استعادة الأسير والنيل من المقاومة من أبرز أهداف العمليات العكسرية
فلسطين المحتلة/ متابعات:يجمع محللون سياسيون مختصون في الشأنين الفلسطيني والإسرائيلي، أن من بين الأهداف الأساسية الكامنة للعمليات العسكرية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت حانون ومناطق قطاع غزة، هو ضرب البنى التحتية لقوى المقاومة الفلسطينية، والضغط على الفلسطينيين لتعجيل صفقة إطلاق جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية منذ الخامس والعشرين من يونيو الماضي.ويرى المحلل السياسي المختص بالشأن الفلسطيني حسن الكاشف أنه لا يمكن فصل الأهداف الأمنية الإسرائيلية عن أهدافها السياسية، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي منذ انسحابه من قطاع غزة قبل عام لم يوقف عملياته في قطاع غزة، ليخلق واقعا مريحا له على الصعيدين الأمني والسياسي معا.وأوضح في تصريحات لموقع الجزيرة نت أن مسار العمليات العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة على القطاع منذ أسر المقاومة للجندي الإسرائيلي، يؤشر إلى أن الاحتلال ماض في تنفيذ خطة عسكرية، للضغط على المفاوض الفلسطيني لتسريع الإفراج عن الأسير الإسرائيلي لدى المقاومة الفلسطينية.وفيما يرى الكاتب الصحفي مؤمن بسيسو أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء عملياته إلى منع المقاومة الفلسطينية من التقاط أنفاسها والتغطية على إخفاقه في استعادة جنوده المأسورين في لبنان وغزة، يؤكد صالح النعامي الكاتب الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي أن ادعاءات الاحتلال بأن هدف عملياته العسكرية وقف إطلاق القذائف الصاروخية هو أمر مبالغ فيه إلى حد كبير.وأوضح النعامي أن التصعيد الإسرائيلي الذي حصد حياة 330 شهيدا فلسطينيا، وخلف دمارا واسعا في البنية التحتية في الشهور الأخيرة، يحمل في طياته العديد من الأهداف أبرزها استعادة قوة الردع الإسرائيلية.وأشار إلى أن تل أبيب تحاول من وراء تكثيف الضربات العسكرية على غزة، دفع الجماهير الفلسطينية إلى الضغط على المقاومة الفلسطينية من أجل الإفراج عن الجندي الأسير فضلا عن تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لأي صفقة مرتقبة بشأن إطلاق صراح الجندي الإسرائيلي مقابل أسرى فلسطينيين تظهر من خلالها الحكومة الإسرائيلية بمظهر المنتصر.من ناحيته يرى الدكتور سفيان أبو زايدة الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنه رغم أن هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية المعلن هو وقف إطلاق القذائف الصاروخية، فإن هذه العمليات بشكل غير مباشر تشكل أداة ضغط على الفلسطينيين من أجل الإسراع في إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير.وأضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية في بيت حانون من حيث التوقيت والحجم لها علاقة مباشرة بزيارة وفد حركة حماس الذي قدم من دمشق إلى القاهرة لمناقشة صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.ولفت إلى أن تدحرج العملية العسكرية بعد مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، وتمديدها وتوسيعها بقرار من مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر، يشير إلى ما يخطط لفعله الإسرائيليون في غزة في المستقبل القريب.وتوقع أبو زايدة أن يركز الاحتلال عملياته العسكرية في الفترة القادمة من أجل تفكيك أو إضعاف البنية التحتية للتنظيمات الفلسطينية، موضحا أن الاحتلال يعتبر تعزيز القوة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية تهديدا إستراتيجيا من شأنه أن يغير من موازين القوى على الأرض.وأشار إلى أن ما يحدث في بيت حانون هو نموذج اختبار لما قد يحدث في المستقبل في مناطق فلسطينية أخرى، متوقعا أن تعمد قوات الاحتلال إلى أسلوب محاصرة مناطق سكنية فلسطينة والطلب من سكانها الرجال مغادرتها للتجمع في مكان ما لاعتقال من يريدون اعتقاله وإجراء عمليات تفتيش وتمشيط واسعتين.