حرس الشرف يحمل كفن عبد العزيز الحكيم في مطار بغداد أمس الجمعة
بغداد / 14أكتوبر / وليد ابراهيم : شهدت بغداد أمس الجمعة تشييعا رسميا لجثمان عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ورئيس الائتلاف البرلماني الشيعي حضره رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وعدد كبير من المسؤوليين العراقيين.وكان الحكيم (59 عاما) قد توفي في احدى مستشفيات طهران يوم الاربعاء الماضي بعد صراع طويل مع مرض السرطان. ويوم الخميس اقيمت مراسم تشييع لجثمانه في السفارة العراقية في طهران ومثلها في مدينة قم الايرانية وهي مركز مهم لتعليم أصول الدين عند الشيعة قبل ان يتم نقله الى بغداد.وقال جلال الطالباني رئيس الجمهورية اثناء مراسم التشييع التي جرت في مطار بغداد حيث نصبت خيمة كبيرة في فناء المطار تم اعدادها لهذا الغرض “ نحن مطمئنون وواثقون ان الفراغ الذي تركه الراحل سيملؤه رجال رائعون من أمثال الراحل واخوته المجاهدين الذين سبقوه والمناضلين من جميع القوى والفصائل الوطنية.”وأضاف “ان هذا الفراغ ستملؤه ايضا قوى شعبنا الحية بالعمل من أجل التازر والتوحد والتوافق والعمل المشترك وهي القيم التي ناضل وجاهد في سبيلها الراحل.”وحضر مراسم التشييع رئيس الحكومة نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي اضافة الى عدد كبير من المسؤوليين الحكوميين والحزبيين.ولد الحكيم الذي ينتمي الى اسرة تضم العديد من الشخصيات الدينية المرموقة والمعروفة في العراق في العام 1950 في مدينة النجف وغادر العراق الى ايران مطلع ثمانينات القرن الماضي بسبب معارضته النظام السياسي لحكم صدام. وبقي هناك حيث أسس مع أخيه الراحل محمد باقر الحكيم -الذي قتل في انفجار سيارة مفخخة في النجف في اغسطس من العام 2003 - المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بدعم ومساندة من ايران.وعاد الحكيم الى العراق بعيد الغزو الامريكي في العام 2003. وترأس بعد مقتل اخيه حزب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي غير اسمه فيما بعد الى المجلس الاعلى الاسلامي العراقي . ولعب الحكيم دورا مميزا في الأحداث السياسية التي شهدها العراق في السنوات الست الماضية.وترأس الحكيم الائتلاف الشيعي في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام 2005 والتي حصل فيها الائتلاف على غالبية الاصوات. وساهم المجلس الاعلى بفاعلية كبيرة في تشكيل الحكومة التي رأسها نوري المالكي زعيم حزب الدعوة احد مكونات الائتلاف الشيعي.ووصف المالكي الحكيم في كلمة له في مراسم التشييع بانه كان “رمزا ورائدا وقائدا في مقارعة الدكتاتورية وتحمل اعباء المواجهة والعمل ضد النظام الكافر”. واضاف “ولما سقطت الدكتاتورية كنت (الحكيم) في طليعة الذين تصدوا للمسؤولية الكبرى في عملية بناء العراق وتأسيس العملية السياسية وتشكيل دولة المؤسسات.”ومضى يقول “نعاهدك باننا سنمضي قدما في عملية بناء العراق وتحقيق الاهداف ومواجهة الاشرار ومهما كادوا وفعلوا.”ويخشى ان تؤجج وفاة الحكيم الاضطرابات في البلاد في وقت يحاول فيه العراق التعافي من هجمات كبيرة قوضت ثقة الشعب في الحكومة ومن بينها الهجمات الاخيرة التي جرت وسط بغداد بشاحنات ملغومة يوم 19 أغسطس اب وتسببت بمقتل نحو مئة شخص واستهدفت مبنيي وزارتي المالية والخارجية.