إعداد / حلمي محفوظ / ونعائم خالدمحافظة تعز ثالث أهم محافظات الجمهورية اليمنية وعاصمتها الثقافية، تقع في الجزء الجنوبي الغربي للجمهورية جنوب العاصمة صنعاء وتبعد عنها 256 كم بين خطي عرض 14 - 12 شمال خط الاستواء وخطي طول 45 - 43 وتتميز بموقعها المتوسط وتربتها الخصبة ومناظرها الطبيعية الباهرة .[c1]أصغرها مساحة مشرعة وحدنان[/c]محافظة تعز يحدها من الشمال محافظة إب وجزء من الحديدة ومن الجنوب لحج ومن الشرق محافظة الضالع وجزء من محافظة لحج أما من الغرب فهي تطل على البحر الأحمر وتبلغ مساحتها 96318كيلو متراً مربعاً وتمثل نسبة 1.87 % من مساحة الجمهورية اليمنية وتشمل 23 مديرية و234 عزلة و2200 قرية و14000محلة و39 دائرة نيابية و488 دائرة محلية وأكبر المديريات مساحة المخاء وأصغرها مشرعة وحدنان ويبلغ عدد سكانها 2.393.404 نسمات بمعدل نمو 2.47 % سنويا ويمثل سكان المحافظة ما نسبته 12.2 % من إجمالي السكان على مستوى الجمهورية وفقا لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م ويمثل سكان الريف 82 % وسكان الحضر 18 % من سكان المحافظة الذين يعملون في الزراعة والتجارة والصناعة والصيد وفي الأعمال الإدارية الحكومية أما أكبر المديريات من حيث عدد السكان فهي مديرية التعزية حيث يبلغ عدد سكانها (198169) نسمة بكثافة قدرها 341 كيلو متراً مربعاً وأصغرها مديرية باب المندب ويبلغ عدد سكانها 18115نسمة بكثافة قدرها 12كيلو متراً مربعاً .[c1]مقسمة المدينة إلى ثلاث مديريات[/c]عاصمة المحافظة مدينة تعز ومركزها التجاري والثقافي وتقدر مساحتها بحوالي 45 كيلو متراً مربعاً وعدد سكانها يصل إلى 472.777 نسمة يمثلون نسبة 21 % من سكان المحافظة ووفقا للتقسيم الإداري، وهي مقسمة إلى ثلاث مديريات هي المظفر والقاهرة وصالة .[c1]مناخ متنوع[/c]تمتاز محافظة تعز بالمناخ المتنوع باختلاف تضاريسها ففي الأجزاء الجبلية والمرتفعات يسودها مناخ بارد شتاء معتدل صيفا أما الأجزاء المنخفضة فمناخها معتدل في الشتاء ودافئ الى حار نسبيا في فصل الصيف ، والأجزاء الغربية للمحافظة فمناخها ساحلي صحراوي دافئ شتاء، حار صيفا ومتوسط درجة الحرارة في المحافظة يصل إلى 21 درجة مئوية .وتنقسم تضاريس المحافظة إلى ثلاثة أقسام فهناك سلسلة كبيرة من المرتفعات الجبلية التي تتخللها العديد من الوديان والسهول والقيعان ، إضافة إلى مساحات شاسعة في الشريط الساحلي المطل على البحر الأحمر وتحتوي محافظة تعز على العديد من المرتفعات الجبلية يتراوح علوها بين 1000 - 3200 متر على مستوى سطح البحر ومن أهم وأشهر هذه المرتفعات جبل صبر وهو جبل هرمي جراتيني من العصر الثلاثي يقع جنوب المدينة وهو ثاني أعلى الجبال ارتفاعا في اليمن إذ يبلغ ارتفاعه نحو (3200) متر وفي بعض المصادر 3070 متراً عن مستوى سطح البحر ويرتفع عن المدينة بحوالي 1500متر ويدخل جبل صبر ضمن المناطق الجنوبية من اعلى قمة فيه وهي قمة جبل العروس التي فيها حصن العروس وتكثر في جبل صبر العيون والينابيع وهو شديد الخصوبة ويجود باصناف الثمار.