لندن/14 أكتوبر/ماثيو توستفين: حصل القراصنة الصوماليون الذين أفرجوا عن ناقلة النفط السعودية العملاقة على فدية قدرها ثلاثة ملايين دولار حسب ما ذكره أعوان لهم. إنه مبلغ كبير من المال في واحدة من أفقر دول العالم وأكثرها معاناة من ويلات الحروب. لكن المياه قبالة سواحل الصومال باتت أكثر ازدحاما من أي وقت مضى بالسفن الأجنبية التي تحاول وقف القراصنة. والى جانب جعل الحياة أكثر صعوبة على الخاطفين أصبحت هذه القوات تجسيدا حقيقيا لانتقال النفوذ العالمي الذي كثر الحديث عنه من الغرب إلى الشرق فيما يتعلق بالقوة العسكرية فضلا عن القوة الاقتصادية. ويثير هذا تساؤلا بشأن ما إذا كان هذا سيؤدي إلى تعاون وثيق أم خصومة أم شيء لا يمكن التكهن به. وفي الأسبوع الماضي أعلنت الولايات المتحدة أنها تعتزم تدشين قوة خاصة لمكافحة القرصنة تتفرع عن قوة ائتلافية بحرية موجودة بالمنطقة بالفعل منذ بدء «الحرب ضد الإرهاب» التي قادتها الولايات المتحدة ضد أفغانستان عام 2001 . ولم يتضح بعد ماذا سيعني هذا على الصعيد العملي إذ أن السفن الأمريكية جزء بالفعل من قوات تحاول وقف قراصنة العصر الحديث المزودين بزوارق سريعة وقذائف صاروخية. ولم يتضح أيضا أي الدول التي ستنضم إلى القوة التي تقودها الولايات المتحدة بدلا من العمل بموجب تفويضها الخاص. وجاء الإعلان الأمريكي بعد يومين من بدء السفن الصينية مهمة لمكافحة القرصنة في خليج عدن. وهذه هي المرة الأولى التي تبحر فيها سفن حربية صينية إلى إفريقيا بخلاف الزيارات الودية منذ قاد الأميرال شينج من أسرة مينج أسطولا قبل 600 عام. واستقبل الانتشار الصيني بتدقيق كبير من جانب المجتمع الاستراتيجي من نيودلهي إلى واشنطن. ولحق الصينيون بدول أسيوية أخرى. وللهند سفن بالمنطقة بالفعل. وكذلك ماليزيا التي أحبطت قواتها البحرية هجوما واحدا على الأقل للقراصنة هذا الشهر. اما روسيا التي تريد إعادة تأكيد قوتها فأرسلت سفينة حربية بعد ازدياد القرصنة في خليج عدن بين الصومال واليمن. وللاتحاد الأوروبي بعثة هناك. وبالنسبة للدول الأسيوية هناك سبب وجيه لإرسال سفن حربية. فهذا هو الطريق التجاري الرئيسي للأسواق في أوروبا وقد خطفت سفن لها. وترفع الهجمات على سفن الشحن تكاليف التأمين وتضطر بعض السفن إلى استخدام كم اكبر من الوقود عند سلوكها الطريق الأطول والأكثر أمنا حول إفريقيا بدلا من سلوك قناة السويس. لكن المؤكد أن هناك أدلة تدعم تقرير مجلس المخابرات القومي الأمريكي «الاتجاهات العالمية 2025» فيما يبدو والذي صدر في أواخر العام الماضي و أبرز التراجع النسبي في نفوذ واشنطن طويل المدى في مواجهة صعود الصين والهند. والى جانب أن هذه فرصة للقوى العالمية القديمة والجديدة لإظهار قوتها فيما يتعلق بالأرقام فإن عمليات مكافحة القرصنة قبالة الصومال يمكن أن تكون اختبارا للفاعلية نوعا ما. وفي حين ستفوق المعدات التي تملكها القوات البحرية تلك التي يملكها القراصنة دوما فإن القوى الجديدة قد تستفيد من وضع قواعد للاشتباك أكثر قوة. لكن هذا قد يؤدي الى ارتكاب أخطاء. وفي نوفمبر أعلنت الهند نجاحها في إغراق سفينة للقراصنة. ثم تبين فيما بعد أن سفينة تايلاندية تحمل معدات صيد تم إغراقها اثناء محاولة خطفها. وأبلغ عن فقد معظم أفراد طاقمها. وهناك مساحة شاسعة من المياه يجب تغطيتها وهذا أحد أسباب الصعوبة الشديدة التي تواجهها القوات البحرية في وقف جرائم الخطف لكن وجود عدد كبير من القوات البحرية بنفس المنطقة وفي نفس الوقت لابد وأن يثير تساؤلات بشأن مدى الكفاءة التي ستعمل بها معا.
نظام العالم الجديد يتشكل قبالة ساحل الصومال
أخبار متعلقة