غضون
* كلمة فرصة العربية تعني نهضة، والنضال هو السهم، والهوادة الصلح، والمعترك الموقع الضيق في الحرب، والنخوة الكبر، والساطع الشعلة، ونحن تعودنا قراءة هذه الكلمات وغيرها في صحفنا مثلا موظفة لغير معانيها أو دلالاتها الاصلية، وهذا شائع ومحتمل، ومن الاخطاء الأخرى كلمات مثل: نواياه، سادات، احتار، بينما الصواب: نياته، سادة أو أسياد، وحار، ومع ذلك فهذه الاخطاء مقبولة خاصة ان القارئ يفهم منها المقصود الصواب، كذلك تقرأ في صحفنا وتسمع من المذيعين وتقرأ في بيانات الأحزاب وتسمع من أفواه السياسيين والخطباء نصب المبتدأ ورفع المفعول به والمجرور وعدم التفريق بين لم ولن، هذه ايضا وما سبقها يحتمل او يقبل رغم انها تنطوي على اهانة للغة العربية، كذلك تسمع أحدهم وقد استحكمت فيه اللسان المحلية يقول (بلدان أخرى) بفتح الهمزة فتفهم منه انه يقصد (أُخرى) بضم الهمزة على الألف.* المشكلة ليست في هذه كلها.. رغم انها كما قلنا جناية بحق اللغة العربية.. المشكلة تكمن في نوع آخر من الأخطاء التي تزيف الوعي وتثير الاضطراب وتقلل ثقة بعض القراء في مصداقية الصحف والمصادر التي تحاول تزويدهم بالمعارف والمعلومات.. لا اتحدث عن أخطاء مثل (وقال أهل السجين ان السلطات منعت عنه البيارة) فالصحيفة تقصد (الزيارة) وليس (البيارة)! لكن كيف لمسؤول مثل الوزير حمود الهتار ان يثق في صحيفة او مجلة تكتب اسمه (حمود الحيتار)، سيقول انها لم تكتب اسمي كتابة صحيحة، وأنا من أنا، إذن كل ما يرد فيها سيكون من هذا القبيل.تقرأ في صحيفة معارضة أن مسؤولا في عدن شيد لنفسه فيللا محاطة (بسور يبلغ طوله عشرين ألف كيلومتر)! وعشرون ألف كيلومتر أكثر من محيط جزيرة العرب. وتقرأ ان سرعة السيارة كانت مائة وعشرين كيلومترا (مربعا) في الساعة.. لاحظوا (كيلومترا مربعا) سرعة السيارة.. بالكيلو متر المربع!.أما في التلفزيون فعندما يتندر أحدهم على مذيع أنه قرأ: وتسلم فخامة الرئيس برقية من ملك مملكة (البحرين الشقيقين) أو قرأ الآية (إنا نحن نزلنا الذكر) بفتح (الذال) فلم يجاوز الحد في تندره لأن ما يصدر عن المذيعين على مدار الساعة فيه اعجب من ذلك.* نأتي أخيرا الى نوع آخر من الأخطاء الفاحشة التي تصدر عن كبار أو هكذا يعتقد فيهم، فتقرأ في افتتاحية إحدى الصحف عن الذين دأبوا على (تحريض الناس ضد الوحدة التي عمدت بالدماء الزكية تحت دعاوى عدة معظمها باطلة)! وتصدر أحزاب اللقاء المشترك بيانا يندد فيه بمواقف يقول إنها (صادرة عن جناح في المؤتمر الشعبي يريد إجهاض الحوار وإنقاذ البلاد)، وينقل لك التلفزيون خبراً عن حادث (قتل فيه ثلاثة اشخاص اصابة احدهم بليغة)، وتقرأ في صحيفة عن الأديب العربي الذي (اغتيل عام 1983 وهو في الثالثة والأربعين من العمر وهو من مواليد عام 1974)! وقبل ايام كتب أستاذ جامعي مقالاً يرحب فيه بضيوف اليمن بدأه بعبارة: أهلاً بكم جملاً و(ناقتاً) وحملاً!.