صباح الخير
في السنوات الأخيرة ازدانت مدينة عدن بكثير من المساحات الخضراء، التي أضفت جمالاً لا يضاهيه جمال على كثير من الشوارع والمدن، إلا أن بعض هذه المساحات لم تسلم من يد العابثين سواء من الصغار أم الكبار كما حدث في الأحواض التي خصصت للتشجير في الوحدة السكنية المقابلة لشارع أروى (وحدة سجن عدن سابقاً). حيث قام الأطفال والكبار على حد سواء بالعبث بمحتويات هذه الأحواض من الأشجار المغروسة والورود، وأحالوها إلى تربة لا حياة فيها، ليس هذا فقط بل قاموا بتمزيق الشبوك التي وضعت لحماية الأشجار والورود من التلف وإتلافها بشكل عبثي مؤلم، لا ينم عن أي مستوى من الوعي أو المسؤولية من قبل ساكني هذه الوحدة فالصغير أو الكبير الذي يعبث بما هو في مصلحته ويقف الجميع يتفرج عليه دون أن يجد من يقول له لماذا؟ أو يحاسبه، أو يحاسب ولي أمره على عدم منعه أو على الأقل توبيخه .ففي رأيي هذا يحتاج للتعامل الجدي في الأمر، خاصة أن هذا أصاب المهندسة التي كانت مكلفة بالمشروع، وأيضاً العاملين الذين قاموا بغرس الشتلات، وعمل الحماية لها بالإحباط ، ومن بعدها تركت الأحواض فارغة، وهذا في رأيي ليس الحل فنحن والكثيرون بحاجة للتشجير والمسألة فقط بحاجة لقليل من الشدة والمحاسبة لهؤلاء حتى يتعلموا احترام جهود الآخرين، وعلينا واجب أن نحافظ على هذا الجهد حتى يفرح كل من بذل ولو القليل في سبيل إتمام هذا المنجز وليتم استبدال الغرسات الصغيرة بالأشجار الكبيرة كالنخيل والتي يصعب العبث بها وقلعها وتشكل منظراً جميلاً في الحي. كل المسألة أن البعض يحتاج لوقت حتى يتعود على بعض الأشياء حتى وإن كانت جميلة دون المساس بها وإتلافها، فعندما تم تشجير كثير من الطرقات العامة والشوارع لم أكن أعتقد أن هذه الأشجار والورود ستترك دون عبث أو إتلاف، وها هي باقية وصامدة ويمر الجميع من أمامها يتمتع ولا يعبث بها أو يتلفها، المسألة مسألة تعود وبالتأكيد محاسبة لكل من يقوم بإتلاف أي ملكية عامة أو مظهر عام جميل ويشوهه وعلى المدارس أن يكون لها دور تربوي في هذا الاتجاه، وكذا منابر الإعلام والمساجد، وكذا الأسر التي يفترض بها تحمل مسؤولية أبنائها، ولا ننسى دور عقال الحارات والبلديات.صندوق النظافة بذل ما يستحق الشكر له في مجال التشجير سواء للشوارع أم الأحياء، ولكن إتلاف محتويات بعض الأحواض من الأشجار لا يعني تركها فارغة بل محاولات تشجيرها مرة ثانية وثالثة، وفي مواقع كهذه قريبة من الحركة لنستبدل الورود والأشجار الصغيرة بالأشجار الكبيرة التي يصعب إتلافها والعبث بها، وبالتالي إعادة تشجير جميع الأحواض الفارغة سواء داخل الأحياء السكنية أو على الشوارع العامة، كما لابد من الإشارة هنا إلى الأحواض الواقعة في محطة الباصات في الميدان والتي ومنذ أن تم بناؤها وهي فارغة وأصبحت تستغل كموقع لرمي القمامة ولا أعتقد لأن هذه الأحواض بنيت لهذا الغرض. تحية لصندوق النظافة وقسم التشجير ومزيداً من العطاء في سبيل أن تصبح عدن جميلة حضارية وتحيطها بيئة نظيفة.