أمهات وأبناء يتحدثون بمناسبة (21)مارس .. عيد الأم العالمي
لقاءات / نجلاء ناجي البعدانيمهما قلنا ومهما عملنا.. فلن نستطيع أن نفي الأم حقها، أو نعوضها ولو عن جزء بسيط مما قدمته لنا نحن الأبناء، فالأم أعذب كلمة تقولها لأعظم مخلوق، فمن ينكر فضل الأم أو ينتقص منه، فهو جاحد فطاعتها واجب ديني، اقترن بطاعة الخالق سبحانه وتعالى.. ولعظم حقها جعل الله سبحانه الجنة تحت أقدامها وجعلها أحق الناس بالصحبة، كما قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم : عندما سأله أحد الصحابة من أحق الناس بحسن صحابتني.. قال له أمك. قال : ثمّ مَنْ؟ قال أمك. قال ثمّ من ؟ قال : أمك. قال ثمّ مَنْ ؟ قال : أبوك. فهي أحق الناس بالرعاية والعطف في كبرها بعد أن أفنت سنوات عمرها في تربيتنا.. فهل يوم واحد يكفي لتذكيرنا بها وتقديم الطاعة لها مقابل عام كامل من النسيان.. فهل يمكن القول إنّ عيد الأم جاء لتذكير الأبناء بأمهاتهم؟؟ وكيف تنظر الأمهات ليوم عيدهن ؟؟ التقينا عدداً من الأبناء والأمهات وخرجنا بهذه الردود :* الأخ / نعمان قاسم قال بهذه المناسبة : أنا أتمنى أنْ أسمع صوت أمي ولو مرة واحدة ، أبي طلقها وأنا عمري (3 سنوات) وتزوجت وسافرت مع زوجها إلى السعودية وأنا كبرت وسافرت من مدينة إلى مدينة والعمر يجري.. قبل خمس سنوات أرسلت لي بصورتها وبعض الأشياء وإن شاء الله سوف أقوم بعمرة وأذهب إليها لأراها، الله يسامحه أبي، إلى حد الآن وهو يزعل على ما أقوله أشتي أشوف أمي ـ المهم كل سنة وأمي وجميع الأمهات بألف خير.* الأخت / أماني عماد قالت : عيد الأم .. أنْ نطيعها ونسمع كلامها ونعمل على راحتها في كل يوم، وفي كل لحظة من حياتنا، وليس في يوم واحد فقط، ومن لا يعرف قدر الأم؛ إلا في هذا اليوم، فهو ابن عاق، ولا يكفي عنه الاعتراف بها في يوم واحد وإهمالها بقية أيام السنة، والمؤسف أنّ هناك كثيرًا من الأمهات وصلن إلى حد أن تتمنى كلمة كيف حالك ؟ يقول لها أبناؤها وبناتها، وكم من أم كانت ضحية أبنائها وعصيانهم فمنهن من ماتت حسرة ومنهن من وقعت فريسة المرض ومنهن من فقدت عقلها بسبب معاملة أبنائها لها ولا حولَ ولا قوة.. وهناك مآسٍ لأمهات لا يمكن أنْ يصدقها عقل أن يصل حد طردها ورميها بالشارع.. وكل من يعصي أمه يستحق غضب الله وسخط الناس عليه.. وأتمنى أنْ تبقى أمي بخير وعافية وكل أيامها أعياداً.* أما الأخت / حنان سلطان فقد قالت : عيد الأم حين ترى أبناؤها وبناتها ناجحين في حياتهم مطيعين لها وبارين بها فهي من سهرت وتألمت وقاست وتعبت من أجل تربية أبنائها، فلا يكون جزاؤها إلا طاعتها وطلب رضاها؛ لأنّ رضاها من رضا المولى سبحانه وتعالى، وهذا هو العيد، بالنسبة لها والهدية التي تستحقها كل أم، أما ما يجري الآن فهو مجرد تقليد لا يقدر معزة الأم ومكانتها ويجعل الاهتمام بها يوم واحد فقط بدل الاهتمام بها طوال الأيام.