الشباب في رمضان .. الأمسيات والسهرات وجبات مفضلة لسد الفراغ
استطلاع / يحيى عسكران:اعتبر عدد من الشباب الأمسيات الرمضانية والسهرات الليلية والأنشطة الترفيهية المختلفة من الوجبات المفضلة لسد فجوة الفراغ في أوقاتهم خلال شهر رمضان المبارك .ورأى آخرون أن شهر رمضان يمثل نقطة هامة في حياة الإنسان لتهذيب النفس وتزكيتها من درن الذنوب من خلال إحياء ليالي هذا الشهر المبارك بالعبادة والطاعة والأعمال الصالحة .وأكد عدد من الشباب في استطلاع لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن عدم وجود فضاءات واسعة تمهد إعطاءهم المكان والجو المناسبين لقضاء اوقات الفراغ يضطرهم للجوء الى بدائل أخرى يمارسونها لاشباع رغباتهم وإمضاء أوقاتهم .يقول الشاب هشام صاحب محل انترنت “ رمضان شهر خصه الله عن شهور العام بما يحمله من أجواء روحانية ونسمات إيمانية تساعد الإنسان في اجتناب المعاصي والمنكرات “، مؤكدا أنه يقضي نهار رمضان في قراءة القرآن وأداء الصلوات، بينما ينشغل في المساء بمحل الانترنت لتلبية طلبات الشباب المرتادين حتى وقت متأخر من الليل .ولفت الشاب هشام الى أن محل الانترنت شغله كثيرا عن ممارسة ألعاب رياضية وأبعده عن اصدقائه كما كان عليه الحال في صغره لكن حياته وظروفه المعيشية تحسنت مع وظيفته .الشقيقتان سماح وجميلة أشارتا الى أن رمضان شهر العبادة والصبر وعادة ما تلازمان قراءة القرآن في نهاره مع اقامة الصلوات والتراويح في المساء.وأكدتا أن وقتيهما في رمضان محدد سواء في عمل المنزل او الخروج الى التسوق أو اعمال أخرى كقراءة القرآن وأداء الصلوات، ونوهتا بأن الخروج الى السوق في رمضان لا يكون الا لحاجة ضرورية نظرا لزحمة المتسوقين .أما الشاب سمير علي يعمل بمحل تجاري بمنطقة هايل أمانة العاصمة فيقول “ يعاني الشباب من فراغ كبير في رمضان نظرا لعدم وجود أنشطة واسعة يقضون اوقاتهم فيها وأعمال تساعدهم في تحسين ظروفهم واحوالهم المعيشية “ .. مؤكدا أن هذا الفراغ يساهم في ممارسة بعض الشباب لسلوكيات خاطئة كانتشار النشالين بالأسواق ومضايقة المتسوقين والفتيات .واعتبر سمير الفراغ عاملاً أساسياً لانتشار الفساد الأخلاقي لدى كثير من الشباب ما يجعلهم أكثر عرضة للتوجه نحو الفوضى وأعمال العنف والتطرف والإرهاب نتيجة لغياب دور الأسرة والمدرسة .وفيما اشار الشاب محمد فرحان خريج ثانوية الى أن شهر رمضان فرصة لقراءة القرآن والصلاة ومحاسبة الإنسان نفسه على الزلل والتقصير، أكد ملازمته لأعمال الخير كقراءة القرآن في نهار رمضان وصلاة التراويح ومطالعة الكتب الدينية في لياليه .وقال فرحان “ إن بعض الشباب لا يستفيد من شهر المغفرة بالتقرب الى الله بالأعمال الصالحة فترى الكثير منهم يمرح في اللعب واللهو سواء بالمقاهي او الأسواق او تعاطي القات طوال ليالي رمضان “ .. لافتا الى السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها البعض نتيجة لسوء التربية والأخلاق من الأسرة نفسها وقلة علمه بأمور الدين والحياة . ويرى الشاب علي حليلة من كلية الآداب جامعة صنعاء أن رمضان شهر الإقبال على الطاعات والعبادات والخيرات والبركات وأيامه ولياليه لا تضاهى ببقية أيام وشهور العام .. مشيرا الى أن الصيام يمثل نشاطاً وصحة للإنسان وغذاء لروحه وتطهيراً للنفس من دنس الذنوب ودرنها والتقرب به الى خالقها طلبا للثواب والمغفرة .وقال حليلة “إن قراءة القرآن والاستماع الى الأشرطة الدينية من أبرز الأنشطة التي أقوم بها في رمضان إضافة الى الوجبة الدسمة لفكر الإنسان من خلال مطالعة الكتب التي أغذي بها عقلي بكثير من المواضيع” .. مضيفا أنه يمارس مع أصدقائه لعبتي الشطرنج والدمنة والخروج الى محلات الأتاري لقضاء بعض ليالي رمضان.الطالب عبدالعزيز الخزان خريج ثانوية يقول “إن رمضان شهر خصه الله بالعبادة والطاعة وليس لممارسة اللعب واللهو فينبغي على الشباب استغلال أوقاتهم في العمل الصالح كما حثنا ديننا الاسلامي على ذلك” .. مؤكدا أن نشاطه في رمضان يشمل معاودة المساجد وقراءة القرآن ومطالعة الفقه والشريعة الاسلامية.