أما جبل حبشي فهو جبل مستقيم يقع في الناحية الغربية لجبل صبر ويفصل بينهما وادي الضباب وقد عرف جبل حبشي قديما باسم جبل ذخر، وجبل سامع وهو جبل هرمي يقع جنوب جبل صبر، وجبل قدس منيف وهو جبل هرمي يقع جنوب سامع وهناك سلسلة من المرتفعات الجبلية وتقع هذه السلسلة في الجهة الجنوبية لمحافظة تعز وتطل على أراضي محافظة لحج ويتراوح ارتفاعها بين 2000 - 3000 متر عن مستوى سطح البحر.
وسط مدينة تعز
أما جبل الصلو فيقع جنوب شرق مدينة تعز وفيه حصن وقلعة الدملؤة الشهيرة وجبال الوازعية التي تقع في الجهة الغربية من محافظة تعز وترتفع حوالي 1000 - 1500متر عن مستوى سطح البحر وجبال شرعب وجبل مقبنة تقع في الجهة الشمالية الغربية لمحافظة تعز وترتفع بحوالي 2000متر عن مستوى سطح البحر .[c1]الأودية[/c] وتعز يوجد فيها العديد من الأودية الزراعية ومن أشهرها وادي نخلة في مديرية شرعب السلام ووادي الزارعي ووادي رسيان ووادي البرح في مديرية مقبنة ووادي موزع في مديرية موزع ووادي ورزان في مديرية دمنة خدير ووادي الضباب يفصل بين جبل حبشي وجبل صبر ووادي البركاني في المعافر ووادي صافية دبع في الشماتين ووادي الغيل في الوازعية وشواطئ تعز تمتد على شريط ساحلي من باب المندب جنوبا حتى شواطئ الملك والزهاري شمالا .وتعز تسجل تاريخيا عبر مراحل مختلفة ازدهار عدد من المدن التي يرجع بعضها الى فترات التاريخ اليمني القديم ووردت مدينة تعز كاقدم مدينة تليها مدينة جبا وورد ذكرهما في النقوش المسندبة اليمنية القديمة فهناك العديد من الشواهد الأثرية والنقشية التي تدل على ان المدينة استيطان حضري تعود جذوره الى ما قبل الميلاد.[c1]تعز الحضارة[/c]ومن النقوش نقش قتباني يعود الى القرن الثاني قبل الميلاد إضافة الى العديد من الآثار والبقايا القديمة المكتشفة في حصن «القدم» الموجود في المدينة .اما مدينة «جبا» فهي مدينة أثرية قديمة تقع غرب جبل صبر وبالتحديد في مديرية المسراخ فقد ورد ذكرها في النقوش القديمة باسم جبا وهي إحدى الممالك اليمنية التي ظهرت على مسرح التاريخ القديم ، واشتهرت قديما بالتجارة والصناعة ووصفها الهمداني في كتابه «صفة جزيرة العرب» بانها كورة المعافر في فجوة بين جبل صبر وجبل ذخر « جبل حبشي » وطريقها في وادي الضباب وتنبا سعة وهي دلال الكرندى من بني تمامة إلى حمير الأصغر . ومع ظهور الدول الإسلامية المستقلة في اليمن عن مركز الخلافة العباسية بدأت مدينة تعز تأخذ دورها في النهوض كمدينة مهمة عند السفح الشمالي لجبل صبر حيث جاء الايوبيون الى اليمن خلال الفترة من 626-569 هجرية 1173 - 1229م ومن بعدهم الدولة الرسولية في عام 653هـ وقد شهدت المدينة خلال فترة حكم الدولة الرسولية نهوضا حضاريا كبيرا وتطورا إداريا وانتشرت الثقافة وبنيت المدارس وشيدت الحصون والقلاع والأسوار ولقصور .