رام الله/وكالات:قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس السبت انه يتوقع تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بحلول نهاية الشهر في خطوة يأمل أن تساعد في رفع حظر المعونات الذي يفرضه الغرب.وفي كلمة أمام عشرات الالاف من الفلسطينيين بعد أسبوع شهد هجمات اسرائيلية مكثفة على قطاع غزة دعا عباس اسرائيل الى اجراء محادثات سلام.وقال عباس في كلمة بمناسبة احياء الذكرى الثانية لوفاة الرئيس السابق ياسر عرفات "أبشر شعبنا بأننا حققنا تقدما كبيرا على طريق تشكيل حكومة وحدة وطنية تستطيع فك الحصار وتفتح الافاق نحو حل سياسي ينهي الاحتلال الى الابد."وأضاف "أتوقع بمشيئة الله وباذن الله أن ترى هذه الحكومة النور قبل نهاية هذا الشهر."وفرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات أصابت السلطة الفلسطينية بالشلل بعد أن أطاحت حركة حماس بحركة فتح التي يتزعمها عباس في انتخابات يناير التشريعية. وامتنعت اسرائيل أيضا عن تسليم عائدات الضرائب والجمارك الشهرية التي تحصلها نيابة عن السلطة الفلسطينية.ورفضت حماس التي يدعو ميثاقها للقضاء على اسرائيل والتي قادت الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 2000 تخفيف موقفها مما حدا بعباس الى السعي لضم حركته الى الحكومة في محاولة لردم هوة الخلافات.لكن اسماعيل هنية رئيس الوزراء والقيادي بحماس أبدى يوم الجمعة استعداده للتنحي لانهاء الحصار.ورحبت اسرائيل بحذر بجهود عباس لكنها تصر على أن أي حكومة فلسطينية جديدة يجب أن تعترف باسرائيل ونبذ العنف وهي الشروط المسبقة التي حددها الوسطاء الغربيون قبل بدء محادثات السلام مرة أخرى.وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني يوم الجمعة "هناك أمل بالنسبة للمعتدلين الذين يؤمنون بحل دولتين."لكن عباس قال انه يتعين على اسرائيل أن تأخذ زمام المبادرة.وقال "لقد حان الوقت لحكومة اسرائيل أن تدرك بأن استمرار احتلالها واستيطانها لارضنا هو أمر مستحيل وأن القوة العسكرية - مهما طغت - لن تكسر ارادة الصمود في شعبنا."ويريد الفلسطينيون دولة في الضفة الغربية وغزة وهي مناطق احتلتها اسرائيل خلال حرب 1967. ورغم أن اسرائيل انسحبت من قطاع العام الماضي فانها تقول انها ستبقي التكتلات الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية في اطار أي اتفاق سلام في المستقبل. وشهد المأزق الدبلوماسي الذي سقطت المنطقة فيه منذ فوز حماس في الانتخابات تصاعد وتيرة العنف بين القوات الاسرائيلية والمقاومين الفلسطينيين وبين أنصار حماس وفتح.وكثفت اسرائيل العمليات العسكرية في غزة بزعم وقف اطلاق الصواريخ عليها واستعادة جندي ماسور. وأسفرت أحدث المهام عن استشهاد 19 مدنيا في قصف مدفعي اسرائيلي على بلدة بيت حانون بغزة.وأدان عباس الواقعة التي قالت اسرائيل انها نجمت عن خطأ فني واصفة اياها بأنها "مذبحة همجية."لكنه قال ان موقف حماس المتشدد من محادثات السلام الذي يتناقض مع مسعى حكومة فتح السابقة للتعايش السلمي مع اسرائيل لن يسفر سوى عن مزيد من اراقة الدماء.وقال عباس "أي برنامج اخر لا يعتمد البرنامج الوطني الذي حظي بالاجماع الشعبي والتأييد العربي والدولي لن يكون من شأنه سوى تقديم الذرائع لاسرائيل لمنع قيام الدولة الفلسطينية ولرفض الانسحاب من أرضنا."وفي كلمته التأبينية استعرض عباس مناقب الرئيس الراحل عرفات وما حققه للقضية الفلسطينية على مدى عقود. وأشار إلى الغموض الذي يكتنف المرض الذي توفي به عرفات في مستشفى عسكري بفرنسا في 11 نوفمبر 2004 وأعلن عن تأسيس "مؤسسة الشهيد ياسر عرفات".في هذا السياق جدد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد اتهام إسرائيل بقتل الرئيس الراحل عرفات عبر دس السم له، وأكد مجددا إصرار الحكومة الحالية على فتح ملف قتله والكشف عن ملابسات الجريمة التي تحاول إسرائيل إخفاءها.واعتبر أن جريمة قتل ياسر عرفات جاءت بعد أن قطع شوطا كبيرا في التفاوض مع الاحتلال وأنه دفع حياته ثمنا لمواقفه الوطنية ورفضه التنازل عن ثوابت الشعب الفلسطيني.وفي بداية مراسم إحياء الذكرى قام الرئيس الفلسطيني بوضع إكليل من الزهور على ضريح عرفات بمقر المقاطعة برام الله. كما تشمل المراسم كلمات للقوى الوطنية والإسلامية والأهالي داخل الخط الأخضر ومسيرات للكشافة.على صعيد آخر قال سفير الجامعة العربية بالأمم المتحدة إن العرب سيتوجهون إلى الجمعية العامة لإصدار قرار يدين المجزرة الإسرائيلية في بيت حانون شمال قطاع غزة، إذا استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع القرار المنتظر أن يصوت عليه مجلس الأمن الدولي اليوم.وأوضح يحيى المحمصاني أن المجموعة العربية، مدعومة بمجموعة دول عدم الانحياز والدول الإسلامية، ستتمكن من إصدار القرار في الجمعية العامة، رغم علمها بأن إصداره من مجلس الأمن سيكون أقوى.وقد أرجأ مجلس الأمن إلى أمس التصويت على مشروع القرار الذي تقدمت به قطر باسم المجموعة العربية لإدانة مجزرة بيت حانون.وتفيد مصادر دبلوماسية غربية أن الولايات المتحدة ستستخدم على الأرجح الفيتو ضد المشروع بزعم أنه غير متوازن، رغم التعديلات التي أدخلت عليه وإدانته إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل. في حين أشار مصدر آخر إلى أن أربع دول تنوي الامتناع عن التصويت، هي بريطانيا والدانمارك واليابان وسلوفاكيا.وأعربت فرنسا عن تفاؤلها بإمكان تبني مجلس الأمن المشروع بعد أن قبلت قطر تعديله. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي إن بلاده تؤيد مبدأ إرسال بعثة تحقيق دولية حول قصف المدفعية الإسرائيلية لبلدة بيت حانون, لكنه شدد على صياغة هذا الأمر "في شكل واقعي بحيث يقبله مجلس الأمن". وقد أعلنت الأمم المتحدة أن المفوضة العليا لحقوق الإنسان لويز آربور ستعاين بنفسها الأوضاع الإنسانية في بيت حانون، في زيارة وشيكة للأراضي المحتلة.
عباس يتوقع تشكيل حكومة وحدة وطنية الشهر الجاري ويدعو اسرائيل للسلام
أخبار متعلقة