غضون
قرر استاذنا أحمد الحبيشي أن “ الموضوعية تقتضي القول إنه ليس كل السلفيين إرهابيين، ولكن كل الإرهابيين سلفيون “ وفي مقاله الأسبوعي بجريدة “ 26 سبتمبر “ قدم الخميس الماضي شرحاً لتوضيح الفارق بين الاثنين .. السلفيين، والإرهابيين في تنظيم القاعدة الإرهابي ... استاذنا لم يفصل بين السلفيين والإرهابيين بل ميز بينهما، ولكن استاذنا الحبيشي لم يحدد معالم هذا التمييز ، وأنا أعذره لأن ذلك من الناحية العملية غير ممكن بحكم أن الاثنين في الأساس هما شيء واحد .. الفارق بين السلفيين الوهابيين وتنظيم القاعدة الإرهابي هو فارق في الدرجة .. فارق في التوقيت .. ليس فارقاً في النوعية ..صحيح أن هناك سلفيين غير مقاتلين ولم ينفذوا عمليات- إرهابية .. وهم يختلفون عن الإرهابيين في الدرجة والتوقيت أي أن الإرهابيين ينفذون عملياتهم الآن بينما السلفيون يقولون : هذا ليس وقته هذا ليس مكانه على المفجرين أن يتمهلوا قليلاً!تنظيم (القاعدة) الإرهابي يا أستاذنا أثبت أنه الذراع العسكري للسلفيين وهم لم ينكروا ذلك .. هات لنا شاهداً واحداً على إشهار السلفيين حرف “ لا “ في وجه القاعدة .. هات لنا دليلاً واحداً على أن الإرهابيين نفذوا أي عملية إرهابية من دون أن يبرروا ذلك بأقوال السلفيين وفتاواهم .. هات لي مثالاً واحداً لموقع سلفي لا ينشر بيانات القاعدة ويزكيها ويدعمها ، أو اذكر لنا أحد شيوخ السلفية غير الإرهابيين لم يؤيد أو على الأقل لم يقف موقف المحايد من الضربات التي لحقت بالإرهابيين مؤخراً في اليمن.السلفية الوهابية في السعودية تخلت عن تنظيم القاعدة الإرهابي جزئياً .. هناك من أدانها وكفرها .. هناك سلفيون كبار تراجعوا عن فتاواهم المدمرة .. وبالفعل رحلت القاعدة من السعودية وقرر التنظيم بداية هذا العام نقل مركزه إلى اليمن .. ولكن هذا حدث لأن تنظيم القاعدة ضرب ضربة ماحقة في السعودية من قبل قوات الأمنلأن الحل الأمني كان له أولوية في التعاطي مع الإرهابيين . أما تخلي السلفيين في السعودية عن (القاعدة) فذلك لأنهم استشعروا خطورة جرائمها ولأن استمرار دعمهم لها أضرّ بهم وبمصالحهم التي قرروا عدم التضحية بها من الإرهاب في هذه الدنيا الجديرة بالحياة.