تذكر مصادر التاريخ الى ان نشاة الكويت ترجع الى الجزء الاخير من القرن السابع عشر ويعود حكم اسرة الصباح لها الى عام 1752م الذي بدأ فيه وكانت قديماً تعرف باسم القرين غير ان بعض المعلومات تعود بزمن الظهور الى ابعد من ذلك، اما تاريخ الكويت الحديث فيرجع الى عام1716م والقرين تصغير لكلمة قرن وهو التل او الارض المرتفعة وتوجد عدة اماكن تسمى بالقرين على الساحل الشرقي للجزيرة العربية الى الجنوب من الكويت،اما الكويت تصغير لكلمة كوت وتعني القلعة او الحصن وتجمع الكوت »اكوات« وقد اطلق مؤرخو الجزيرة العربية هذا الاسم على الحصون العديدة في المدن التي لها قلاع واسوار،وفي دراسة تاريخية نشرت في مجلة المشرق البيروتية عام 1904م في عددها العاشر للاب انستاس ماري الكرملي قال :( ان الكويت مشتقة من الكوت والكوت في لغة جنوبي العراق وما جاوره من البلدان في بلاد العرب وفارس هو البيت الذي يبنى على شاكلة القلعة حتي يسهل الدفاع عنه.وهو بيت تحيط به عادة بيوت اخرى ويطلق اسم الكوت على ذلك البيت شريطة ان يقع بقرب الماء سواء اكان ذلك ماء البحر او النهر او بحيرة اوماء مستنقع ثم اصبح ذلك الاسم يطلق على القرية ان بنيت في مثل ذلك الموقع).
الكويت التاريخ و الدولة
ومن الاماكن التي عرفت بهذا الاسم كوت الافرنجي وكوت الزين وكوت العمارة وكوت بندر.التاريخ كانت القرين قائمة في موقع الكويت الحالية منذ منتصف القرن السابع عشر ،وهي في ذلك الزمان سوى قرية صغيرة واليها قدمت جماعات العتوب وهي جماعات من الاسر العربية وتحدثنا المصادر عنهم... اذ ان بعضها تشير اليهم باسم بني عتبة واخرون بالعتوبيين ويرجع اصل الكلمة الي عتب وهو فعل معناة اكثر من الترحال من موقع الى آخر ويذكر الراحل الشيخ عبدالله بن سالم الصباح امير لكويت ان اجداده قد سموا بذلك الاسم بعد ان ارتحلوا من الجنوب شمالاً الى الكويت اي انهم »عتبوا الى الشمال« اما تاريخ وصولهم الى الكويت لاتحدده المصادر،غير ان المستر واردن وغيره من موظفين حكومة بومباي الانجليز قد قالوا : بأن آل صباح وآل خليفة وآل جلاهمة وغيرهم من العتوب قد جاءوا الى الكويت حوالي عام 1716م، وعلى مراحل من التاريخ اصبح للكويت مكانة هامة في منطقة الخليج العربي ومركزها التجاري وعن هذا الموضوع يقول لورمر : ( ان التاريخ المدون للعلاقات البريطانية الكويتية يبدأ عام 1775م عندما بدأ البريد الانجليزي القادم من الخليج الى حلب نتيجة لهجوم الفرس على البصرة يرسل من الكويت بدلاً من الزبير).
