- جماعة « جند أنصار الله» التي اشتهرت في أحداث غزة يوم 14 أغسطس الماضي واليوم الذي تلاه جماعة سلفية تكفيرية قريبة الصلة بعقيدة تنظيم القاعدة الإرهابي ، وهي من حيث المبدأ لا تؤمن بالجهاد ضد إسرائيل بدعوى أن الجهاد لا يلزم من هو واقع تحت حكم الاحتلال ، لكن بعد أن صارت غزة خالصة للفلسطينيين ( بقيادة حركة حماس) بدأت نظرتها تتحول قليلاً عن هذه الفكرة فنفذت في يوليو الماضي « غزوة البلاغ» حيث قام عدد من أتباع الجماعة وهم يركبون الخيول بمهاجمة موقع عسكري إسرائيلي قرب الجدار الفاصل شرق غزة وقتل منهم ثلاثة .. الفكرة الأساسية التي تتبناها الجماعة هي إقامة الحدود وتطبيق الشريعة الإسلامية من وجهة نظرها، وفي سبيل ذلك قام أتباع الجماعة بمهاجمة الأعراس وتفجير المقاهي ومقاهي الانترنت و صالونات الحلاقة خاصة النسائية باعتبارها أماكن للرذيلة.. وهي تكفر كل ما عداها ، فقد نسفت منزل مروان أبو رأس رئيس رابطة علماء فلسطين لمخالفته أفكار الجماعة ، كما تكفر حركة حماس ، حتى إن الجماعة وقفت في حرب غزة بين إسرائيل وفصائل المقاومة وفي مقدمتها حماس موقف المحايد وقالت إنها لن تعين كافراً على كافر!ورغم أن حماس وجماعة جند أنصار الله لا يختلفان كثيراً من حيث النوعية إلا أن برجماتية حماس والتزاماتها تجاه إسرائيل ومصر وآخرين جعلتها في وضع محرج أمام الجماعة ، وجرت عدة محاولات قام بها رجال دين لإقناع الجماعة أن اجتهاداتها خاطئة وأن ما تقوم به من أفعال يتقاطع مع شريعة الإسلام إلا أن تصلب الجماعة أفشل تلك المحاولات ، وقد بلغ الصراع بين الحركتين أوجه يوم 14 أغسطس عندما أعلن زعيم الجماعة عبد اللطيف موسى ( أبو النور المقدسي) من منبر جامع ابن تيمية إقامة إمارة إسلامية في غزة تبدأ أولاً في منطقة رفح ، وقال : « سنقيم هذه الإمارة على جثثنا وأجسادنا وسنقيم بها الحدود والجنايات وأحكام الشريعة « .. ورغم أن حركة حماس تعتبر حكومتها في غزة « حكومة إلهية « تطبق شريعة الإسلام .. وفي هذا اليوم واليوم التالي وقعت المواجهة الدموية بين مسلحي الجماعة وقوات حماس والتي قتل فيها أكثر من 30 معظمهم من الجماعة الذي قتل رئيسها عبد اللطيف ومساعده السوري وأعقب ذلك إجراءات أخرى ضد الجماعة وممتلكاتها .- وبعد أكثر من أسبوعين على تلك الأحداث أصدر ( 61) من رجال السلفية في اليمن بياناً في 29 أغسطس دسوا فيه أنوفهم في قضية لا تعنيهم إلا من حيث أن جماعة جند أنصار الله التكفيرية هناك حاق بها ما يستدر عطفهم ، فأدانوا حماس ودعوها إلى الندم وإصلاح المسار وإطلاق معتقلي الجماعة ومؤسساتها ، واعتبروا الجماعة جهادية نضالية وقائدها شيخاً داعية والمطالبة بتطبيق الشريعة - على تلك الصورة - حق .. وقالوا « وإن كنا نرى أن إعلانهم للإمارة الإسلامية كان خطأ لا داعي له كما قالوا إن ما فعلته حماس مع الجماعة لم يسبق أن فعلته مع ألد أعدائها ! والسلفيون في هذه العبارة الأخيرة - والحق يقال - كانوا دقيقين ، لكنها فعلت أشنع من ذلك ألف مرة مع أتباع فتح والفصائل الأخرى العلمانية التي يتلذذ بدمائها السلفيون والإخوان!!
سلفيو اليمن يدسون أنوفهم في غزة!
أخبار متعلقة