بعدما كانت الغلبة للاعب البرتغالي الموسم الماضي
نيقوسيا / 14 اكتوبر / متابعات:لن يجد الكثير من النقاد والمدربين صعوبة تذكر في اختيار أفضل لاعب في العالم لعام 2009، بل تكفيهم متابعة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي تجمع مانشستر يونايتد الإنكليزي حامل اللقب ببرشلونة الإسباني على الملعب الأولمبي في روما، لمعرفة «الملك» المتوج لهذا العام.وتشكل المباراة «الحلم» بين أفضل فريقين في أوروبا، فرصة لمواجهة بين المرشحين الأبرز لتلك الجائزة وهما البرتغالي كريستيانو رونالدو حامل اللقب ونجم مانشستر يونايتد والأرجنتيني ليونيل ميسي وصيفه ونجم فريق برشلونة.وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم اختار كريستيانو رونالو أفضل لاعب في العالم لعام 2008 في الاستفتاء السنوي الخاص باختيار أفضل لاعبي اللعبة.وحل ميسي في المركز الثاني، فيما حل الإسباني فرناندو توريس لاعب ليفربول الإنكليزي في المركز الثالث.وكان ميسي حل ثانيا ورونالدو ثالثا خلف البرازيلي كاكا لاعب فريق ميلان الإيطالي والذي نال جائزة أفضل لاعب لعام 2007 .ولاشك في أن الفريق الفائز بدوري أبطال أوروبا سيمنح نجمه فرصة شبه مؤكدة لنيل اللقب، سيما أن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي يخوضان المباراة النهائية وهما متساويان تقريبا في كل شيء، لأن الأول قاد فريقه إلى إحراز 3 القاب هذا الموسم وهي كأس العالم للأندية في طوكيو، وكأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة، وبطولة الدوري المحلي، في حين قاد ميسي فريقه إلى الثنائية المحلية (الدوري والكأس).ويعتقد كثيرون أن وصول برشلونة ومانشستر يونايتد للمباراة النهائية هو بحد ذاته ترجمة لتألق اللاعبين المستمر من الموسم الماضي.ويدرك اللاعب كريستيانو رونالدو أنه قادر على الاحتفاظ بلقبه حال تمكن من قيادة «الشياطين الحمر» لإحراز اللقب الرابع في البطولة وتكرار ما حصل العام الماضي، حيث كان لفوز مانشستر باللقب الأوروبي على حساب تشيلسي، دورهام في اختيار النجم البرتغالي كأفضل لاعب في العالم وبفارق كبير عن أقرب منافسيه.وترك رونالدو بصمة مهمة على أداء مانشستر، سيما في الدوري الإنكليزي الذي حل فيه ثانياً في ترتيب الهدافين بعد ساهمت أهدافه المؤثرة في احتفاظ الـ «مان يونايتد» بلقبه متساوياً في عدد الألقاب مع ليفربول (18 لقبا لكل منهما).وسجل رونالدو 26 هدفاً في مختلف المسابقات هذا الموسم، علماً بأنه غاب لـ 3 أشهر في مطلعه بعد خضوعه لعملية جراحية في كاحله.أما في دوري أبطال أوروبا، فاقتحم جميع الأرقام القياسية، فهو الأكثر لعبا (920 دقيقة)، والأكثر تسديدا (65 تسديدة)، والأكثر تعرضا للأخطاء (36 مرة) وهذا بحد ذاته يبرز المجهود الذي بذله في البطولة.ولم يؤثر «حلم الانتقال» إلى ريال مدريد الإسباني على تألقه، رغم أن الأمر كان مدار أخذ ورد منذ بداية الموسم، وحتى قبل أيام من المباراة النهائية، بعدما أبدى الإسباني فلورنتينو بيريز المرشح لتولي رئاسة ريال مدريد الإسباني رغبة في التعاقد معه.وإذا كان كريستيانو رونالدو أعلن أنه حسم أمره بالبقاء في «اولد ترافورد», فإن الفوز بالبطولة الأوروبية قد يجعله يبحث عن تحقيق حلمه وإحراز الألقاب مع فريق آخر.ميسي يبحث عن مجده الأوروبي من جهته رسم الأرجنتيني ليونيل ميسي لنفسه طريقاً تصاعدياً منذ انطلاق الموسم، وبدا للجميع أنه يمثل أكثر من نصف الفريق، حتى أن البعض ذهب للقول أن ميسي الذي يحتفل في الرابع والعشرين من الشهر المقبل ببلوغ الـ 22 عاماً مدين للمدرب جوزيب غوارديولا بالنجاح الذي حققه الأخير مع البارسا في عامه الأول بإحرازه بطولة الدوري وكأس إسبانيا والتأهل للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.ولعبت أهداف ميسي الـ 37 (8 في دوري أبطال أوروبا توجته هدافاً، و23 في الدوري و6 في الكأس)، وانطلاقاته الصاروخية وتمريراته الحاسمة دورا فعالا في التألق الذي عرفه «البارسا» هذا الموسم. فهو كان الأبرز في المباراة التي فاز فيها الفريق على ريال مدريد 6 - 2 في الدوري على ملعب «سانتياغو برنابيو» معقل الريال، كما صنع الهدف الثمين الذي سجله زميله انييستا في شباك تشيلسي الإنكليزي في الدقيقة الأخيرة من مباراة اياب الدور نصف النهائي محرزا التعادل (1-1) ليبلغ فريقه المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.ولم يكن مستغرباً أن تطالب الجماهير الكاتالونية من المدرب غوارديولا باستبدال «الجوهرة» أواخر المباراة التي تغلب فيها برشلونة على أتليتكو بلباو 4 - 1 في نهائي كأس ملك إسبانيا إثر تعرضه للركل أكثر من مرة ولكونها تعلق عليه آمالا كبيرة أمام مانشستر يونايتد لاحراز الثلاثية، لكن «بيب» رفض التغيير.ويدرك ميسي معنى التواجد في مباراة نهائية والشعور الذي يولده الفوز بالكأس وهو ما ترجمه فعليا في نهائي كأس اسبانيا بتسجيله الهدف الثاني والفرحة الغامرة التي ظهرت عليه مع إطلاق الحكم صافرته.وحرمت الإصابة ليونيل من التواجد مع برشلونة في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2006 أمام آرسنال الإنكليزي والتي فاز بها الفريق الكاتالوني 2 - 1، كما غاب بعد 6 أشهر عن نهائي كأس العالم للأندية في اليابان والذي خسره الفريق بهدف أمام انترناسيونال البرازيلي.وقبل أيام من اللقاء أمام مانشستر، رفض ميسي عرضاً من مانشستر سيتي الإنكليزي بدفع الشرط الجزائي في العقد الموقع مع برشلونة وقيمته 150 مليون يورو، وأجر سنوي للاعب يصل إلى 10 ملايين يورو.