تل أبيب/ 14 أكتوبر/ رويترز : وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن أمس الثلاثاء لإجراء محادثات سلام مع الفلسطينيين دون أن يحسم قضية البناء في المستوطنات اليهودية مستقبلا حين ينتهي التجميد الجزئي.ويهدد الفلسطينيون بالانسحاب من المفاوضات المباشرة المقرر إن تبدأ غداً الخميس إن لم تمدد إسرائيل وقفا لبناء المساكن الجديدة في مستوطنات الضفة الغربية بعد انقضائه في 26 سبتمبر .ولم يبد نتنياهو الذي يرأس حكومة تهيمن عليها الأحزاب المناصرة للمستوطنين إي علامة على انه سيواصل الحد من إنشاء المنازل لليهود في الضفة الغربية المحتلة لكنه ابلغ حزبه ليكود إن التوصل لاتفاق سلام أمر ممكن.وقال يوم أمس الأول الاثنين «لست ساذجا. ارى جميع الصعوبات والعراقيل وبرغم ذلك اعتقد أن اتفاق سلام نهائيا هدف يمكن الوصول إليه. بالطبع لا يعتمد هذا علينا فحسب».وأضاف نتنياهو انه يأمل ان يجد في الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصل إلى واشنطن يوم أمس الثلاثاء أيضا «شريكا شجاعا».وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية بعد وصول عباس والوفد المرافق له إلى واشنطن لرويترز عبر الهاتف «نحن جاهزون لمفاوضات جادة وحقيقية تؤدي إلى إنهاء الاحتلال ومرجعيتها بيان الرباعية والشرعية الدولية».ويضم الوفد الفلسطيني إضافة إلى عباس أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح.وأوضح ابو ردينة أن الفلسطينيين يريدون أن تتخذ المحادثات بيان الرباعية مرجعية لها بينما قال جورج ميتشل المبعوث الأمريكي في الشرق الأوسط إن الجانبين سيحددان مرجعيتهما حين يجتمعان.
بنيامين نتنياهو
وذكر راديو اسرائيل ان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك التقى بعباس سرا في العاصمة الأردنية عمان يوم الأحد الماضي رغم انه لم يعط تفاصيل عن المحادثات وقال ان باراك ابلغ نتنياهو بما دار بينهما.وفي مسعى للسلام يحظى بمتابعة اعلامية كبيرة وهو ما يتناقض مع التوقعات القليلة من جانب الفلسطينيين والإسرائيليين يستضيف الرئيس الأمريكي باراك أوباما نتنياهو وعباس والعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك على عشاء اليوم الأربعاء.ومن المقرر ان تستأنف المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية يوم غد الخميس بعد 20 شهرا من التوقف تخللته الحرب الاسرائيلية على غزة وذلك في احتفال بوزارة الخارجية.وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم يوم الاحد الماضي ان نتنياهو ابلغ حكومته بأنه لن يكون هناك قرار بشأن قضية المستوطنات قبل بداية السنة اليهودية التي تحل في الثامن من سبتمبر ايلول اي بعد انعقاد قمة السلام.واثار بعض حلفاء نتنياهو امكانية قصر اغلب الانشاءات المستقبلية في المستوطنات على تلك الواقعة داخل التكتلات الكبيرة التي تعتزم اسرائيل الاحتفاظ بها في اي اتفاق سلام.ويرفض الفلسطينيون الفكرة قائلين انها ستكون بمثابة قبول بالسيادة الاسرائيلية على تلك الجيوب الاستيطانية.ويقول نتنياهو الذي ضغط الى جانب الولايات المتحدة من اجل اجراء محادثات مباشرة دون شروط مسبقة ان قضية البناء في المستوطنات مستقبلا يجب ان تحل من خلال المفاوضات التي تأمل واشنطن ان تؤدي الى اتفاق بشأن دولة فلسطينية خلال عام.ويرى محللون كثيرون ان هذا الهدف غير واقعي مشيرين الى الانقسامات الدخلية في اسرائيل وبين الفلسطينيين وصعوبة القضايا ومن بينها المستوطنات ومصير القدس التي استعصت على الحل على مدى عقود من الصراع.وتعارض الولايات المتحدة التوسع الاستيطاني لكن لم يصل بها الامر الى مطالبة اسرائيل بتمديد وقف البناء. وبدلا من ذلك حثت كلا من اسرائيل والفلسطينيين على عدم اتخاذ اجراءات قد تعرض المفاوضات للخطر.ويعيش 500 الف اسرائيلي و 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين احتلتهما اسرائيل في حرب عام 1967 .ويهدف الفلسطينيون الى اقامة دولة في الضفة الغربية التي تهيمن عليها السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تعارض جهوده للسلام.