طفل من ضحايا الفيضانات يحمل وعاء للحصول على مساعدات في منطقة مظفر جارة في إقليم البنجاب
سوكور /باكستان/14 أكتوبر/ رويترز : قدمت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة المساعدة لمئات الآلاف من ضحايا أسوأ فيضانات تجتاح باكستان منذ عقود من الزمان إلا أن عمليات الإغاثة لم تصل بعد لما يقدر بستة ملايين شخص.وتأثرت حياة 14 مليون نسمة أي ما يمثل ثمانية بالمئة من السكان جراء واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ باكستان. وبينهم ستة ملايين بحاجة لغذاء ومأوى وماء.ونجمت الفيضانات عن أمطار موسمية غزيرة على نحو غير معتاد غمرت حوض نهر الاندوس الباكستاني وقتلت أكثر من 1600 شخص.وحكومة باكستان متهمة بالتباطوء في التعامل مع الازمة مع اعتماد الضحايا على المساعدات من الجيش ووكالات الاغاثة الدولية.والغضب يتزايد ما يثير امكانية أن تواجه الحكومة توترات اجتماعية.ويقول محللون ان من غير المرجح حدوث انقلاب عسكري لان الجيش يعطي الاولوية لمحاربة متمردي حركة طالبان.وذكرت الامم المتحدة في بيان أن عمليات الاغاثة ما زالت بحاجة الى الوصول لستة ملايين شخص. وبالاضافة الى المشاكل الاخرى الملحة التي تواجههم فهناك أيضا حاجة ماسة لمياه شرب نظيفة.وتشير الولايات المتحدة الى أن الفيضانات أثرت على نحو ثلث باكستان.ومن المتوقع أن يزور بان جي مون الامين العام للامم المتحدة باكستان خلال مطلع الاسبوع لمناقشة الازمة.والتكاليف الاقتصادية مذهلة ما يزيد من صعوبة تنفيذ الحكومة عملية انفاق استراتيجية في المعاقل السابقة لحركة طالبان من أجل كسب الدعم الشعبي.وقال روبرت زوليك رئيس البنك الدولي ان الفيضانات قد تكون دمرت محاصيل قيمتها نحول مليار دولار مضيفا أن البنك يدرس اعادة برمجة معونة تقدر بنحو 900 مليون دولار.القمح.. القطن.. السكر كلها محاصيل لحقت بها أضرار في بلد يعتمد اقتصاده على الزراعة.وحذر صندوق النقد الدولي من ضرر اقتصادي بالغ وقالت وزارة المالية انها لن تتمكن هذا العام من تحقيق هدفها بأن تبلغ نسبة الناتج المحلي الاجمالي 4.5 بالمئة.وكانت الحكومة توقعت أن يصل عجز الميزانية في 2010 - 2011 الى أربعة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي الا أن بعض المحللين يعتقدون أنها قد تصبح الان ستة بالمئة على الاقل من الناتج المحلي الاجمالي.وتشعر الامم المتحدة بقلق متزايد ازاء الامراض التي تنتقل عن طريق المياه. وتأكدت ظهور حالة كوليرا في مستشفى في وادي سوات بشمال غرب البلاد وتتخذ وكالات الاغاثة اجراءات استباقية لتجنب وقوع كارثة.وقال موريتسيو جيليانو المتحدث باسم عمليات الاغاثة الانسانية التابعة للامم المتحدة ان 36 ألف شخص يعانون من الاسهال المائي الحاد يجري علاجهم على انهم حالات اصابة بالكوليرا.وأضاف «نظرا لاحتمال انتشار مرض الكوليرا وهو مرض قاتل وخطير وقد يصل الى حد الوباء فانه بدلا من اجراء فحوص للمرضى المصابين بالاسهال المائي الحاد الذي تجري معالجتهم على أنهم حالات اصابة بالكوليرا».وفي مستشفى ميداني أقامه الجيش في بلدة بشمال غرب البلاد قال الطيب وهاب خان ان حالات الاصابة بالاسهال تتزايد.وتابع «طلبت لقاحات للوقاية من الكوليرا خاصة لمن تقل أعمارهم عن خمسة أعوام» مضيفا أنه لم يتلق أياً منها بعد.وتوفير المأوى من أبرز القضايا الملحة في البلاد.وقال العالم زارشيد البالغ من العمر 22 عاما «أعطتنا الحكومة نصف بساط وحصلنا منها على أرز وأدوية ولكن لم نحصل على خيمة».