الشيخ /مبارك الصباح
وبالرغم من ان الاحتلال الفارسي للزبير لم يكن الا في عام 1778م اي بعد ان وقعت البصرة في ايديهم بنحو عامين فقد كان بريد الصحراء الانجليزي التابع لشركة الهند الشرقية الانجليزية ، يرسل من الكويت منذ منتصف عام 1775م اما فيما يخص القضايا التجارية فان الكويت قد حلت المشكلة التي واقفت امام الشركة البريطانية بما يتصل بتصرف بضائع الهند في بلدان الشرق الاوسط بعد احتلال البصرة من قبل الفرس مابين 1775م و1779م وبتاريخ 11 يونيو عام 1776م كتب القنصل البريطاني في حلب الى المستر لتوس بالبصرة،وقد ضمنه الاخير خطاباً. وجهه الى مجلس المديرين بلندن بتاريخ 14 يوليو 1776م وقد قال لاتوش في خطابه : ( ان القنصل بحلب في خطاب وجهه الينا بتاريخ 11 يونيو قد دون الفقرة التالية :» ان بضائع الهند وسورت لاتزال تلقى رواجاً في هذه المدينة علمت ان سفينتين قادمتين من تلك الجهات قد وصلتا الى بوشهر اذا كان بالامكان بقاء القرين (الكويت) محايدة فانه يمكن للقوافل ان تسافر اليها وان تحمل البضائع منها الى هذا المكان حلب ذلك انه ما دامت الحرب في البصر ستطول فانه لابد للتجار من ان يهجروها الا اذا استطاعوا ان يجدوا مكاناً قريباً منها يستطيعون ان يمارسوا نشاطهم فيه يبدوا ان القرين ذات موقع جيد يمكنها ان تكون خلفاً للزبير غير ان هذا سوف لن يتأتى من دون بقائها مستقلة اذا وقعت في حوزة الفرس).وفي عام 1816م يكتب بكنجهام في رحلته الى جزيرة العرب بان لمدينة الكويت ميناءً عظيماً وان غالبية سكانها من التجار الذين يعلمون في ميداني التجارة المحلية والخارجية، ويشير لورمر في كتاباته عن
الشيخ /أحمد الجابر
علاقة الانجليز بالكويت بانها كانت دائماً طيبة حتي بعد ان عادت الوكالة التجارية الانجليزية من الكويت الى البصرة في عام 1795م وقد ساهمت السفن الكويتية في نقل وتوزيع البضائع التابعة لشركة الهند الشرقية وكذلك عودة انتقال الممثلين البريطانيين اي المقيم السياسي ورفاقه الى الكويت وكان ذلك في الفترة من 15 ديسمبر 1821م و19 - ابريل 1822م،وقد انتقل الكابتن تيلور بمؤسسته التجارية الى الكويت وقيل الى جزيرة بالكويت وترجح بعض المصادر انها جزيرة فيلكا وهي معروفة لسفن الشركة الى فترة تعود الى الربع الثالث من القرن الثامن عشر ونظراً للمكانة التي اخذت تحتلها الكويت في الجزيرة العربية، وصلت اليها عدة شخصيات من الغرب مثل الرحالة ستوكويلر عام 1831م و الكابتن بلي المقيم الانجليزي في الخليج العربي والذي كانت زيارته للكويت في فرصة يدون في تقاريره المعلومات الدقيقة عن هذا المكان لتقراء على رجال الادارة في حكومة الهند البريطانية وفي كلامه عن الكويت قد حاول جاهداً ان يقدم صورة واضحة عن امكاناتها التجارية وموقعها الهام وهو الذي كانت له خبرة اكبر باحوال المدن والسكان في الخليج العربي ويحدد تاريخ معرفته بالكويت ب 3 مارس 1863م وهومعرفة تاريخ اول تقرير يكتبه عن هذا المكان وعنوانه ( جولة حديثة في البلدان الشمالية من الخليج العربي) والثاني عنوان (تعليقات على القبائل والتجارة ومصادر الثروة في البلدان المحيطة بالخليج) وقد قرىء في بومباي يوم 17 ديسمبر عام 1863م اما ثالث هذه التقارير هو (زيارة العاصمة الوهابية في وسط الجزيرة العربية) وقرى بدوره يوم 12 يونيو كما زارها عام 1865م المستر هارفورد جونز في عام 1790م من اجل الاستجمام وكان بلى قد تنبأ للكويت بمستقبل زاهر كمرسى للسفن ومحطة للتلغراف وكذلك ستكون ميناء له أهمية وفي عام 1866م اصبحت الكويت من المراكز الهامة في حركة الملاحة في الخليج
الشيخ /سالم بن مبارك
