيات الاجتماعية في لودر أن ما شهدته لودر من أحداث دامية سببه الانفلات الأمني الواضح الذي عانت منه المديرية، وعدم الحزم في ردع العناصر الإرهابية المسلحة التي كانت تسرح وتمرح في أرجاء المدينة حتى استقوت وأقدمت على ذلك العمل الهمجي ضد جنود الأمن.وطالب د . علي الجنيدي بفرض هيبة الدولة قبل استفحال المشكلات مشيداً بالعمل الجبار الذي بذله م . أحمد الميسري محافظ المحافظة الذي مكث في المديرية لمعالجة آثار تلك الأحداث.