الرئيس علي عبدالله صالح في اجتماع مجلس الشورى بصنعاء في 1990/5/21م
الحمد لله القائل ((الذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم)).. صدق الله العظيم.ياجماهير شعبنا العظيم.. يا صناع مجد اليمنية وحضارتها التليدة.. ان مجلس الشورى يزف إليكم والى قيادة الوطن اليمني بشرى مصادقته بالأغلبية الساحقة على اتفاق القيادة السياسية للوطن الواحد إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية ومشروع دستور الجمهورية اليمنية لسد الاحتياج الملح لوجود أسس دستورية للفترة الانتقالية، كما ان الاستفتاء الشعبي على الدستور يبقى ضرورة لكي يكون هو الدستور النهائي بقوة الاستفتاء، وهو الانجاز التاريخي الذي طالما انتظرناه جميعاً ومعنا أرواح الشهداء الأبرار تطل من أعلى الأعالي ترقب اللحظة التاريخية لإعلان قيام الجمهورية اليمنية.هذا الحدث العظيم النابع من الحكمة اليمانية والإيمان اليماني، إنما هو تعبير عملي صادق عن انتهاج الديمقراطية التي اثبت التاريخ إنها أفضل السبل التي اختارها شعبنا درباً آمنا لإعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني، ومضى في سبيل ذلك يستكمل بنيان مؤسساته الدستورية والديمقراطية حتى جاء هذا اليوم المشهود الذي يصادق فيه مجلس الشورى بالأغلبية الساحقة على اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية، وتنظيم الفترة الانتقالية ومشروع دستور الجمهورية اليمنية للفترة الانتقالية، وحتى يتم الاستفتاء الشعبي على الدستور المذكور ليؤكد ان الديمقراطية هي السبيل المقدس الموصل إلى بناء المجتمع الموحد الذي يعمه الخير والرخاء، وان الشعب بدون الديمقراطية غير قادر على تحقيق وحدته.يا جماهير شعبنا الأبية..ان مجلس الشورى بمصادقته على اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية ومشروع دستور الجمهورية اليمنية للفترة الانتقالية يؤكد على القيم الدينية والوطنية والإنسانية الداعية إلى وحدة الأرض والإنسان، ويعيد الاعتبار للتاريخ الحضاري لشعبنا بعد ان تجاوز حالة التجزئة شأن الشعوب المتحضرة التي تصنع رقيها وتقدمها بنضالها من اجل الحرية والديمقراطية وبالتزام قواها بمبدأ التداول السلمي للسلطة، والحيلولة دون استئثار السيادة في يد فرد أو جماعة بعينها، والانطلاق نحو البناء والتنمية الشاملة وتحقيق العدل الاجتماعي.فقيام الجمهورية اليمنية الذي يشكل إنجازاً سلمياً وديمقراطياً يمثل في الوقت ذاته عنواناً للتحدي الحضاري، وتتويجاً لانتصارات الثورة في تحقيق مجتمع العدل والتقدم والرخاء القائم على أسس الدين الإسلامي الحنيف ومبادئ الشريعة الإسلامية.وإذا كان شعبنا العريق يعيد لوحدته كتابة تاريخه الحضاري. فإنه قد ينسج من أشعتها وهجاً ساطعاً في سماء الصحوة القومية يستنهض في الأمة عوامل توحدها، ويسهم في تعزيز التضامن العربي وتعظيم دوره في التكامل الاقتصادي والثقافي العربي، والانتصار لقضايا امتنا العربية والإسلامية.يا أبناء شعبنا اليمني المناضل..إن مجلس الشورى الممثل لطموحات الشعب والمعبر عن إرادته وأحلامه في الحياة الحرة الكريمة، وهو يقر بالأغلبية اتفاق القياد السياسية للوطن الواحد لإعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية، وإقرار مشروع دستور الجمهورية اليمنية للفترة الانتقالية القادمة، ليعتبر هذا اليوم يوماً تاريخياً من أيام العمر، ويرى ان ما تحقق اليوم على الأرض اليمنية إنما هي إرادة الله سبحانه وتعالى في ان يلتئم شمل الأسرة الواحدة.. ان المجلس وهو يتوج أعماله بالإسهام في هذا الحدث العظيم ليقدر الجهود الوطنية المخلصة التي بذلتها القيادة السياسية للوطن اليمني في تحقيق رغبة الجماهير وتحويل حلم الوحدة إلى حقيقة ماثلة.الكل يبارك قيام الجمهورية اليمنية التي تعتبر ميلاداً جديداً للأمة اليمنية ومنطلقاً لقيام كيان يمني قوي على التربة اليمنية الطاهرة وينهي عهود التمزق والشتات، ويعد خطوة تاريخية تحقق بها واحداً من أهداف ثورة الـ26 من سبتمبر وهو تحقيق الوحدة اليمنية على طريق الوحدة العربية الشاملة.يا أبناء شعبنا اليمني المناضل..إن إعلان قيام الجمهورية اليمنية يتزامن مع صمود واستمرارية تصعيد الانتفاضة الشعبية البطلة لشعبنا العربي الفلسطيني في عامها الثالث، ليؤكد شموخ الإرادة القومية وصحوة الشعب العربي، وتلاحم جماهيره وقيادته في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي، وهو ما تغدو فيه الجمهورية اليمنية قوة وعزة وكرامة لكل العرب.وتحية لشهداء امتنا في اليمن وفلسطين، وفي كل خنادق النضال لبلوغ قيام الجمهورية اليمنية التجسيد التاريخي العظيم لأغلى أماني شعبنا اليمني واكتمال النصر ضد الاستبداد والاستعمار.ولمثل هذا فليعمل العاملون.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.