تختلف الموائد الرمضانية من منزل إلى آخر في البيوت السعودية، حسب اختلاف العادات والوجبات الغذائية، باختلاف المناطق الجغرافية السعودية المترامية الأطراف، إلا أن العائلات السعودية تتوافق على اجتماع كل أفراد العائلة على سفرة واحدة وفي وقت واحد. هذا الاجتماع قد يكون صعبا أو معدوما في طيلة أيام الأسبوع من بقية العام بسبب أشغال أفراد الأسرة بالأعمال والدراسة، وتفاوت أوقات الفراغ فيما بين أفراد العائلة الواحدة.ويفضل الكثير من السعوديين عدم تلبية دعوات الإفطار خارج نطاق العائلة الواحدة، حتى يتسنى لهم فرصة الاجتماع، ويحبذ السعوديون تلبية دعوات الأصدقاء والمعارف على وجبات السحور بدلا من الإفطار. وقد يتناول الشباب وجبة السحور مع الأصدقاء في المطاعم. لهذا لا ترتاد العائلة السعودية المطاعم على الإفطار في الغالب، وربما تكتفي بشراء بعض الأكلات الرمضانية من المطاعم لتجتمع حولها في المنزل.ساعد تقليل أوقات العمل والدراسة في السعودية في شهر رمضان الكريم، على تبكير رجوع جميع أفراد الأسرة إلى المنزل في أوقات متقاربة، مما مكن العائلة من الاجتماع حول مائدة إفطار واحدة.كما يحرص أفراد العائلة السعودية على برمجة أوقاتهم ومهامهم خارج البيت، ليجتمعوا على مائدة إفطار واحدة طيلة شهر رمضان، ويجدون في التجمع فرصة للالتقاء الأسري ويمتد الاجتماع لما بعد الوجبة يتناولون فيه الأحاديث ويحتسون الشاي والقهوة، ويتخلل اجتماعهم التسلية بمشاهدة التلفاز، الغريب الوحيد فيما بينهم والذي أصبح أحد أفراد الأسرة يشاركها وقتها واجتماعها الرمضاني برضاها أو رغما عن إرادتها، كضرورية عصرية للحياة الحديثة. تلتفت الكثير من الشركات التجارية لأوقات اجتماع الأسرة السعودية في رمضان وتحاول الاستفادة منها، وتبني خططها التسويقية على أساس استغلال اجتماع العائلة وتحوله لمفهوم تسويقي تروج من خلاله سلعها وخدماتها عبر حملاتها الإعلانية المكثفة في شهر رمضان الكريم. وتحاول وكالات الإعلان أن تبتكر طرقا تجعل من المنتج أو الخدمة أحد أفراد الأسرة، فقد تحول المنتج إلى جدة يجتمع حولها الأحفاد، أو أبنا عائدا من سفر بعد غياب طويل. كما يجتهد مبتكرو الإعلانات في تحويل السلعة إلى موقف ظريف، ليكون مقبولا في جلسة العائلة ولا تضطر العائلة إلى تبديل القناة. كما يقوم منتجو البرامج والمسلسلات الرمضانية بالتذاكي عبر الترويج والإعلان داخل مشاهد تصوير العمل التلفزيوني.ومن جهتها تتنافس القنوات التلفزيونية، والتي تبيع مشاهديها على المعلن، فيما بينها على جذب الأسرة السعودية، وتدفع العشرات من الملايين في إنتاج وشراء البرامج والدراما التي تعرض خلال شهر رمضان المبارك، من أجل أن تكون المفضلة في المشاهدة، وأحد أفراد الأسرة السعودية تشاركها وقتها واجتماعها، حتى تمرر الرسائل الإعلانية إلى العائلة السعودية صاحبة القوة الشرائية، في أوقات التقاء الأسرة، ما يتعارف عليه بالذروة. وتستخدم القنوات التلفزيونية أساليب لتمرير الإعلانات عبر عرض مجموعة كبيرة من الإعلانات بعد مقدمة البرنامج أو المسلسل وقطع العرض بين الوقت والآخر، أملا في كسب أكثر لحظات من أوقات اجتماع الأسرة الرمضاني.
|
رمضانيات
أطباق من الطعام الشرقي في شهر رمضان
أخبار متعلقة