بمناسبة ذكرى استقلال جمهورية جيبوتي
جمهورية جيبوتي .. هي بحكم موقعها الجغرافي تمتلك مقومات النهوض التنموي اما عندما تتوفر الارادة السياسية فان الاحلام تغدو واقعا واحلام الاشقاء في جمهورية جيبوتي اليوم تبدو ممكنة من خلال قيادة سياسية حصيفة تمكنت من جمع جهود السلطة والمعارضة باتجاه الوطن وقضاياها الرئيسية وتعزيزا لاستقلاله في 27 يونيو 1977م.فالسيد اسماعيل عمر جيليه .. شخصية وطنية تمتلك مقومات حقيقية في ادارة دفة بناء دولة عصرية عصبها التعليم وتنوع المشاريع الاقتصادية واجادة استغلال ما هو متاح من موارد محلية.بهذه العقلية والروح الوطنية بدأت ولاية السيد الرئيس اسماعيل عمر جيليه الثانية .. وهو الرئيس الذي يحظى بمحبة ابناء شعبه لما عرف عنه من تفان وسعي حثيث من اجل رفع مستوى جيبوتي وتنويع مواردها.ليس ذلك فحسب بقدر ما أدت جيبوتي دورا محوريا في تقريب وجهات الئظر بين اشقائهم في الصومال فبعد تولي الرئيس جوليه باربعة اشهر أي بعد العام 1999م سعى الى مصالحة حقيقية بين جيرانه الصوماليين وهي المصالحة التي مهد لها بعدد من اللقاءات التشاورية مع بعض الشرائح الصومالية كرابطة المثقفين والعلماء وشيوخ القبائل.اما محطة المؤتمر المشار اليه سلفا فقد كانت مثمرة لولا طبيعة الاجهاض لمثل هذه النتائج من قبل بعض الاطراف الصومالية التي تعيش على الفوضى ولاتسعى للامن والطمأنينة والوئام.وبالعودة الى ما تحقق في عهد سيادة فخامة الاخ الرئيس اسماعيل جيليه لابد من الاشارة الى قضية محورية هي ان اولويات نشاط الحكومة الجيبوتية والمتمثلة بحالة انعاش غير مسبوقة لمجال البنى التحتية التي تعد مقياسا اساسيا تقام عليها قاعدة الانشطة الاقتصادية والتطورات الميدانية الواسعة التي تستوعبها جيبوتي البلد الذي تستطيع الجزم بانه ماض وبقوة واصرار الى رحاب التطور والنمو.ولعل فكرة البدء بميناء (عصب) وتحديثه تعد نقطة انطلاقة واقعية للانشطة الاقتصادية في جيبوتي ناهيك عن طبيعة التبدلات في البنى التحتية بصفة عامة كما هو حال الطرقات والخدمات الصحية والتعليمية اذ ولاول مرة يمكننا الحديث اليوم عن جامعة جيبوتية في عهد الرئيس اسماعيل عمر جيليه ناهيك عن عدم تواني القيادة الجيبوتية في جعل هذه المنطقة من العالم آمنة بدليل ما تبذل جيبوتي من جهود واضحة في محاربة الارهاب باعتبارها من المراكز الآمنة في هذا المضمار.ومما لاشك فيه اننا ابناء الصومال نعد هذا البلد الشقيق حضن امن كثيرا ما اوكلت له العناية الالاهية تقديم يد العون والمصالحة لابناء الصومال الذي يعيش نكبته منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما.وهي ذات الجهود المخلصة التي تلتقي بها جيبوتي مع اليمن الشقيق فيما يقدمان من جهد لابناء الصومال سعيا منهما نحو تقريب وجهات النظر بين الفرقاء وتحقيق الوئام الذي يعد الطريق الوحيد الذي يعيد الجميع الى احضان وطن آمن ومزدهر بعيدا عن اصوات الرصاص ومسارح العنف وانبعاثات البارود التي رسمت شوما على محيا وطن يمتلك الكثير من المقومات والخيرات التي ينبغي ان تستغل لرفاهية ابنائه ولكن هذا لن يحدث الا حين يضع الجميع من على كاهله صخرة (سيزيف).