كتب/ اقبال علي عبدالله- التاريخ يعيد نفسه في مشاهد تؤكد عظمة شعبنا ووفاءه لقائده الذي بكل تجردٍ وإنكار للذات صنع التاريخ الحديث للوطن بكل صوره المشرفة.. مشاهد تاريخية نشاهدها اليوم أشبه بما شاهدناه يوم أعاد القائد الرمز الرئيس علي عبد الله صالح للوطن كرامته ومجده في الثاني والعشرين من مايو 1990م يوم تحقيق الوحدة المباركة، التفاف جماهيري واسع حول القائد.. تلك المشاهد نفسها نراها اليوم تتجدد بالتفاف لا نظير له من كافة شرائح المجتمع حول القائد الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية لإثنائه عن قراره عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في سبتمبر القادم.- "86" ألف وثيقة و"14800" فعالية ناشدت فخامة الرئيس علي عبد الله صالح الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة.- مئات المناشدات مهرت بالدم من أطفال وطلاب وشيوخ وحتى المعاقون تناسوا آلامهم ومعاناتهم، وناشدوا الرئيس ألا يتركهم بعد أن أعاد الأمل إلى حياتهم، وأمّن لهم المستقبل بكل كرامة.- الملايين من أبناء شعبنا خرجوا طواعية دون ضغط أو إيعاز من سلطة أو حزب، إلى الشوارع ليعبروا في مسيرات ومهرجانات لم يشهد مثلها الوطن إلا عند تحقيق الوحدة في مايو 1990م والانتصار لها في يوليو 1994م.- الملايين وفيهم من أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني رددوا في صوتٍ واحدٍ ملأ سماء الوطن بسيمفونية رائعة : "قسماً .. أنت قائدنا".. "لا تتركنا يا فخامة الرئيس" .. "نحن في أمس الحاجة إليك لتكمل مشوار ما حققته للوطن من إنجازات عملاقة".. "لن نرضى بغيرك بديلاً وقائداً للوطن ومسيرة البناء".. "لقد أثبتت لنا التجارب الكثيرة معك أنّ لكم قدرة فائقة على تحويل الحلم إلى واقع معاش والأمنيات إلى حقائق ملموسة".. "عهدناك رجل المواقف الصعبة وصانع انتصاراتنا العظيمة وفي المقدمة تحقيق وحدة الوطن"، "واصل قيادة المسيرة يا قائدنا نحن معك سنكمل المشوار".- هذه الكلمات وغيرها التي صرخت بها حناجر الملايين وهي تجوب الشوارع في عواصم المحافظات، عبرت عن القلق الذي يعتري المواطنين من النتائج التي ستؤول على الوطن ولا يعلمها إلا الله لو أصر فخامة الرئيس على عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة.. وهو قلق مشروع لما حققه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح من إنجازات لا يمكن تعدادها في سطور ولا حتى مجلدات، ولو عدنا إلى ما كانت عليه الصورة في اليمن قبل قيادة الرئيس علي عبد الله صالح في يوليو 1978م وصورة الوطن اليمني اليوم هناك بون شاسع لا يتصوره عقل.. كان اليمن بلداً يحكمه الجهل والمرض والفقر وانعدام كامل للبُنية التحتية للدولة الحديثة.. وفقدان للأمن والاستقرار.. وهو اليوم يسابق الزمن، وأبناؤه يتمتعون بالأمن والاستقرار والحرية الشخصية وحماية كرامتهم.- هذه الإنجازات وغيرها التي يتمتع بنعيمها المواطن اليوم.. جعلت كل أبناء شعبنا قلقين عليها إذا أصر فخامة الرئيس علي عبد الله صالح على عدم الترشح لدورة رئاسية ثانية وفق ما أعطى الدستور الحق في ذلك.- هذه المشاهد التاريخية، كبرت أمس في المؤتمر الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام الذي يواصل أعماله اليوم - الخميس -، لتسمية مرشح المؤتمر الشعبي في الانتخابات الرئاسية.. فأكد المشاركون تمسكهم بالرئيس علي عبد الله صالح مرشحاً للمؤتمر الشعبي.- وقاطع المشاركون مراراً فخامة رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام أثناء إلقائه كلمته التاريخية أمام المؤتمر محاولاً في كلمته تأكيد تمسكه بعدم الترشح في الانتخابات، فكانت الصورة تاريخية، المؤتمريون وبصوتٍ واحدٍ وهم يمثلون غالبية أبناء الشعب قالوا للرئيس القائد "لا .. لن نختار غيرك قائداً للوطن".- نعم .. كان صوت المؤتمريين هو صوت كل أبناء شعبنا في الداخل والخارج.. صوت يتوجب على فخامة الرئيس علي عبد الله صالح أن يسمعه، لأنّه صادر من إرادة شعب سكن الرئيس في ضميره وقلبه وحدقات أعينه.. شعب أكد أنّ الرئيس بوحي من ضميره - ضمير الشعب، يتوجب عليه مواصلة مسيرة العطاء فهو الذي أعطى عمره وكل همه لهذا الوطن وألغى من أجندة حياته اليومية منذ تولى قيادة الوطن في السابع عشر من يوليو 1978م معاني الراحة وكرّس كل جهده من أجل سعادة المواطن أينما كان في الجبال والسهول والوديان وفي الصحارى.. شارك البسطاء والفقراء حياتهم وأدخل الأمل إلى حياتهم بمستقبل مزدهر وآمن.- نقول في الختام.. يا فخامة الرئيس نحن بحاجة إليكم.. الوطن بحاجة إليكم.. طريقنا الآمن إلى المستقبل بحاجة إليكم.. لا تتركنا وأنت الذي جعلتنا تحت قيادتك نعيش أحراراً نتباهى بين الأمم.. استجب يا فخامة الرئيس لنداء الأطفال .. وصوت كل أبناء الوطن .. وواصل قيادة المسيرة.. فالوطن بك يكبر ..