مرشح الرئاسة السابق أحمد المجيدي في حوار خاص لـ ( 14 أكتوبر ):
حوار/عبدالله بخاشيمثل رحيل آخر جندي بريطاني وهو يلف علم المملكة المتحدة من عدن مشهداً تاريخيا لم تنساه ذاكرة الأحرار اليمنيين إذ يعد تتويجا لمرحلة نضالية طويلة دامت لأكثر من مائة وثمانية وعشرين عاما من المقاومة البطولية وعدم الاستكانة للغاصب المحتل .اليوم وفي الذكرى الأربعين للاستقلال الوطني وإجلاء آخر مستعمر بريطاني عن الأرض اليمنية تلتقي صحيفة “14 أكتوبر” في إطار احتفائها بهذه الذكرى بأحد أبناء الحركة الوطنية - المناضل / أحمد عبدالله المجيدي الذي انضم في 1965م إلى نخبة مميزة من أعلام النضال الوطني ثم ما لبث وان شكل معهم أول حلقة فدائية في عدن.المناضل / احمد المجيدي غني عن التعريف فهو معروف مشواره التاريخي والنضالي والوطني ، ومع ذلك فهو يصف دوره ومساهمته النضالية بالبسيطة والمتواضعة مقارنة بدور المجتمع الذي تربى فيه على قيم ومعاني النضال والوطنية ، ووجد مساندة أبنائه وتعاضدهم كالجسد الواحد.كنا نؤمل أن يكون الحوار مباشرا وتفاعليا إلا أن تواجد المناضل / المجيدي بمقر إقامته في عدن حال دون بلوغ ذلك ، فتواصلنا معه وطرحنا عليه جملة من التساؤلات عن ذكرى الاستقلال الوطني والنضالي ، وتحقيق الوحدة الوطنية بين الإمارات والعشائر اليمنية كخطوة على طريق الوحدة اليمنية وغيرها من التساؤلات التي تفضل المناضل / احمد المجيدي بالإجابة عليها وإرسالها إلينا بالفاكس وهي على النحو التالي:[c1]بداية الطريق* حدثنا عن دورك ومساهمتك في العملية النضالية ضد الاحتلال؟[/c]بعد إعلان ثورة الرابع عشر من اكتوبر عام 1964م التي انطلقت من قمم جبال ردفان الشماء وكان شهيدها الأول المناضل راجح غالب بن لبوزه كان عمري حينها في عقده الثاني وكنت عاملاً في قسم الصيانة في مستشفى الملكة إليزايبت (مستشفى الجمهورية) وبفعل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م كنت أحد الشباب الذين زرعت في قلوبهم الحماسة للعمل الوطني ضد الاستعمار البريطاني الذي كان جاثما على أرض الجنوب حينها، وفي منتصف عام 1964م التحقت بما كان يسمى البوليس المدني فدفعتني حماستي للبحث عن المناضلين الذين يقومون بالعمل الفدائي ضد جنود المستعمر حتى تمكنت من الانضمام إلى تنظيم الجبهة القومية في بداية العام 1965م ولا يتسع المجال لشرح طريقة انضمامي والمراحل التي مررت بها للحاق بالمناضلين الأبطال لكن الواجب يستدعي أن أتذكر بعض من أسماء هؤلاء الأخوة المناضلين في مقدمتهم محمد المقبلي وعلي محمد صلاح وعلي مقبل مرشد ومحمد ناجي الشجاع (حميد) وقائد محمد علي صلاح ، هؤلاء الذين عبرهم وصلت إلى الانضمام إلى طريق العمل الفدائي في إطار الجبهة القومية ، حيث انضممت إلى أول حلقة فدائية تشكلت في شرطة المنصورة بعد أن تخرجت من مدرسة البوليس (TRANNING SCHOOL) بداية عام 1965م وتحت إشراف المناضلين / علي مقبل مرشد ومحمد ناجي الشجاع (حميد) اللذين تتلمذت على أيديهم سياسياً وفدائياً، وخلال مرحلة النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني ساهمت بدور متواضع إلى جانب عدد كثير من رفاق النضال أمثال محمد هادي عوض وفريد محمد عبد الله وأحمد الجنيدي وحسن عبد الله العوجري والأخ المناضل الجسور عبد الرحمن الصريمي الذي شكلنا معاً فرقة صلاح الدين في فترة ما بعد الدمج ما بين جبهة التحرير والقومية، وخلال هذه الفترة يكتشف المناضل أن دوره النضالي ومساهمته الوطنية لا تشكل إلا المساهمة البسيطة والمتواضعة إلى جانب دور المجتمع الذي يعيش فيه وبالذات في مدينة عدن.