غضون
- كشفت إحدى الصحف الرصينة يوم الخميس الماضي سلوكاً قذراً يرتكب باسم أبناء غزة.. أحزاب مثل حزب الإصلاح نشر بشطاءه وأعضاءه في آلاف المساجد والتجمعات العامة يفرشون خرقهم ويدعون الناس للتبرع لأشقائهم في غزة بينما القوم اتخذوا من مأساة غزة فرصة مواتية لجمع الأموال التي يستخدمونها لأغراض حزبية ومنها تمويل حملاتهم الانتخابية .. لو صح هذا فلن يكون هناك أبشع من هذا الاستثمار .. استغلال آلام الآخرين وتعاطف المواطنين معهم لانتزاع الأموال بغرض توظيفها لأنشطة سياسية أو حزبية وعلى أية حال يبدو ذلك الكشف أقرب إلى الصحة بحكم التجارب المتكررة لحزب الإصلاح في هذا الجانب وهي تجارب يعرفها الجمهور العام مثل الخاصة.- مثل مواسم كثيرة يغدو موسم غزة مواتياً لجماعات أخرى بما في ذلك الجماعات الإرهابية .. فهذه التي تحل لنفسها أموال الزكاة والتجارة بالمخدرات للحصول على تمويلات لعملياتها الإرهابية لن تترك موسم غزة يمر عليها دون جني بعض الثمار .. وتبرعوا لإخوانكم في غزة بارك الله فيكم!!ڈ لا عتب على هؤلاء الذين يستغلون السوق الحامي فهذه هي أخلاقهم وهذا هو سلوكهم .. بل العتب على الذين يسمحون لهم بذلك .. وهم على الأقل طرفان.. الأول هي الحكومة التي تسمح لهم بذلك والثاني هو المواطن الذي لا يتحرك ولا يحسن الاختيار لنطفه.- لا بأس أن يجمع هذا أو ذاك التبرعات ولكن يتعين على الحكومة أن تضع آلية أو إجراءات تتأكد من خلالها أن جامعي التبرعات من الناس يودعونها في الحساب البنكي الخاص بالتبرعات لأهل غزة اليوم أو غيرهم غداً.. والمواطن عليه أن يحذر من الذين يستدرون عطفه لسلب ما في جيبه فلا يدفع تبرعه إلا لمن يعرف أنه سيوردها لمصلحة المتبرع له.. ولا عبرة بالسندات فأي محتال أصبح بإمكانه أن يحصل من المطبعة على دفتر سندات باسم غزة أو باسم اليتامى أو باسم تحفيظ القرآن الكريم ومختوم بالحبر الأحمر أو بالشمع الأسود.- إن الشواهد على سوء استغلال آلام الناس وقضاياهم كثيرة وكلها تؤكد أن علينا أن لا نكون سذجاً وألا نسمح لعواطفنا بدفعنا إلى المشاركة في الشرور والآثام .. ومن هذه الشواهد أن اكبر وأشهر جمعية خيرية في بلد عربي غني ظلت تجمع الأموال من العامة والتجار طيلة سنوات وباسم عناوين الخير وتحت لافتات أعمال البر ..وتبين لاحقاً أن معظم الأموال التي وكانت تجمعها الجمعية باسم الفقراء أو اليتامى وأسر المجاهدين وضحايا الحروب والكوارث الطبيعية كانت تذهب لتمويل الأنشطة الإرهابية بما في ذلك الأنشطة الإرهابية التي وقعت في ذلك البلد نفسه.. ومعروف مصير تلك الجمعية ومصير رئيس مجلس إدارتها لعلكم عرفتم من أعني.