الموقف الداعم للحفاظ على الوحدة اليمنية الذي أعلنته بكل قوة ووضوح جامعة الدول العربية والذي أكده أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى من خلال تصريحه لوسائل الإعلام والقنوات الفضائية من على أرض السعيدة يمن الإيمان والحكمة, بعد محادثات مثمرة وناجحة أجراها مع القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وبعض المسؤولين في بلادنا ، هذا الموقف الجريء والشجاع لموسى في الوقت الذي عبر عن مدى عدالة قضية الشعب اليمني بدعم وترسيخ وحدتهم الشامخة التي ناضلوا وضحوا وحلموا بتحقيقها حتى استعيدت في 22 مايو 1990م وهذا الإعلان التاريخي جسد طموحات وآمال كافة اليمنيين الشرفاء في شمال اليمن وجنوبه . في الوقت ذاته فقد وجه ضربة و درساً قوياً لتلك العناصر المناهضة لوحدة الوطن التي تسمى بالحراك وهيئات وثورات الجنوب وو...الخ والتي برزت خلافاتها وتفجرت الصراعات بين قياداتها قبل موعد زيارة عمرو موسى بأسابيع وكشفت ضآلة الحضور في المهرجانات التي دعت لإقامتها في بعض المحافظات وحجمها الصغير جداً بعد هروب معظم عناصرها ورفضهم التآمر على وحدة الشعب وقدره ومصيره. واللافت للنظر إن ما شاهدته بالأمس أمامي في مدينة زنجبار م/ أبين في اللحظة التي كان فيها مهرجان من يسمون بالحراك والثورة السلمية بحضور أعداد قليلة جداً جاءت إلى مكان المهرجان بجوار منزل طارق الفضلي الذي كان يخطب منكسراً من الداخل في أولئك الذين لا يتجاوز عددهم (85) شخصاً فقط ..هو دليل لا يقبل الشك والجدل على تدني نشاط الحراك وانسلاخ معظم عناصره التي كانت تعتقد أن دخول الفضلي سيعطي زخماً متقدماً في أوساطها .. لكن حصل العكس فقد استطاع أن يذيب الحراك ويقذف به إلى أعمال العنف والتخريب وحمل السلاح ولعل محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها المناضل اللواء ناصر منصور هادي قبل أيام في زنجبار - أبين كانت الضربة القاضية للجماعات الانفصالية التي كشفت عن سيناريو إرهابي خطير تستهدف به الرموز الوطنية بخطة اغتيالات من هذا القبيل .إن الوحدة اليمنية حلمنا الأجمل الذي تحقق وتصدر أسمى أهداف الثورة المجيدة ولا خوف عليها كونها راسخة وملك الشعب وقدره ومصيره ونستغرب من تلك الأصوات المدمرة الذين تحاول القضاء على هذا الحلم ونقول لأصحاب مشاريع الانفصال التي تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء من أبناء الجنوب في الماضي وتعود اليوم لمناداة العالم تحت مسمى القضية الجنوبية وفشلت في مهرجاناتها التي أعدتها لعكس صورة غير أمام عمرو موسى .. إن الوحدة مسكونة في حدقات العيون وسندافع عنها حتى آخر قطرة دم كوننا جربنا مراحل حكمهم وسنوات بطشهم في عهد التشطير. وفي الأخير فإني شخصياً ومعي أبناء الشعب اليمني المناضل المدرك لمصالحه نعتبر أن الوحدة نعمة من نعم الله علينا ولا نريد أحداً يزايد على الجنوبيين ويعتبر نفسه وصياً عليهم في الداخل أو الخارج ونقول أن العلة من بيننا نحن الذين نتصارع في المحافظات الجنوبية والشرقية والوحدة بريئة من تآمرنا وظلمنا لبعضنا البعض حتى اليوم فهذه المحافظات يحكمها من أبنائها محافظون وأمناء عموم منتخبون وبالمثل مجالس محلية ومدراء عموم .. لكن الراجح أننا نتناول الطعام على مائدة واحدة ونذهب للمقيل لرسم مخططات التآمر على المحافظ أو المدير لافشال خطواته نحو التصحيح وتجفيف الفساد ورفع عنوان العدالة والأسوأ لافشال قراراته في حركة التغيير نحو الأفضل بالتعصب المناطقي والقروي والمصالح الضيقة حيث يكشر لوبي الحراك والانفصال عن أنيابه أمام كل كادر مؤهل وشريف يتم ترتيب وضعه الوظيفي المستحق حتى تعرقل مثل هذه القرارات الصحيحة للمحافظ أو المدير ليبقى الظلم مستبداً وهذه وقائع حقيقية عشناها وشفناها تمارس من قبلهم والوحدة بريئة منها.
اليمن .. وموقف الجامعة العربية الداعم لوحدته
أخبار متعلقة