[c1]عدن الثورة والثقافة* برأيكم ماهي المكانة التي لعبتها عدن ودورها في حركة التنوير الثقافي والنضالي وفي خروج الحركات الوطنية والقومية ؟[/c]عدن كانت الحاضنة لكل حركات التحرر الوطني ضد الإمامة في شمال الوطن والمستعمر في جنوبه ، وأتذكر خلال مرحلة العمليات الفدائية ضد الاستعمار البريطاني من أن معظم منازل سكان عدن كانت مفتوحة للفدائيين فعندما كان الفدائي يقوم بعملية ما ضد جنود المستعمر كان بإمكانه أن يلجا إلى أي يبت يحتمي به من ملاحقة جنود الاحتلال، حيث كنت أحد الذين احتمينا بمنزل أحد سكان المنصورة القريب من شرطة المنصورة بعد أن كنت قد نفذت عملية فدائية ضد جنود الاحتلال في ظهر أحد الأيام من عام 1965م، وكانت عدن بشوارعها ومحلاتها التجارية مقرات لاجتماعات الفدائيين ومنطلق لهجماتهم الفدائية ضد جنود المحتل البريطاني وبهذه المناسبة الخالدة “ مناسبة الذكرى الأربعين للاستقلال الوطني “ نترحم على كل أرواح الشهداء الذين حرروا بدمائهم تربة جنوب اليمن ونحيي كل المناضلين الأبطال الذين ناضلوا في سبيل تحقيق الاستقلال الوطني الذي تحقق يوم الثلاثين نوفمبر 1967م، هذا اليوم الذي سيظل يوماً خالداً في تاريخ نضال الشعب قاطبة وتنحني هاماتنا أمام كل أسر الشهداء ومناضلي حرب التحرير في ردفان وعدن وغيرها من مناطق ما كان يسمى جنوب اليمن المحتل الذين كان لهم أدوار إيجابية ونضالية ونحيي بكل فخر واعتزاز الأدوار البطولية لأبناء لحج والصبيحة وأبين وشبوة وحضرموت وغيرها من مناطق ومحافظات جنوب الوطن بصورة عامة ومدينة عدن بصورة خاصة على الأدوار البطولية التي أجرتها في سبيل التحرير والاستقلال الوطني والتي شكلت عدن منارة لحركة التنوير ومنبع لخروج الحركة الوطنية والقومية من هذه المدينة البطلة..عن المشاريع الاستعمارية* ماهو دور القوى الوطنية والشعبية في مقاومة المشاريع الاستعمارية في الجنوب اليمني ؟لقد كان لفدائيي الجبهة القومية والتنظيم الشعبي وجيش التحرير الذي تشكل في أرياف الجنوب أدورا بطولية في تلقين المحتل دروسا لن تنسى وكان لتلك التضحيات ثمار تاريخية عظيمة كللت بالسقوط المتوالي لمعظم مناطق الجنوب التي كانت تحت سيطرة حكام وجنود المستعمر الغاشم وتوج بيوم الـ 30 في نوفمبر 1967م بخروج آخر جندي بريطاني من عدن وإعلان قيام الجمهورية في ذلك اليوم الأغر يوم التحرير من المستعمر الأجنبي وإعلان السيادة الكاملة على جنوب الوطن بعد إعلان (أبوالمناضلين) قحطان محمد الشعبي رئيس الجمهورية (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) وتحت لوائها توحدت بطواعية (21) إمارة ومشيخه في كل المناطق وذلك ما أعتبر الانجاز الثاني بعد طرد المستعمر وقيام الجمهورية الوليدة الذي من خلاله تم إفشال المخطط الاستعمار الهادف إلى إبقاء التجزئة المناطقية في الجزء الجنوبي من الوطني اليمني ليتمكن في تنفيذ سياسته التشطيرية التي أفشلتها تضحيات وصمود المناضلين في قيادة الدولة الفتية [c1]الوحدة الوطنية* ماهو دور الدولة الوطنية الناشئة في تحقيق وحدة الأرض اليمنية ؟