العربي ترتادها البواخر الانجليزية،كذلك كان قد وصلها في نوفمبر عام 1839م الملازم فيلكس جونز وهو من البحرية الهندية وزار ميناء الكويت وجزيرة فيلكة وكتب عنهما عدة تقارير وبعده جاء الكابتن هنيل في شهر ابريل عام 1841م والذي طلبت منه حكومة بومباي البريطانية ان يكتب تقريراً عن مدى صلاحية الكويت لتكون قاعدة عسكرية تستخدم لحماية مصالح الهند وذكر هنيل في تقريره ان لدى سكان الكويت 31 بغلة وبتيلا »سفن تستخدم لنقل البضائع« تتراوح حمولة كل واحدة منها مابين 150 و300 طن وهي تبحر تجارياً مابين روما والهند وتملك 50 سفينة صغيرة تستخدم للتجارة الساحلية في منطقة الخليج العربي وحوالي 350 قارباً يعملون في صيد اللؤلؤ ،وفي 6 يناير عام 1845م يكتب كمبول في تقريره عن الكويت بانهامدينة نمودج للنجاح التجاري وكان قد عدد سكانها بحوالي 25 الف نسمة.ويذكر الكابتن بلي ان مراكب تقع حمولتها بين 50-60 طناً كانت تنقل بضائعاً من مواني الخليج الشمالية الى الكويت ومنها الى بومباي وعلى نفس الوثيرة تشحن البضائع من الهند في سفن كبيرة الى ميناء الكويت وتفرغ بعد ذلك في سفن صغيرة يتم توزيعها على موانىء الخليج الشمالية ،ويشير بلي في تقاريره الى ان واردات الكويت من ملبار وبومباي تصل الى 200.000 روبية ويعود هذا الى استيراد الاقمشة والرز والقهوة والاخشاب والبهارات وكانت الكويت تصدر 800 حصان عربي يبلغ متوسط ثمن الواحد 300 روبية وكذلك صدرت ماقيمته 40.000 من الاصواف و60.000 روبية من التمور وكذلك 40.000 روبية من بضائع اخرى متفرقة وكان يشحن من الخيول راساً من الكويت نحو 600 خيل ، أما البحارة الكويتيون فقد وصل عددهم الى 4000 بحار ولهم سمعة طيبة ومهارة كما يصفهم بلي وبلغ عدد المراكب المرسلة من الكويت الى بومباي في العام الواحد نحو 300 مركباً معدل حمولتها 100 طن ،حاملة الفي سلة من التمور
حمالو المياء في مدينة الكويت القديمة عام 1916م
يبلغ سعرها 1000ريال فرنسي،ومن هنا يكون قيمة ماصدر من التمور 30.000 ريال فرنسي او 60.000 روبية.الدولةيشير الدكتور احمد مصطفى ابو حاكمة ان تاريخ حكام الكويت في النصف الاول من القرن الثامن عشر غير محددة الملامح،ولم تقدم مصادر تاريخية مثل سجلات شركة الهند الشرقية ولا المخطوطات العربية اوالروايات المحلية او ماكتبه الرحالة الاوروبيون على مايبدو فان الكويت كانت تحكم حتى العقد الخامس من القرن 18 من قبل بني خالد حيث شهد مطلعة حكم الامير القوي سعدون بن محمد بن غرير ال حميد وبعد وفاته تولى الحكم اخوه علي بعد منافسة قوية بنية وبين ولدي سعدون وهما دحين ومنيع وكان ذلك في عام 1722 وبعد رحيله 1736 تولى الحكم الكويت اخوه سليمان من1736 عام م حتى عام 1753 غير الصراع بين شيوخ بني خالد على الحكم قد ساعد على ضعف مكانتهم بين القبائل والتي بدأت تمارس استقلالها الذاتي وتنفصل عن حكم بني خالد.مبارك بن صباح 1896-1915م هو سابع حاكم للكويت من اسرة الصباح لقب مبارك الكبير الذي يرى ممن درسوا تاريخ الكويت الحديث انه هو مؤسس الدولة الحديثة في هذا القطر من الجزيرة العربية ويقول الدكتور احمد مصطفى عن هذه الشخصية الهامة : (ان زعامة مبارك للكويت انما ولدت في وقت حرج ،ليس في تاريخ العرب فحسب بل في تاريخ العالم المتمدن باسره اذا تذكر ان فترة نهاية القرن التاسع في اوربا- زعيمة دول العالم باسرة آنذاك- وبداية القرن العشرين كانت هي الفترة التي شهدت قمة النجاح الاستعماري لدول اوربا،ثم فترة تفكير الدول الاوربية جدياً في تقسيم تركة رجل اوربا المريض - اي الدولة العثمانية ، وكذلك بداية الحرب العالمية الاولى 1914-1918م وما اعقبها من نزاع على تركة الدولة العثمانية ،ولما كانت معظم البلدان العربية تخضع للدولة العثمانية اما خضوعاً كاملاً او اسمياً في بعض الاحيان والكويت هي جزء لايتجزأ من الجزيرة العربية ).