بيروت/ وكالات:نزح أكثر من نصف مليون لبناني من الجنوب بسبب الهجوم العسكري الاسرائيلي كما اعلن رئيس الغالبية النيابية اللبنانية سعد الحريري واصفا هذا الهجوم بانه "مجزرة".وقال الحريري "ان نصف مليون لبناني نزحوا من منازلهم هؤلاء الناس لم يعد لهم منزل ولا سرير يأوون اليه ولا حليب لاطفالهم ولا ادوية".واضاف الحريري "ان الطريقة التي تستخدمها اسرائيل لقتل اللبنانيين غير مقبولة" رافضا "القاء المسؤولية على حزب الله او اي لبناني اخر". وقال "ان لبنان اليوم بحاجة الى وحدة الشعب اللبناني".ومع دخول الاعتداءات الهمجية الإسرائيلية على لبنان يومها الحادي عشر, تضاعفت معاناة اللبنانيين خاصة مع فقدان الكثير منهم لأبنائهم وأزواجهم وآبائهم وتحولهم إلى حياة التشرد والخوف.تقول أم علي وهي متشحة بالسواد من قمة رأسها إلى أخمص قدميها خلال نقلها إلى إحدى مستشفيات بيروت "أين علي وليلى وسهى ورنا؟ راحوا جميعا". مضيفة أنها الناجية الوحيدة من هجوم أودى بحياة كل أفراد أسرتها في قرية زيبكي قرب صور.وتابعت الأم المكلومة أنها لا تعرف أين دفنوا. "لا أعرف أي شيء البتة.. تركوني وشأني حتى أموت". وأطفال أم علي هم ضمن 105 دفنوا في مقبرة مؤقتة في أرض فضاء قرب ثكنات الجيش اللبناني في صور في وقت سابق.أما يوسف إسماعيل المدرس في إحدى قرى جنوب لبنان فقد صرخ "عاد الإسرائيليون", أثناء انطلاقه مع أفراد عائلته نحو مدينة صور وسط عشرات آلاف النازحين. وعلق يوسف الذي لجأ عند أقربائه في صور بقوله "ما حصل عام 1982 يتكرر". بدوره فر علي الشيخ حسين من بلدته لكن بعد فوات الأوان. فمقاتلات "إف 16" الإسرائيلية كانت استهدفت مدينة بنت جبيل ولم تخلف وراءها بحسب قوله سوى "الدخان والنار", وقال "سلكنا الطريق فيما الانفجارات تطاردنا". وأضاف الشيخ المسن الذي ترك عائلته عند بعض أصدقائه "لقد دمروا القرية, أنا واثق أن كثيرين لا يزالون تحت الأنقاض"."ليجتاحوا" هتفها بتحد محمود أبو زيد الذي عايش اجتياح 1982, مضيفا "يومها لم نكن نملك سوى بعض الأسلحة, ولكن اليوم ثمة مقاومة فعلية". ومع ثقة أبو زيد الكاملة بمقاتلي حزب الله إلا أنه سارع بطرح سؤال كبير يقض مضاجع اللبنانيين الذين يدفع بلدهم ثمنا باهظا ضريبة القتل والدمار على يد الإسرائيليين "ماذا بعد ذلك.. ماذا سيحصل؟ قد تأت تنظيمات سيئة..!.".وفي الضاحية الجنوبية بدت مناطقها التي يقطنها أغلبية من السكان الشيعة, وكأن زلزالا ضربها وأتى عليها بأكملها.فقد سويت مبان من ثمانية وتسعة طوابق بالأرض فيما خيم صمت تام على المنطقة وهو الصمت الذي لم يقطعه سوى وقع أقدام الصحفيين الذي قدموا لتفقد الأضرار الهائلة التي خلفها العدوان الإسرائيلي على تلك الضاحية. وتحت أنقاض المباني المدمرة كان من الممكن رؤية متعلقات شخصية من قبيل دمى الأطفال والأحذية وصورة العائلة والملابس.وكانت هناك صورة لعروس وعريس بين أنقاض أحد المباني بالقرب من المنزل الذي كان يضم المكتب الصحفي لحزب الله في منطقة بير العبد.وفي صورة من صور التضامن فتح اللاجئون الفلسطينيون في جنوب لبنان أبواب مخيماتهم في مدينتي صيدا وصور للنازحين اللبنانيين. وقالت مسؤولة اتحاد النساء الفلسطينيات آمنة جبريل إن "اللاجئين في مخيمي عين الحلوة والمية مية بشرق صيدا استقبلوا صباح اليوم مئات النازحين اللبنانيين في مبادرة تضامنية". وأضافت أن الفلسطينيين فتحوا أيضا مدارس المخيمات وقدموا فرشا وأغطية ومواد غذائية للنازحين. ويأتي ذلك فيما أعلنت مصادر رسمية لبنانية أن نحو نصف مليون لبناني نزحوا في أقل من خمسة أيام بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.
أكثر من نصف مليون نازح ولبنان يمر بكارثة إنسانية متنامية
أخبار متعلقة