بعد مرور ست سنوات على رحيله
الطيب فضل عقلانالفنان الراحل القدير محمد سالم بن شامخ رغم مرور ست سنوات على رحيله إلا أنه ما يزال شامخاً في سماء الأغنية اليمنية فقد أعطى خلال حياته جملة من الألحان الغنائية والأناشيد الوطنية الرائعة التي خلدته في قلوبنا وقلوب عشاق فنه الأصيل والجميل.لقد كابد وعانى حتى وصل إلى القمة بصوته الجميل والحانه العذبة الرقيقة، بل ونقل الأغنية إلى مساحات عربية ودولية وكذلك إلى كافة دول الخليج العربي تميز بعشقه لخالد الذكر محمد جمعة خان وتفرد بأداء روائعه نتنقل سوية في زمن الذكريات للعصر الذهبي للأغنية اليمنية.. ومن باب الوفاء نتذكره.[c1]بن شامخ والبداية: [/c]محمد سالم بن شامخ من مواليد المكلا عام 1929م والده فنان شعبي وخاصة في لعبة الشبواني وكان يجيد بمهارة واتقان صناعة (الجنابي والسيوف اليمنية) توفى الوالد وعمر فناننا سنة، وقال أحد الشعراء الشعبيين في بن شامخ قصيدة عمرها إلى اليوم 71 عاماً.لا سار بن شامخ علينا إيش يخاطب بن دحي لو هو بخيره ما بغينا ولد بن شامخ يسير لو خيرونا في موالي الكاف وأموال التوي راضي بن شامخ هو فقري وأنا مثله فقير أول أغنية قدمها كانت من الحان الفنان محمد جمعة خان بعنوان (نعم طيب الأنفاس) وتميز وعمره 25 عاماً بترديد أغاني محمد جمعة خان... تعلم العزف على آلة الإيقاع على يد الفنان (سعيد أبوبكر بكيران) وأول لقاء له مع الجمهور كانت أغنية (عيني لغير جمالكم لا تنظروا).. ومنذ عام 1959م بدأ مرافقاً للفنان محمد جمعة خان كعازف على آلة الإيقاع إضافة إلى مشاركته (كورس) ومصاحبة الفنان محمد جمعة خان إلى كل حفلاته الفنية وكذلك تسجيلاته للإذاعة والتلفزيون حتى تشرب منه أصول اللون الحضرمي في الأغنية اليمنية.يوم الخميس 1964/12/17م انتقلت روح محمد جمعة خان إلى ربها فنظم محمد سالم بن شامخ قصيدة رثاء مع أنه لم يكن يكتب الشعر حينها قال فيها: يوم الخميس الصبح نكد خاطري من حين فاجأنا الخير خدنا الندم على (بوعلي) والشوق على زعيم الفن لي هو عمدتي هو نون عيني والبصروأصبحت أنا لا اطعم ولا ماء ذوقبكيت وأحتنيت له من خاطري وتذكرت وقته ذي عبر ريقي يبس وسط الحنجرة مطبوق كل المكلا غدرت على (بوعلي) كل عين صبت له مطر وأمسى فؤادي عليه محروقتعلم العود على يد الفنان محمد جمعة خان (وقد أعاره السيد حسين البار) عوده الخاص لمدة ستة، حتى استطاع شراء عود (بستين شلناً) من صانع الأعواد الفنان سالم با طرفي...تلقى دعوة للمشاركة في حفل الجمعية الحضرمية في عدن وكان نجوم الحفل الفنان محمد مرشد ناجي والفنان أبوبكر التوي، وكانت تلك الحفلات تلهب حماس الجماهير في ظل وجود الاستعمار البريطاني وقدم بتلك الحفلة أغنية وطنية من كلمات الشاعر (حسين محمد البار) والحان الفنان (ناصر الحبشي) وتقول القصيدة... مــن حضرموت إلى عـدن[c1] *** [/c]وطني إلى صنعاء اليمــــن ومـن المحيط إلى الخليـــج[c1] *** [/c]من حضرموت إلى عـــــدن وطـن وشعب واحــد[c1] *** [/c]يشقـــى معــــاً ويكابــــد رغم المصــــاعب صامـــــــــد[c1] *** [/c] من