ونظراً لتغير العالم في ذلك الوقت سياسياً واقتصادياً كان للكويت رؤيتها في مجريات الاحداث ففي تاريخ 23 يناير 1899م عقد الشيخ مبارك اتفاقية مع الانجليز،وبعدها اتفاقية في مايو 1900م واتفاقية في 28 فبراير عام 1904م والذي وافق الشيخ مبارك من خلالها على تأسيس مكتب بريد بريطاني في الكويت، وبتاريخ 24 يونيو 1904م وافق على ان يعين الانجليز لهم معتمداً سياسياً في الكويت وقد وصل الكابتن نوكس وهو المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي خلال الحرب العالمية الاولى ،إلى الكويت في اغسطس عام 1904م، وفي 15 - اكتوبر 1907م جرى الاتفاق بين الشيخ مبارك والوكيل السياسي نوكس على تأجير بندر الشويخ لبريطانيا والهدف السياسي من هذا ايجاد مرسى لسفن الاسطول الحربي البريطاني ،وفي 29 يوليو 1911م وافق حاكم الكويت الشيخ مبارك على ان لايسمح للاجانب بالغوص بحثاً عن الاسفنج او اللؤلؤ في مياه الكويت قبل ان ينظر المعتمد السياسي البريطاني في الامر وكان في ذلك الوقت الكابتن شكسبير وهو عسكري ودبلوماسي بريطاني ،عين عام 1913 مساعد ضابط سياسي وقنصلاً في بندر عباس وفي عام 1904م كان مساعداً للمقيم السياسي في الخليج العربي وقنصلاً في مسقط ثم مساعداً للمقيم السياسي في حيدر اباد عام 1907م ونفس المنصب في الخليج لعربي عام 1908م ووكيلاً سياسياً في الكويت عام 1909م ،وفي 27- اكتوبر 1913م،منح الشيخ مبارك الانجليز امتياز التنقيب عن النفط في الكويت،وفي عام 1938م ثم اكتشاف النفط بكميات تجارية.الكويت بعد مباركبعد رحيل الشيخ سالم بن مبارك،جاء جابر بن مبارك والذي كانت فترة حكمة قصيرة من عام 1916م الى 1917م وفي ظله ازدهرت الكويت بسبب ازياد الحركة التجارية مع بلاد الشام ،فقد كانت القوافل تخرج حاملة البضائع نحو سوريا وبها مختلف الحاجات التي كانوا هم في امس الطلب عليها،وبهذا العمل كسرت الكويت حلقة الحصار البري والبحري الذي كان يفرضه الحلفاء على الدولة العثمانية وبعد رحيل جابر حكم سالم بن مبارك من عام 1917 حتى عام 1921م ومن بعده تولى الحكم الشيخ احمد الجابر والذي كان عمره يومها 35 سنة وقد امتد حكمه من عام 1921 وحتى عام 1950م وكان على خبرة في شوون الكويت فقد مارس الحكم والسياسة وتدبير امور البلاد في حياة عمه سالم،وفي تاريخ 30 يوليو 1946م اخذت الكويت موقعها كدولة مصدرة للنفط والذي تأخر زمن الاستفادة منه بفعل الحرب العالمية الثانية »1939-1945« ومنذ ذلك التاريخ اخذ عصر الكويت في التغيير والدخول مرحلة جديدة وقد عمل الشيخ احمد جابر على بناء نهضة في البلاد شملت عدة مجالات بعد رحيله تولى حكم الكويت الشيخ عبدالله السالم والذي حكم من عام 1950 حتى 1965م وكان قد اعد لشغل دور الحاكم في هذا البلد حيث عمل بكل حرص على إقامة علاقات حسن الجوار مع الدول القريبة من الكويت واستمر في علاقاته مع الانجليز الى مابعد الاستقلال والذي كان في عام 1961م والغاء معاهدة الحماية التي عقدت بين جدة مبارك وبريطانيا في عام 1899م واستبدلت بمعاهدة صداقة وتعاون في يونيو من عام 1961م وقد شهد ذلك العام تحرك الكويت كدولة لها السيادة والاستقلال على المستوى العالم واخذت تحتل مركزها بين الدول والامم صاحبة الكلمة المسموعة في المحافل الدولية.المرجع: تاريخ الكويت الحديث1750-1965متاليف : الدكتور احمد مصطفى ابو حاكمةصادر عن دار : ذات السلاسل للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة الاولى عام 1974م يقول لورمر : ان التاريخ المدون للعلاقات البريطانية الكويتية يبدأ عام 1775م عندما بدأ البريد الانجليزي القادم من الخليج الى حلب نتيجة لهجوم الفرس على البصرة يُرسل من الكويت بدلاً من الزبير في عام 1938م اكتشف النفط في الكويت وبكميات تجارية