[/c]رغم ما رافق فترة الكفاح المسلح من مؤامرات المستعمر وعملائه تمثلت في إحداث فتنه بين المناضلين الذين كانوا لاهم لهم إلا طرد المستعمر ونيل الحرية والاستقلال الوطني الكامل وذلك ما تحقق رغم الحربين الأهليتين التي أوجدها المستعمر وعملاءه في فترة ما قبل الاستقلال، ومنذ انتصار الثورة وقيام الدولة الفتية وتوحيد 21 دويلة وإمارة حرة ومشيخة كان الهم الأساسي الذي برز أمام القوي الوطنية المناضلة في سلطة الدولة وخارجها تحقيق الهدف الكبير وهو الوحدة اليمنية بين شطري الوطن الواحد، حيث كان للحزب الاشتراكي اليمني دورا رياديا في تعبئة أعضائه ومناصريه والتأثير على غيره من الأحزاب والتنظيمات الوطنية أكان في مرحلة ما قبل الاستقلال الوطني أو فيما بعدها.[c1]المشاريع القديمة الجديدة* ماهي وجهة نظركم تجاه إحياء المشاريع القديمة التي روج لها مؤخرا ، وكيف يمكن مجابهة ذلك ؟[/c]للحقيقة والإنصاف ينبغي القول والاعتراف أن الحزب الاشتراكي اليمني له من السلبيات والأخطاء التي لازلنا نعاني من تبعاتها حتى اليوم كما أن الاعتراف بها لا يعني التقليل من الدور التاريخي للمناضلين من مختلف تنظيمات الأحزاب الوطنية بل يعني لهم تجنب الوقوع في تلك الأخطاء التي حدثت خلال المراحل السابقة وحتى اليوم، وعلى الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة التي ورثها الجنوب من بعد الاستعمار البريطاني فقد استطاعت الثورة أن تقيم دولة واحدة على ارض (جنوب اليمن) تمكنت من نشر الأمن والاستقرار لجميع السكان وفي تطبيق وسيادة القانون وفي المساواة بين كل الناس، وتجسدت الوحدة اليمنية بين أبناء الوطن اليمني وجعل الوحدة اليمنية بين الشطرين احدى القضايا الرئيسية في نشاط ومهام التنظيم السياسي الموجود والحزب الاشتراكي اليمني وفي نشر التعليم والتطبيب لكل يمني من الشمال والجنوب وتوفير العمل لهم، وتحرير المرأة من قيود ورواسب الماضي البغيض. كما كان للحزب دور رائد في بناء جيش وطني من آجل حماية السيادة الوطنية وفي إسهامه لحماية ثورة “26 من سبتمبر” وفي وحدة فصائل العمل الوطني اليمنية شمالاً وجنوبا وبناء المؤسسات المدنية وصولاً إلى تحقيق الهدف العظيم للشعب اليمني وثورتي “ 26 سبتمبر”و “ 14 من أكتوبر” وتوقيع اتفاقية الوحدة في “22 مايو 1990م “ التي مر على تحقيقها ما يقارب 18 عاماً واجهت ولازالت تواجه مشاريع تآمريه ومخططات هدفها إلحاق الضرر بوحدة الشعب اليمني وإنجازاته ومكاسبه التي تحققت بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر والوحدة المباركة والتي يمكن مجابهتها وإفشالها من خلال سد كل الثغرات السلبية والأخطاء والتشوهات التي مورست في فترة ما بعد صيف 94م والتي كان سببها بعض ضعفاء النفوس من الفاسدين والمفسدين وخونة أمانة المسؤولية الذين لاهم لهم إلا مصالحهم الذاتية وعلى حساب مصالح الشعب والوطن والوحدة التي وجدت وستبقى ومن خلالها ستصحح كافة الإختلالات والتشوهات التي تفشل مشاريع ومخططات كل القوى المعادية أينما وجدت.. .