كلام زايد
[c1]سلوى صنعاني[/c]- للحروب غايات عدة مثلما لها أوجه عدة وكثيرة هي التحديات الماثلة أمام الدولة اليوم والتي لا مناص من اجتثاثها إلا بالحرب.. الحرب ضد الإرهاب. الحرب ضد الفساد. الحرب لمكافحة الفقر والبطالة, الحرب ضد التخلف والأمية, الحرب ضد الأمراض المتفشية..والدولة في بلادنا أمام قائمة تحدياتها في حركة مد وجزر.. بين حضور وغياب ملموس.مع أن المسؤولية تكاد تكون شاملة وتقع على عاتق المجتمع بأسره ومؤسساته المدنية ومنظماته الشعبية والجماهيرية وكذا أحزاب المعارضة.ولكي تحقق الدولة ولو النزر القليل من الانتصار في حروبها السالفة الذكر لابد لها من أن تضع يدها في يد المعارضة وتوحد برامجها معها وتعمل على تفعيل مؤسسات المجتمع المدني بمختلف تخصصاتها وهوياتها واتجاهاتها, ولكن وآه من لكن.. إلى الآن مازالت الدولة معصوبة الأعين عن كل ما يحدث في حياة مجتمعنا اليمني الرازح تحت ضيم هذه الظواهر الجاثمة على صدره.ومعنى ما ذهبنا إلى طرحه لا يعني أننا لا نسجل هنا محاربة الدولة للإرهاب وتصديها له تارة بالقوة وأخرى باللين. ولكنها لم تجتث الأسباب الرئيسية لتناميه وهو الفقر والبطالة الدافع بشبابنا للوقوع في شراك وفخ من يقودون ويغذون ظاهرة الإرهاب. من خلال التنمية الاقتصادية وإيجاد أو إقانائفمة بعض المشاريع التنموية لخلق فرص عمل لهؤلاء الشباب. وتكون بذلك قد ضربت عصفورين بحجر واحد القضاء على الإرهاب وكذا الفقر والبطالة معاً وكذا الأمية. فبفعل الفقر نلاحظ عزوف كثير من الأسر عن تعليم أبنائها لعدم المقدرة على توفير إمكانيات الدراسة. أما الفساد فهي المصيبة الكبرى والتي لا تؤتى أي حرب ثمارها ضده. إن لم تقم الدولة أولاً بتنقية وفلترة أجهزتها الأمنية والقضائية من الفسدة والفاسدين ومن ثم تأتي خطوتها التالية وهي تفعيل هذه الأجهزة بحيث تقوم بالمهام المناطة بها وهي أجهزة تمتلكها الدولة وتستطيع تطويعها متى شاءت لمحاربة الفساد. فحتى الآن لم نر أو نلمس مثول ولو واحد من الفسدة الكبار أمام العدالة.والمعارضة وعوضاً عن التلاسن بين الحزب الحاكم والمعارضة عليه أن يضع يده بيد أحزاب المعارضة لمواجهة جملة التحديات المذكورة. ما لم سيظل الحال كما هو. أتمنى من الجميع أن ينظر لمعاناة مجتمعنا اليمني بعين المسؤولية. كما أتمنى من الدولة بكافة وبمختلف منظومتها أن تتيح الفرصة أمام الجميع لممارسة نشاطه وأداء مهامه تجاه بلده ومجتمعه فالوطن يتسع للجميع والمسؤولية تناط بهم جميعاً.