طالبات كفيفات من منتسبات جمعية الأمان
عرض / أماني العسيري:أجمل ما يمكن أن يحصل للزوجين هو أن يرزقا بطفل يملأ عليهما حياتهما حبا وفرحا ويبنيا عليه آمالهما في الاعتماد عليه باتخاذه سندا لهما في مواجهة الحياة القاسية ، ويزيد من ذلك أن يريا ولدهما أمامهما في كامل صحته وعافيته ، فماذا سيحدث لو أن الله أراد أن يمتحنهما برزقهما طفلا معاقا ؟ إن قدوم طفل جديد في العائلة يعمل على تغيير العديد من العادات والأنشطة لدى الوالدين ويجعلهما في وضع الاستعداد لتوفير جميع المتطلبات التي قد يحتاجها الطفل ، فهذا ما قد يتطلبه الطفل العادي . ولكن قدوم طفل معاق يجعل الوالدين في وضع حرج لان التعامل معه يحتاج إلى طرق معينة يستطيعان من خلالها التواصل معه ،كما إن وجود الطفل المعاق يخلق لدى الأهل الشعور بالنقص والحرج من الآخرين ، و تختلف ردة الفعل تجاه مثل هذا الوضع من أسرة إلى أخرى فمنهم من قد يرضى بما كتبه الله لهم ويحاولون التعايش مع كل المتغيرات الجديدة التي تتعلق بمثل هذا الوضع سواء أكانت متغيرات متعلقة بتوفير كل المتطلبات الخاصة بهذا الطفل أو المتعلقة بالنظرة الاجتماعية إليهم ، ومنهم من يعتبر أن حصول ذلك هو نهاية الحياة ويصعب عليه التصرف في مثل هذا الوضع وهو هنا لا يستطيع تحمل نظرة الرحمة والشفقة في أعين أفراد المجتمع .فقد أشارت دراسات إلى أن ميلاد الطفل المعاق يؤدي إلى استجابات انفعالية معينة لدى الوالدين ، و طبيعي أن هذه الاستجابات لن تكون متشابهة عند جميع الأسر .. كما انه ليس من الضروري أن تمر جميع الأسر بهذه السلسلة من الاستجابات . وستختلف نوعية هذه الاستجابات تبعا لاختلف نوع الإعاقة ودرجتها ، وكذلك لاختلاف شخصيات الآباء والأمهات وكذلك السن التي اكتشفت فيها الإعاقة إضافة إلى عوامل بيئية وثقافية أخرى ، فقد تشكل ولادة طفل معاق صدمة للوالدين . وهذا يعتبر أمرا طبيعيا إلا أن درجة الصدمة ومداها الزمني يعتمدان على درجة الإعاقة وطبيعتها وكذلك وقت اكتشاف الإعاقة ، هذا يؤدي إلى خلق حالة من الإنكار بإمكانية حدوث مثل هذا الأمر لهما .. و قد ينتاب الوالدين الإحساس بالمرارة لان وجود الطفل المعاق قد يؤدي إلى حرمانهما من إشباع الكثير من والحاجات الشخصية ، إلى جانب أن فشل الطفل المعاق في كثير من الأمور سيؤدي إلى الشعور بالإحباط وقد يعبران عن هذا الإحباط بنبذ الطفل .. كتركه في مؤسسة أو إهماله من حيث إشباع الحاجات الأساسية والثانوية داخل المنزل .. وفي ظل الاحباطات الكثيرة والمتكررة نتيجة وجود الطفل المعاق فأن الغضب يعتبر شعورا طبيعيا نتيجة لتلك الاحباطات التي يتم التعبير عنها بالشكوى لأي شخص أخر كالطبيب أو المدرس .. مرحلة التقبل والتكيف هي المرحلة التي يجب أن يصل إليها الأهل في النهاية وهو ما يجب أن يتم لان التأخر في تقديم ما يحتاجه الطفل المعاق قد يحرمه من الاستفادة من الرعاية الطبية والتأهيلية التي يجب أن يحصل عليها والتي قد تتأخر بسبب إنكار الأهل لوجود مشكلة أو نبذ الطفل والتخلي عنه .