سولانا: أموال إعادة إعمار غزة ستسلم للسلطة الفلسطينية
فلسطين المحتلة/وكالات:شل إضراب عام جميع المرافق في مدن وبلدات الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة أمس تضامنا مع سكان حي سلوان بالقدس في مواجهة الاستيطان الإسرائيلي، وذلك بعد إخطارهم من قبل سلطات الاحتلال بطردهم من منازلهم بمنطقة البستان في حي سلوان الملاصق للسور الغربي للمسجد الأقصى المبارك بحجة بناء حديقة عامة للمستوطنين.كما يأتي الإضراب بدعوة من منظمة التحرير الوطني الفلسطيني احتجاجا على استمرار الحفريات الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى. وقد أغلقت المحال التجارية والمدارس أبوابها في حين اعتبر اليوم عطلة رسمية لموظفي السلطة الفلسطينية.و أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن الإضراب ستتخلله «فعاليات شعبية وطنية من أجل حماية القدس وحماية أرض سلوان التي هي جزء لا يتجزأ من القدس».وأشار عبد ربه إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام جورج ميتشل الليلة (قبل) الماضية في رام الله أن السياسة الاستيطانية تعطل تعطيلا كاملا إجراء مفاوضات من جديد خاصة ما حدث لمنطقة البستان في حي سلوان بالقدس الذي وصفه بعمل في غاية الخطورة.وكانت قوات الاحتلال منعت أمس الأول المصلين من الرجال ممن هم دون الـ45 من دخول باحة الحرم القدسي الشريف لأداء صلاة الجمعة.وجاءت هذه الإجراءات الأمنية مع إعلان الفلسطينيين يوم غضب احتجاجا على محاولات الاحتلال لتهجير آلاف المقدسيين من حي سلوان جنوبي المدينة المقدسة تمهيدا لإقامة مشروع استيطاني على أنقاضه. وكانت «مؤسسة «الأقصى قد دعت الفلسطينيين للصلاة الجمعة في حي سلوان المقدسي لمؤازرته في مواجهة مخططات الاقتلاع والترحيل التي بدأت منذ العام 1967.وصرح الشيخ رائد صلاح رئيس مؤسسة «الأقصى» بأن الاحتلال يواصل سياسة التطهير العرقي في المدينة واستكمال الطوق الاستيطاني حول المسجد الأقصى تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم ودعا العرب والمسلمين لمساندة القدس وحث السلطة الوطنية للتحرك الجاد لإنقاذها.وشدد الشيخ صلاح على ضرورة تثبيت أهل القدس ومساعدتهم في الصمود ومد يد العون لهم، وأوضح أن ما يحدث في الحي «ليس مفاجئا، فمن يتابع مأساة القدس الشريف ووفق المخططات الاحتلالية الإسرائيلية هناك مخطط للعام 2050 بتطهير كامل القدس من الوجود الفلسطيني».وأمام رفض الأهالي لمخططاتها واصلت بلدية القدس المحتلة وتحت حراسة مشددة من الشرطة مسحا هندسيا لمداخل عدد من بيوت أهل البستان وتصوير الأزقة وأسطح المنازل، ووزعت إخطارات هدم لنحو 90 بيتا وطرد 1500 فلسطيني من منازلهم في المنطقة.ويؤكد عضو لجنة الدفاع عن حي سلوان فخري أبو ذياب أن هدم منازل سلوان يعني التقدم نحو المس بالمسجد الأقصى ويشدد على حيوية التفاف الفلسطينيين والعرب حول سكان سلوان والمقدسيين، ويضيف «حتى الآن يتصدر فلسطينيو 48 حملة مؤازرتنا، وهذا طبيعي فأرضنا واحدة ومصيرنا واحد ونحن شعب واحد مسلم ومسيحي». على صعيد أخر قال المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إن الأموال التي سيساهم بها الاتحاد في إعادة إعمار قطاع غزة ستسلم للسلطة الوطنية الفلسطينية.وأضاف سولانا في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أنه لا حاجة للبحث عن آلية أخرى لتمويل إعادة إعمار القطاع غير آلية تسليم الأموال للسلطة الفلسطينية.وأكد المسئول الأوروبي أن مؤتمر إعادة إعمار القطاع الذي سينعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية الاثنين المقبل لن يقدم فقط أموالا للسلطة الفلسطينية بل سيوفر لها أيضا دعما سياسيا.وأكد سولانا استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في العمل بمعبر رفح على الحدود بين مصر وغزة فور إعادة فتحه بتوافق كل الأطراف المعنية.من جهته قال عباس إنه بحث مع سولانا الأوضاع الفلسطينية والحوار الداخلي و»السير بخطوات ثابتة تجاه المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية».وأضاف أن الجانبين ناقشا المفاوضات الجارية لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، مطالبا إياها بأن «تلتزم بالالتزامات السابقة وألا تعود بنا إلى نقطة الصفر».ودعا الرئيس الفلسطيني الحكومة الإسرائيلية المقبلة إلى «وقف النشاطات الاستيطانية وتطبيق خطة خريطة الطريق»، معتبرا ذلك من «متطلبات الشرعية الدولية التي يفترض أن تلتزم بها السلطات الإسرائيلية».وقال سولانا بدوره إن الاتحاد الأوروبي سيتعامل مع الحكومة الإسرائيلية المقبلة «وفق برنامجها»، و»حسب درجة التزامها بما وقعت عليه الحكومة الإسرائيلية الحالية من التزامات»، مثل الحل القائم على الدولتين وتجميد الاستيطان.وجاءت زيارة سولانا إلى رام الله بعد أنهى أمس الأول زيارة قصيرة إلى قطاع غزة إلى جانب وزير الخارجية النرويجي يوناس غار شتور حيث اطلعا على الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.