وقد ظهرت مدينة تعز بهذا الاسم بحسب المصادر التاريخية في أواخر القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي وبالتحديد مع وصول توران شاه الايوبي الى اليمن 569هـ الا ان مدينة تعز كانت موجودة قبل ذلك بدليل ان توران شاه رتب فيها اميرا بنوبة كما صنع في مدنيتي زبيد وعدن وان اخاه سيف الدولة «طعتكين بن ايوب» أعاد بناء حصنها فقد ذكر كتاب «مرآة المعتبر في فضل جبل صبر» ان تعز هي القلعة الحمراء التي هي اليوم تسمى «القاهرة» واما ما تسمى اليوم بمدينة تعز التي يضمها السور فيها جامع المظفر فكانت تسمى عدنية .[c1](23) مديرية[/c]وتنقسم محافظة تعز إداريا إلى ثلاثة وعشرين مديرية هي مديرية المظفر والقاهرة وصالة والتعزية والشماتين والصلو والمخاء والمسراخ والمعافر والمواسط والوازعية وجبل حبشي وحيفان ودمنة خدير والمندب وسامع وشرعب السلام والرونة وصبر الموادم وماوية ومشرعة وحدنان ومقبنة وموزع .وتتسم محافظة تعز بالعديد من المقومات السياحية وهو ما يؤهلها لأن تحتل مكانة متميزة ضمن محافظات الجمهورية فتمتلك مناظر طبيعية جميلة ومناخاً لطيفاً معتدلا وودياناً وجبالا وسهولا خضراء وتنوعا بيئيا نباتيا .كما يوجد في المحافظة عدد كبير من الآثار التاريخية ذات الطابع العمراني المتميز كالقلاع والحصون والمباني الأثرية إضافة الى توفر الأضرحة والمساجد والمدارس الإسلامية المناسبة من أجل سياحة دينية مزدهرة كما تعيش محافظة تعز تطورا اقتصاديا وتجاريا وعمرانيا حديثا وتتوافر فيها مقومات حديثة لازدهار الحركة السياحية وتعمل على جذب السياح فهناك العديد من الفنادق السياحية المصنفة المؤهلة لاستقبال المجاميع السياحية التي تقدم خدمات حضارية متميزة لنزلائها إضافة إلى وكالات السفريات والسياحة المنتشرة في المدينة وشبكة من وسائل المواصلات تغطي كافة أحياء المدينة مع بعضها وتربط المدينة بكافة المحافظات الأخرى وكذا معارض بيع التحف والهدايا والمصنوعات الحرفية والأزياء الشعبية والمتنزهات والمطاعم السياحية المصنفة والأسواق الشعبية وتقنية الاتصالات الحديثة.[c1]مقومات السياحة العلمية[/c]كما تمتلك مقومات السياحة العلمية والثقافية وسياحة المؤتمرات فتعز المعروف عنها بكونها العاصمة الثقافية لليمن تشهد طوال العام حركة ثقافية وعلمية وتنوعا في فعالياتها وأنشطتها الثقافية كما أنها تمتلك مؤسسات ثقافية مهيأة بأحدث الوسائل والتجهيزات الفنية وهو ما يؤهلها لاستقطاب الفعاليات الثقافية والمؤتمرات العلمية الكبرى ولعل أهمها مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة . والصناعات الحرفية واليدوية تعتبر من أهم عناصر الجذب السياحي في المحافظة إذ تنتشر فيها العديد من هذه الصناعات التقليدية المتوارثة منذ القدم ومنها «صناعة الحلي والمجوهرات والفضة التقليدية والمنسوجات اليدوية والمصنوعات الجلدية والأواني الفخارية والحجرية وصناعة الحصير من أشجار النخيل ».