سينما
[c1]عندما يدخل الأطفال عالم [/c][c1]العنف المؤدي الى الجريمة [/c]مقدمة:لماذا اصبح الطفل يجد نفسه متورطاً في كوابيس العالم المعاصر ومتغيراته الذي يعيش فيه من قتل وخطف وارهاب وجريمة منظمة؟واصبح شاهداً ومجنياً عليه ومطارداً ومطالباً باتخاذ قرار هو اكبر من طاقته فهل صحيح ان ايقاع العنف ارتفع الى حد لم يعد يسمح بأي مساحة تمارس فيها الطفولة براءتها؟تسعى امريكا واوربا لاطلاق شبكة من الافلام المرعبة ابطالها من الاطفال الذين يشتركون في جرائم معينة بسبب تصرخاتهم العدوانية فاحدهم يحاول اغتصاب جارة له تحت تهديد السكين وآخر حاول دهس صديه بسيارة والده، والثالث اوشك على التورط في حادث ضرب يقتضي الى القتل.ابطال من االاطفال يدخلون في مغامرات لايصدقها العقل اذا ماقاس كل مايحدث من حولهم وهم يواجهون حياة معقدة تحيط بكوكب الارض لايفهمونها.هذا هو الاتجاه الرئيس في مجموعة افلام العقد الماضي وهذا العقد ايضاً بشكل عام وكثيرة هي التساؤلات التي مازالت غامضة حول دور التصاعد التدريجي في سخونة سينما الاطفال فهل اضاعت سنوات الطفولة بكل مافيها من براءة واصبح الطفل يجد نفسة متورطاً في كوابيس العالم المعاصر الذي يعيش فيه من قتل وخطف وارهاب وجريمة منظمة واصبح شاهداً ومجنياً عليه ومطارداً ومطالباً باتخاذ قرار هو اكبر من طاقته يبدو ان ارتفاع ايقاع العنف في كل مكان من العالم لم يعد يسمح باي مساحة تمارس فيها الطفولة براءتها المعروف انه لاتوجد جريمة مرعبة مثل التي تعرض لها الصغير (فيتو) البالغ من العمر (10) سنوات في فيلم عنوانه (رحيل البراءة) من إخراج كارلوكاريلي.يبدأ الفيلم ذات يوم في منطقة هادئة عندما نرى عائلة ( فيتو) وكذلك الطفل الذي وجد مقتولاً في كهف بالقرب من بيتهم نري هذه العائلة وهي تتعرض لمذبحة جماعية لاينجو منها سوى الطفل (فيتو) الذي يفلت من بين ايدي القتله الذين لايكفون عن مطاردته وهو الكابوس الذي يظل سائداً طوال بقية الفليم ولا احد يفهم لا الطفل فيتو ولا المشاهدون السبب وراء هذه المذبحة الدامية ولا المطاردة المرعبة كل مايعرفة ونعرفه نحن أن عليه فقط ان ينجو بحياته وفي هذا يكمن سر اثارة الفليم فالمخرج يريد ان يدخلنا الى عقل هذا الطفل الصامت تماماً وهو لايعطي لنا اي خيار سوى الخبرات التي يكتبها (فيتو) وهو يهرب الى العاصمة كي يبحث عن شيء ما اوشخص ماليس متاكداً من وجوده.اما الكاميرا فتحاول ان تكون موضوعية وهي تركز فقط على مايدور في عيني (فيتو) المذعور وهو يجري من شارع الى شارع وتصور حجمة الصغير وهو يجتاز ذلك العالم الواسع غير المفهوم ومن خلال واحد من افراد العائلة الذي يقابلة اخيراً.وفي الاخير كذلك يعرف (فيتو) بعضا من الحقيقة ،فهذا الطفل الذي وجد مقتولاً في كهف جانب منزل اسرته كان ضحية اختطفته الاسرة من اجل ان تطالب اهله بالفدية وهو طفل يخص احدى العصابات المنافسةلاسرته والصراع بينهما استمر لأسباب لاتعرفها ابداً ولكن (فيتو) يشعر وهو يتأمل صورة الطفل القتيل في التلفزيون ان امامه الحل الوحيد هو ان يذهب الى هذه الاسرة وان ينام في سرير الطفل وان يتغطي بأغطتيه التي ربما تتحول الى أكفانه.الملاحظ في الفيلم ان فكرته بشكل عام تعالج مشكلة جرائم الاختطاف للأطفال من اجل طلب الفدية كما يلاحظ ايضاً ان حرب العصابات قد اصبحت جزءاً من حقائق المجتمعات المرعبة في حياة الأطفال.ومن خلال هذا الفيلم اعتقد ان الفن السينمائي اليوم يقدم شهادته عن هذا العالم المرعب الذي اصبح الاطفال يتحملونه ويواجهون مصائبة وجرائمة المعقدة ويدفعون فيه الثمن دائماً.