المتهمون في قضية حزب الله في محكمة بالقاهرة الجديدة يوم 26 أغسطس 2009 .
القاهرة/14 أكتوبر (رويترز) :قضت محكمة مصرية يوم أمس الأربعاء بالسجن لمدد تتراوح بين ستة أشهر و25 عاما على 26 متهما أعضاء مجموعة تقول مصر إنها تابعة لحزب الله اللبناني وإنها سعت للقيام بعمليات «إرهابية» لزعزعة الاستقرار في البلاد.وقال القاضي عادل عبد السلام جمعة ان المحكمة عاقبت المتهمين الثلاثة.. الاول محمد قبلان والتاسع عشر سالم عايد حمدان والعشرين مدحت حسان حسانين (غيابيا) بالسجن المؤبد ومدته 25 عاما.ويوصف قبلان في أوراق الدعوى بأنه رئيس قسم مصر في وحدة دول الطوق (الدول المجاورة لاسرائيل) في حزب الله.وكانت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بدأت محاكمة المجموعة التي تضم لبنانيين أحدهما قبلان في أغسطس اب من العام الماضي. وأنكر من حضروا منهم الجلسة التهم المنسوبة اليهم.ولكن حزب الله قال في أبريل نيسان من العام الماضي ان مصر تحتجز عضوا فيه هو سامي شهاب وان شهاباً كان يقدم امدادات عسكرية لقطاع غزة بمساعدة ما يصل الى عشرة أشخاصاً آخرين. ونفى حزب الله أن يكون استهدف مصر.ويتوقع مراقبون أن يتسبب الحكم في زيادة حدة التوتر في العلاقات بين مصر وحزب الله.وأضاف جمعة ان المحكمة عاقبت شهاباً واسمه في أوراق الدعوى يوسف أحمد منصور بالسجن لمدة 15 عاما.والمدانون لبنانيان وخمسة فلسطينيين وسوداني واحد و18 مصريا وعاقبت المحكمة منهم اثنين آخرين بالسجن لمدة 15 عاما و15 بالسجن لمدة عشر سنوات واثنين بالسجن لمدة سبع سنوات وواحد بالسجن لمدة خمس سنوات وواحد بالسجن لمدة ثلاث سنوات وواحد بالسجن لمدة ستة أشهر.وأضافت المحكمة سنة حبسا بتهم أخرى لاحد المدانين الذين حكمت عليهم بالسجن لمدة عشر سنوات. وصدر الحكم غيابيا على متهم رابع ومدة عقوبته خمس سنوات.وقال جمعة ان المحكمة ترى أن «ما اقترفه حزب الله اللبناني من أفعال بواسطة ممثليه المتهمين الاول... ومرؤوسه الثاني» لا صلة له بدعم المقاومة الفلسطينية.وتساءل «هل كل ذلك الدعم (يكون) من خلال جمع المعلومات عن القرى والمدن والطرق الرئيسية بمحافظتي شمال وجنوب سيناء وأن يشمل هذا الدعم رصد وتحديد الافواج السياحية المترددة على مناطق جنوب سيناء؟»ومضى متسائلا «هل يشمل أيضا دعم المقاومة الفلسطينية استئجار بعض العقارات المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس لاستغلالها لرصد السفن العابرة بالقناة؟«هل دعم المقاومة الفلسطينية يكون من خلال تصنيع عبوات متفجرة والاحتفاظ بها في مسكن المتهم سالم عايد حمدان بمحافظة شمال سيناء؟»وتابع أن «هذا الحزب المسمى بحزب الله كان بقصد ضرب اقتصاد مصر وتمزيق أوصال شعبها واشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في أرجائها.»وأضاف ان المتهمين بخلاف قبلان وشهاب «سلكوا طريق الجريمة.»وكان المتهمون صامتين لدى دخولهم قفص الاتهام وبدا عليهم شعور بالخوف. وبعد النطق بالحكم كبروا «الله أكبر» وهتفوا «فداك يا أقصى» و«حسبنا الله ونعم الوكيل».وحوكم قبلان وشهاب بتهم «تجنيد وتمويل عناصر التنظيم والتخطيط لتنفيذ العمليات الارهابية.»وحوكم 20 آخرون بتهم تشمل «التخابر لمصلحة منظمة خارجية تهدف الى زعزعة الاستقرار الداخلي وضرب أهداف ومنشآت سياحية داخل مصر وتعطيل المجرى الملاحي لقناة السويس.«وقد أعدوا في سبيل تنفيذ ذلك المخطط أحزمة ناسفة ومواد متفجرة وقاموا بحفر نفق بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية لتهريب تلك المواد المتفجرة وأيضا تهريب بعض الانتحاريين الى مصر.»كما حوكم الاربعة الباقون بتهمة «المساعدة في الاعداد للعمليات الارهابية.»وأحكام محاكم أمن الدولة لا تقبل الاستئناف أو الطعن عليها لكن بامكان رئيس الدولة أن يعفو عنها.وفي العام قبل الماضي قال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان مصر «شريك في جريمة» مع اسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة لرفضها فتح معبر رفح بلا قيود. وقالت مصر ان نصر الله يريد نشر الفوضى في المنطقة لخدمة آخرين في اشارة الى ايران فيما يبدو.وتوترت العلاقة بين مصر وحزب الله بعد انتقاد القاهرة لعملية قام بها الحزب عبر الحدود مع اسرائيل وأسر خلالها جنديين اسرائيليين عام 2006 ما تسبب في حرب واسعة شنتها اسرائيل على لبنان.وفي وقت سابق دافع المرشد العام السابق لجماعة (الاخوان المسلمين) في مصر محمد مهدي عاكف عن حزب الله قائلا ان «حزب الله لم يهدد الامن القومي المصري... قام بجهده الكبير في دعم المقاومة (الفلسطينية).»وأضاف «كافة الحركات الشعبية وجماعات المقاومة التي دعمت الفلسطينيين في مواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم والمستبد على غزة مسحت عار الانظمة العربية التي تخاذلت عن الدفاع عن الشعب الفلسطيني ودعمه ومساندته و(كانت في صف) موالاة وتنفيذ المخططات الصهيونية والامريكية تجاه المنطقة.»