ونوه الخزان بدور الأسرة والمدرسة لتوعية النشء وتعليمهم وتهذيبهم بالأخلاق والتمسك بالعقيدة السليمة وانتهاجهم مبدأ الوسطية والاعتدال.. معتبرا الفراغ عاملا مساعدا على انتشار ظاهرة الغلو والتطرف وأعمال تتنافى مع العقيدة والشريعة الاسلامية .وعن دور وزارة الشباب والرياضة في توجيه الشباب التوجيه السليم أكد مدير عام النشاط الاجتماعي والثقافي عزيز الماوري حرص الوزارة على تنظيم بطولة ثقافية سنوية للإتحادات الرياضية والهيئات الشبابية والمنظمات الابداعية خلال رمضان بهدف إستغلال اوقات فراغ الشباب وصقل مواهبهم في شتى المجالات.ولفت الماوري الى أنه تم تسجيل هذه البطولة عبر البرنامج الإذاعي “ كأس النجوم “ الذي تبثه إذاعة الشباب مساء كل يوم في شهر رمضان الكريم .وأشار الماوري إلى أن إدارة النشاط الاجتماعي والثقافي تعمل على إقامة أنشطة ثقافية واجتماعية هدفها خلق التنافس بين شباب الاتحادات الرياضية والمنظمات الشبابية وإبراز مواهبهم في مختلف المجالات . وأكد أن الوزارة تساهم في استغلال فراغ الشباب واكسابهم مهارات أدبية وثقافية عبر المسابقة الثقافية التي تنفذها في صحيفة الرياضة الاسبوعية للعام الثامن على التوالي خلال شهر رمضان .وأشار الماوري الى أن الإدارة خصصت مليون ريال كجوائز مالية للفائزين في المسابقة الثقافية لتشجيع النشء والشباب والتنافس الخلاق بينهم.وأكد مدير النشاط الاجتماعي والثقافي بوزارة الشباب أنه يجري حاليا تنفيذ عدد من الفعاليات في أندية أمانة العاصمة تشمل ندوات دينية وأمسيات رمضانية أدبية وشعرية وأنشادية إضافة الى انشطة تنفذها فروع اللجنة الثقافية بالمحافظات تزامنا مع شهر رمضان .أستاذ القياس والإرشاد والتوجيه في أوساط الشباب الدكتور فتحي السقاف قال “ إن فراغ الشباب ليس بالأمر السهل وما نشاهده من سلوكيات خاطئة ينتهجها البعض في شهر رمضان الكريم يُعد علامة غريبة وسلوك دخيلاً على عادات وتقاليد المجتمع اليمني “.وأبدى السقاف مخاوفه من انحراف الشباب وانحلالهم الأخلاقي وانتشار البلطجة في اوساطهم .. معتبرا هذه المشكلة تحط من قيم وأخلاق الشباب والأسرة وتقودهم الى مستقبل مجهول .وحمل السقاف أولياء الأمور والمعلمين والجهات ذات العلاقة مسؤولية تربية النشء وتعليم الشباب وإيجاد بدائل تساهم في صقل مهاراتهم وقدراتهم في شتى المجالات .امام وخطيب جامع الطبري اسماعيل الفران أشار من جانبه الى أن رمضان شهر جهاد وعبادة وعمل وليس شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه البعض .. مؤكدا أهمية استغلال الشباب لأوقات فراغهم في هذا الشهر الفضيل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم “ اغتنم خمسا قبل خمس”، ومنها “شبابك قبل هرمك”.وقال الفران “إن واجب الشباب أن يستغلوا هذا الشهر في طاعة الله وحسن عبادته وتجديد التوبة الصادقة والإقلاع عن ارتكاب الذنوب والسيئات، والإلتزام بما اوجبه الله والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه عملا بقوله تعالى”ومَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عظيما “.وأضاف “ لقد اصبح الفراغ سببا رئيسيا في انحراف الشباب نتيجة لانتشار الفقر في اوساطهم وغياب الأسرة والمدرسة عن التربية ما يجعلهم أكثر عرضة لممارسة التطرف والغلو “ .وأكد الفران أهمية تضافر جهود الجهات المعنية والمنظمات الشبابية لاحتواء الشباب وتوفير بدائل وانشطة تسهم في استغلال اوقاتهم وتعزيز دورهم في البناء والتنمية .وأشار الى ان الجميع مسؤول عن الشباب كل في موقعه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته “ وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه “ علموا اولادكم فإنهم خلقوا لزمن غير زمانكم “ . وحث إمام وخطيب جامع الطبري وسائل الاعلام وخطباء المساجد على القيام بدورهم وتوعية الشباب بأمور دينهم والتفقه في الدين والابتعاد عن المفاهيم المغلوطة التي ليست من الاسلام في شيء.