حضرمــــوت إلى عدن يا شعب ما هــــذا الهجــــــوع[c1] *** [/c]أفما سئمت من الدمـــوع ومن المهانــــــة والخضـــــوع[c1] *** [/c]من حضرموت إلى عــدن إذا لـــــم نحطم قيدنـــا[c1] *** [/c]ذا لم نحرر أرضنـا لا نستحق ســـــوى الغنــــاء[c1] *** [/c] من حضرموت إلى عـدن ولاحظوا الحس الوطني المبكر ودور الفنان الايجابي نحو تحرير الوطن.. وطبعاً بعد الحفل مباشرة تم إيقافه بقسم بوليس عدن لمدة ثلاث ساعات ثم أفرج عنه بعد وساطة أهل الخير. أول الحانه أغنية (حبيبي ورد في غصنه) من كلمات الشاعر حسين البار وعندما زار بيروت أعطاها للفنانة اللبنانية هيام يونس وذلك عام 1975م وخلال حياته في مدينة المكلا كان نتاجه الغنائي وصل إلى (12) أغنية أشهرها أغنية (شني يا مطر شني) أول ما سجل للإذاعة عام 1958م أغنيتين وفي 1967م سجل ست أغنيات أربع من الحانه وأغنية (عنب في غصونه) كلمات والحان الشاعر حسين أبوبكر المحضار وأغنية (ولما التقينا) من الحان محمد جمعة خان.[c1]التلحين والانتشار[/c]في 1968م التقى بالصوت الجميل الفنان عوض أحمد وكانت باكورة اللقاء أغنية (ذا خرج فصل والثاني طاب السمر) ثم شكل ثلاثيا جميلاً مع الشاعر ناصر علوي الحميقاني والفنان عوض أحمد وأعطاه عدداً من الأغاني الخالدة (يا جمال) (كفاية ذي حصل منك) (بلبل سحرني جماله) وتبنى ظهور الفنان عبد الرحمن الحداد في بداية ظهوره وأعطاه عدداً من الأغاني منها (عشنا كذا عشنا) من كلمات الشاعرة ميمونة أبوبكر وعندما التحق بالفرقة الموسيقية التابعة للقوات المسلحة كان وراء ظهور عدد من الفنانين منهم (سعيد أحمد بن أحمد) (ياسين علس) رحمة الله عليهم.. في عام 1987م التحق بفرقة إدارة الثقافة بعدن التابعة لوزارة الثقافة والسياحة آنذاك وقدم العديد من الألحان لعدد من الفنانين مثل الفنان أنور مبارك بأغنية (نجوى الحبيب) وآخر لحن له كان (من ينصف المظلوم) كلمات الإعلامي صلاح بن جوهر وغناء الصوت العذب فيصل الصلاحي.[c1]الغناء للوطن[/c]قدم الراحل حوالي (ثلاثين أغنية وطنية) بصوته وأصوات آخرين أكد انتماءه الصادق للوطن، ورفع اسم الوطن عالياً من خلال مشاركته العربية والدولية.. عربياً لبنان وجمهورية مصر العربية حيث شارك ضمن مسرح البالون بأغنية وطنية (يا بلادي) كلماته وألحانه، كما شارك في فرنسا وقدم الوجه المشرق للأغنية اليمنية وكان له أيضاً تسجيل خمس اسطوانات في لبنان لشركة العماري للاسطوانات / جدة هكذا كان الفنان القدير محمد سالم بن شامخ بعطائه الجميل وعشقه للفن الأصيل، لقد خسرت بلادنا فارساً من فرسان الأغنية اليمنية بل ورمزاً وطنياً تمرغ في تراب الوطن الغالي، ألف رحمة عليك يا أبا سالم وإنا لله وإنا إليه راجعون... [c1]تحية خاصة[/c]شكراً للابن البار رياض محمد سالم بن شامخ الذي أعاد الزمن إلى القدم حيث أسمعنا عدداً من الأغنيات الجميلة للراحل التي نعتبرها ثروة علينا الاعتزاز بها وشكراً لمنتدى الباهيصمي الذي يتعامل بوفاء مع كل المبدعين.[c1]همسة[/c]يا نسيم الصبا با تخبر عامحبين لي في عدر بعدهم ما سمعنا دقة العود. (حسين المحضار)