أقواس
هي إحدى الأديبات المعروفات، وفي شخصيتها جوانب عديدة تثير اعجابي بها .. ولكنها توقفت فترة من زمن عن كتاباتها في عالم الطفل.لا أقصد هنا .. أنها توقفت عن عملها الإبداعي، ولكنها انشغلت بهموم الحياة والعمل.والأديبة نجيبة حداد من أبرز الكاتبات اليمنيات اللواتي أثرن عميقاً في الأدب اليمني الحديث وخاصة أدب الطفل.. ولقد لاقت قصصها المتعلقة بأدب الطفل اهتماماً شديداً من قبل الباحثين والدارسين لعالم الطفل والأديبة نجيبة حداد استطاعت مخاطبة الطفل والناشئة بإضافة صفات الإنسان على الحيوان والكائنات الأخرى وفي العديد من قصصها ومنها قصة (الثعلب الماكر) وهي عمل أدبي متميز يخاطب مستويات متعددة من القراء بدءاً من الأطفال الذين يستهويهم التعرف على عالم الحيوانات حتى الكتاب المتخصصين الذين يسعون إلى خوض هذه التجربة الأدبية والكشف عن عالم الطفل وأسراره.ولقد استطاعت الأديبة أن تخلد بعض النماذج عن الحيوانات الأليفة الشائقة وترسم لنا من فلاتها ملامح الشخصية الخارجية وتصرفاتها ودلالاتها الاجتماعية والفلسفية دون أن تتخلى عن بساطتها المعروفة في الوسط الاجتماعي.. لقد تعودنا من الأستاذة نجيبة حداد من معظم كتاباتها عن الطفل المزج بين الخيال البصري والولع بتفاصيل الصورة المرئية وما يتعلق بالخيال السمعي الذي يعيد بعث طاقات الكلمة النغمية والغوص وراء تواريخها القديمة مازجة القديم بالحديد والذهني بالحسي والعقلي بالانفعالي من خليط جديد.ورغم المنصب القيادي الذي تتولاه الأديبة نجيبة حداد في وزارة الثقافة إلا أنها مازالت تحتفظ بحب الأصدقاء لها ومازالت تتمتع بالمرح رغم مرضها وهمومها وربما انشغالها بعملها أدى إلى توقفها فترة قصيرة عن مواصلة كتاباتها عن قصص الطفل.. أملنا أن تعود من جديد وفي اعتقادي أنها من أكثر الكتاب إجادة في مخاطبة الأطفال والناشئة فأدب الطفل من أصعب الكتابات غير أن أمراً مؤكداً في روائع أدب الأطفال والناشئة هو صدورها عن مبدعين حكماء بما يجعل أدب الطفل صالحاً للراشدين والكبار أيضاً وفي قصة الثعلب الماكر استطاعت الأديبة وضع خبرتها الفكرية والقصصية على الرغم من حرصها على الموعظة والتوجيه القيمي، فإن القصة برمتها تخاطب الأطفال واليافعين والراشدين بعيداً عن المباشرة وبكثرة من الإمتاع والمهارة.أحب إن أذكر الجميع بأن كتابة أدب الطفل تعاني من أزمة لأن عدد كتاب أدب الطفل قلة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة وهذا يذكرني بقول الشاعر العربي:[c1]كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهي قرنه الوعل.[/c]مأزق الثقافة العربية ومنها ثقافة الطفل اليوم أصبحت مهمشة ولا تزال تتهشم وتهشم نفسها هنا جاء الإحباط الذي يغرق فيه كتاب أدب الطفل والمشكلة تكمن في تهميشنا لأدب الطفل ونحن نحاول الهروب من حل هذه المشكلة ونبحث عن الخلل في غير مواطنه لأننا نحاول الهروب من مواجهة الأسباب الحقيقية لخللنا.لذا أريد القول إنه من الضروري دعم أدب الطفل وكتاب أدب الطفل وأظن أن هذا النداء قد وصل إلى الجهات المختصة.