* الأخت / وفاء القدسي فقالت :أنا أحتفل بأمي في عيد الأم وأقدم لها الهدايا، ولكن هذا لا يعني إني أنسيها طوال العام، إنني متزوجة وقد أصبحت أمًا؛ إلا أنّ زياراتي لأمي لا تنقطع وسؤالي عنها طول الوقت، فلا يمر يوم واحد إلا وأكلمها حتى أطمئن عليه.. فما أقسى أن تترك الأم وتهمل بعد أن تعبت في تربية أبنائها والله سبحانه أمرنا بطاعتها وأبر بها ومن أراد أن يبر به أبنائه بعد كبره عليه أن يبر بوالديه.كما كان لنا لقاء خاص مع الطفل / عمار رشاد الذي تحدث بهذه المناسبة فقال :أنا أحب كثير أمي، واشتريت لها هدية.. ولما أكبر باشتري لها هدية أحسن وأكبر.. والأم هي من تعمل لنا كل شيء تنظف الثياب وتعمل الكل وتودينا المستشفى لما نمرض.. كلنا أنا وإخواني وأخواتي نحب أمي وسنعطيها هدايا.هذا ما قاله الأبناء في حق أمهاتهم فما الذي قلنه الأمهات بعيدهن..؟البداية كانت مع الحجة فاطمة الأوصابي التي قالت :مو من عيد بانتي عاد رمضان بعيد.. أبنائي الله يخليهم ويصلحهم معي (3) أولاد، و(3) بنات.. كلهم مزوجين وأني جالس أطلب الله على نفسي كنت أروح عندهم بعد ما شفت أنّهم مزخفين مني بطلبت.. معي بنت تظهر عليّ وتتفاقدني من وقت لآخر ولا أحد منهم يسأل لكن الله يهديهم ويصلح حالهم معاهم أولاد شردوا القضاء، والله يابني ما بنسيش أحد بس المرة لما تكبر مع أحد يشتي حتى أولاده وكل ما أتمناه أن أموت وأنا أمشي وأنفع نفسي فهم الله يسامحهم.* الأخت / أم أيمن فقد قالت :أنا معي ابن وبنت، الابن الكبير متزوج ومعه بيت ومرتاح معاش ودكان لكن عاصي حتى ميعطيش أخته خمسين قرش، يقول مساعدة مع أمي وأني من بيت لبيت أبيع ثياب اصرف على نفسي وعلى بنتي بعد ما كملت الثانوية جالس بالبيت مقدرش أدخله الجامعة وأدعو الله أن يرسل لها ابن الحلال وأنا على قيد الحياة وإلا مدريش إيش شيخصل معه.. قبل سنة راح العاقل لعند ابني وإني مريض.يقوله عيب عليك أمك وأختك يشحتين وأنت ولا حسك .. جاء للبيت يصرخ فوقنا شوهنا سمعته وهو موظف محترم.. لا أعرف عيد أم ولا معي من يدي هدية هو ربه يستدوا وأنا كم يا في عمري كل همي هذا البيت.* أما الحجة فاطمة عثمان ـ حبشية فقالت :أنا معي خمسة إخوة، لكن ما فيش فائدة أمهم زوجة أبي يمنية من حوبان سابوها وراحوا.. أنا أشقي عليها مع أمي في ضبوعة أشتري حاجات أروح أبيعها هناك في حبش.. هناك ابني يشتغل بوليس يرسل هو فلوس كمان.. أولاد زوجة أبي طردوها يشتوا يودوها دار عجزة أنا فين رحت أنا موجود تجلس هنا معي في بيت خص ما في داعي يضربوها يودوها دار عجزة امرأة مسكينة أيش تسوي ـ ما فيش تربية تمام دلع كثير هذا هو أمي تقول لها إحنا أخوات سيبي أولاد أبو عيد أم أنا أشتري هدية لخالتي وأمي كمان سوى الله يقول (وبالوالدين إحسانا) أنا أعرف ربنا تمام صلاة، صوم ما في كلام.وأخيرًا هذا هو واقع الحال ـ أولاد يحتفون بأمهاتهم وأمهات يبحثن عن أولادهن بعد أن طواهن النسيان ولم يعد يذكرن من أولادهن إلا قسوتهم وجحودهم وعصيانهم.. فهم لا يعترفون بوجودهن حتى يعترفوا بيوم عيدهن !!