وحتى لايأخذني الوصف في خضم الشأن الصومالي المؤسف اعود الى ربوع جيبوتي العزيزة والى عطاءات قائدها العزيز فخامة الرئيس اسماعيل عمر جيليه صاحب التجربة العريقة في قيادة نضالات شعبه صوب الاستقلال والرجل الذي جمع اقطاب السلطة والمعارضة للصلاة من اجل الوطن الذي ينهض من تحت ركامات الماضي الى رحاب الحاضر وتطوراته.ولعل من مميزات راهن التجربة الجيبوتية وضع في صدارة الاهتمامات الجانب المعرفي او التعليمي الذي يعد من اولويات فخامة السيد الرئيس الراهن والمتلخصة .. بزيادة مدارس التعليم الأساسي والثانوي وصولاً إلى الجامعة الجبوتية التي هي من عنادية " العصر " ومن تجليات القيادة الوطنية المخلصة لهذا البلد الشقيق الذي نتوقع لع أن يتجاوز مساحته الجغرافية الصغيرة إلى التواجد الفاعل والمؤثر في قلب الحياة العصرية الحديثة ليس عبر بوابة ميناؤها ومطارها الدولي فحسب ولكن عبر ما يمكن بعثه من مشاريع استثمارية متنوعة .. يمثل امتدادها مع الجوار الجغرافي الأفريقي والعربي مصدر ثراء لتطورها وتوسعها العارم .فجبوتي التي تقع على ملتقى الطرق البحرية بين أوروبا وآسيا وأفريقيا ناهيك عن موقعها على أحد المناطق المائية الأكثر ازدحاماً بحركة السفن توفر عبر إدارة شؤون البحرية أفاقاً متجددة لما لها من سجل ناصع على هذا الصعيد .حقاً لقد أدهشتني التجربة الجيبوتية الرائدة عبر عدداً من الأطر والتشريعات والنظم الإدارية الحصينة في إدارة دفة الدولة صوب المستقبل بكل عناوينه الموجهة بغدٍ أفضل وتحسين حقيقي في حياة السكان .فتقوية قطاع الخدمات والمنطقة الحرة بالإضافة إلى تمتين دعائم نظام سياسي يوفر الطمأنينة والأمان على الربوع الجيبوتي .. إلى جانب جملة الإصلاحات في النظم القضائية والمالية والإدارية والتقليل من العجز في الميزانية وتنقية المالية العامة وإطلاق عدداً من المشاريع التنموية والتقليل من البطالة .خطوات هدفها دون شك تحسين ظروف المواطن ورفع مستواه الصحي والمعيشي , وكل ما سلف هو حصيلة الوئام الاجتماعي الذي تحت مظلته يقدم كل فرد ما لديه من قدرات ومهارات .وهنا أتذكر ما قاله لي ذات يوم أن أقطاب المعارضة الجيبوتية حين سألته عن عدم مزاحمة الرئيس / إسماعيل عمر جيليه على كرسي الرئاسة عبر ترشيح منافسين له فقال :الرجل لم يترك لنا نقاط خلاف وتباين معه الحال الذي يجعلنا نثق بإمكانياته في بعث جوانب الحياة والتنمية في إنماء الوطن والشعب الذي يحبه ويقدر جهود المخلصة كما ينبغي .بهذه المناسبة العزيزة عدم إقفال الدور الحيوي والفعال الذي تلعبه قيادة هذا البلد في قضايا الجوار وبصورة متوازنة بعيدة عن التدخلات أو الانحيازات لأطراف الصراع أو الخلاف ناهيك عن الحضور الدولي اللافت !!