وتتمتع محافظة تعز بثروة كبيرة من الفنون الشعبية التي يتخذها المواطنون وسائل معبرة عن حياتهم ومعيشتهم وأفراحهم وأحزانهم وطموحاتهم وأحلامهم وفي مناسبتهم وتتنوع بتنوع وتعدد المناطق والمديريات ولكل مديرية طابعها الخاص بها رقصات وأغاني وألعاباً وأزياء شعبية . [c1]الأسواق الشعبية[/c]وتتميز تعز بالعديد من الأسواق الشعبية التي تقام أسبوعيا في عدد من مناطق المحافظة وتلبي احتياجات المواطنين من البضائع والمشتريات وتمثل هذه الأسواق كرنفالات أسبوعية تعكس نمط الحياة السائد فيها وتعتبر احد عوامل الجذب السياحي في المحافظة ومن أهم الأسواق : سوق الشنيني يقام في تعز يومي الأحد والخميس من كل أسبوع ويقع على الطريق التي تربط بوابتي المدينة القديمة وباب موسى (الباب الكبير) وهذا السوق يحتوي على المنسوجات والأقمشة المستوردة والمجوهرات الفضية والجنابي والخناجر والسيوف والأواني الفخارية والبهارات والعطور، وسوق الضباب يقام يوم الأحد من كل أسبوع على ضفاف وادي الضباب جنوب مدينة تعز وعلى بعد كيلو مترات قليلة منها ويحتوي هذا السوق على مجموعة من المنتجات المحلية وسوق للماشية بكافة أنواعها .وكذا سوق النشمة في مديرية المواسط يقام يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وسوق دمنة خدير يقام في مديرية دمنة خدير يومي الثلاثاء والاربعاء من كل أسبوع وسوق الاربعاء في مدينة التربة ويقام يوم الاربعاء من كل أسبوع في هذه المدينة وسوق الخلة يقام في مديرية حيفان يوم السبت من كل أسبوع وسوق موزع يقام في مديرية موزع يوم الأحد من كل أسبوع وسوق هجدة في الثلاثاء من كل اسبوع وسوق ماوية يوم الاحد من كل اسبوع وسوق المسراخ يوم الخميس من كل اسبوع وسوق يفرس في جبل حبشي يقام يوم الجمعة من كل أسبوع وسوق البرح يقام في مديرية مقبنة يوم الخميس من كل أسبوع وللتسوق والتجوال في أسواق وشوارع المدينة متعة خاصة حيث تجد نماذج من جميع المنتجات الزراعية من الخضار والفواكة الطازجة معروضة في الأسواق ومثلها المصنوعات الحرفية والتقليدية الموجودة في أسواق خاصة بها مثل الشنيني والمركزي والجملة. ففي الأسواق الشعبية بتعز تكتشف أصالة النكهة التعزية المنبعثة من روائح الأكلات الشعبية وأنواع الملابس التقليدية والحان الأهازيج الريفية فهناك عند مدخل السوق القديم تصطف الفتيات على كراسي صغيرة من الخشب وأمامهن أطباق من جريد النخيل ممتلئة بأنواع من الخبز واللحوح والملوج والفطير الكنافة وفي وسط السوق تنتشر العربات اليدوية التي تبيع أنواعا من الحلوى مثل البسبوسة البقلاوة والرواني والكفتة وأخرى تبيع المشروبات اللذيذة كالشعير والزبيب المنقع والكركدية والليمون وغيرها. أما محلات الأزياء الشعبية فتشبه الى حد كبير الملابس الساحلية الإزار المقطب (المعوز) والفوطة والقميص وفي العادة يكون بأكمام نصفية والغترة التي توضع عادة على الاكتاف بدلاً من الرأس أما ازياء النساء فلها طابعها الأصيل الجميل وتبدأ من الأعلى مقارم طويلة يلف نصفها الرأس والنصف الآخر يغطي الصدر ثم الثوب (الزنة) وتكون طويلة الى منتصف الساق ومصممة بطريقة مناسبة تبرز جمال الجسم، والسراويل التعزية فسروال «الحسبة» طابع مميز يوفر عناء البحث عن أصل المرأة المرتدية لها حيث أن المرأة التي تلبس الحسبة هي بالتأكيد من تعز.