إعداد/ طارق عبدالكريم عمر العمراوي/ بالتنسيق مع السيد/ شيخ زين بن حسن العيدروس ولد الإمام العدني أبوبكر بن عبدالله العيدروس عام 851هـ الموافق 1432م بأحد أهم مراكز حضرموت الدينية والتاريخية العلمية ألا وهي مدينة تريم ، وقد نشأ محاطاً برعاية والده وعمه علي بن أبي بكر السكران ابن الشيخ عبدالرحمن السقاف في الطفولة ثم الصبا تحت رعاية واهتمام وملاحظات الشيخ الولي سعد بن علي مدحج حيث اعتنى هؤلاء الثلاثة بأولى مراحل تعليمه وتوجيهه واعتمد والده أكثر ما اعتمد اللين والرقة واللطف في التعامل معه وأن لا ينهر أو يعامل من معلميه معاملة قاسية خاصة في أول مراحل تعليمه ، ثم أن زيادة في زرع الثقة بابنه ، كان يحضر معه حلقات الدراسة للقرآن الكريم ، وقد كان من المعروف عن الأب أن لا يراجع ولده في قراءاته بل يتركه أن يصحح ما أزل به أو أخطأ والغريب أنه كان يتنبه إلى الأخطاء أياً كانت بنفسه الأمر الذي زرع في نفسه بذور ثقة وأدى إلى بروز فكره باكراً من عمره، بل أن في بكر عمره وجهه والده لما رأى منه هذا النبوغ إلى قراءة مادة العلوم المتداولة آنذاك وهي لغة وحديث وتفسير وفقه ، ثم تطور ذلك ليجلس إلى حلقات الدراسة في الرباط الأعلى مع كبار السن والشخصيات لما أبداه من نبوغ وسعة أفق وإطلاع إذ كان يشجعه والده على مقاربة العلوم بمطالعات مختلفة محذراً إياه من الكتب المشتملة على أرباب النهايات التي قد تضر بأرباب البدايات وهذا ما فرد له الشيخ أبوبكر المشهور ص20 من سلسلة أعلام حضرموت اليمن (3) كتاب جلاء الهم والحزن ، ثم عاد هذا الشاب الصغير ذو العقل الكبير وقام بالتدريس في الرباط الديني لأقدم جامعة في تاريخ العرب والبلاد بعد أن نهل من العلوم المختلفة (اللغة ، الفقه ، التفسير ، التوحيد ، الحديث ) وتعدى ذلك التاريخ والجغرافيا وقد أبدى نبوغاً حيث قام فيما بعد بتأليف كتاب المناطق والأنساب وهو لم يبلغ الثلاثين من عمره بعد وتحدث فيه حول الأصول والتغيرات المناخية للبلاد العربية من الطرف الشرقي لجنوب اليمن وصولاً من ظفار ومسقط معدداً فيه عدد السكان في كل منطقة وتشكيلات الأفخاذ والبطون والقبائل معدداً أهم وظائفهم واشتغالهم بل وعاداتهم ومناخات مناطقهم سرد ذلك سرد خبير رجاله وأبدع فيها كأنما عاش في كل منطقة حولاً كاملاً ولا يتأتى ذلك إلا من الدراسة وبنهم شديد وتواصل مديد حتى ليكاد اليوم بوقته لا يكفي، وغذائه لا يمس وجنين منه بسب انشغاله عن زاده وزواده .ثم اهتم بعلم الإحصاء والعدد واهتم بأدب الرحلات وهو من لم يغادر إلا قليلاً بداية حياته أي بعمر التسع والعشرين إلا عام 880هـ إلى حيث غادر تريم إلى دوعن ثم زار الشحر إلا أنه وقد بلغ مبلغ الرجولة وأصبح أحد الإعلام في بكرة، زاد وحج إلى بيت الله الحرام مرتين بالأعوام 880 - 888هـ أي أنه أثناء زيارته عن العمر 29 ـ 30 عاماً كان يقوم بالمسح والدراسة والاهتمام حتى لو لم يسجل إلا أن الله حباه بعقل واسع الإدراك والحفظ وقلب نهم لا يشبع من العلوم والمعلومات ، ومما تجدر الإشارة إليه أنه كان دا علامات واسعة . فكان كلما مر ببلاد أو منطقة يجالس أهل الذكر والعلم وحلقات الدراسة وينهل من العلوم ما استجد عليه ويعطي من لدنه كل ما استطاع وفي رحلتيه السابقتين وأعوامه 30 و 37 عاماً تعرف على حاكم الصومال وزار زيلع وتعاون مع حاكمها محمد بن شق حيث افتتح مع محمد بن شق عدداً من الأربطة في زيلع وتعدى ذلك إلى خارجها وانتقل بعد ذلك إلى ثاني أكبر وأهم جامعة عربية إسلامية بالمنطقة وتهامة وادي زبيد ، ثم كان من أحداث حياته أنه عَلَمَ وتعلم من جامعة زبيد واستفاد وأفاد ثم في أواخر رحلته الثانية إلى بيت الله الحرام مكة توفيت والدته الحجة التقية عائشة بنت الشيخ عمر المحضار ، وقد سبق ان تنباء بموتها قبيل مغادرته وهي طريحة الفراش ، وكان يهم بالعدول عن الرحيل إلا أنها قالت له : (الزم يا ولدي على ما كنت عليه من السفر... الخ) ما ورد عن ذكر لهذا الموضوع في ص23 من المصدر الوارد ذكره عن الشيخ أبوبكر المشهور .في زيلع وصله خبر موت والدته فحزن لذلك كثيراً ، ومن بعد غادر إلى الحديدة بحراً ومنها إلى تعز عام 889هـ وقد توافق وجوده بتعز أن كان العزاء منصوباً بوفاة الشريف سراج الدين عمر بن عبدالرحمن صاحب الحمراء المتوفي بتعز أواخر عام 888هـ برمضان فانتهز كثير من الناس بتعز وجوده وعزوه بوفاة والدته أيضاً وكان قد أصبح ذائع الصيت ، ثم كان أن وصل خبر وجوده بتعز إلى عدن فأرسل إليه علماء وشيوخ عدن أنهم أتون إليه إلى تعز لتعزيته بوفاة والدته ، إلا أنه وبتواضع المؤمن العالم رد عليهم بأنه لن يكلفهم وهم كثيرون مشقة وكلفة انتقالهم إلى تعز من عدن... فطبعاً هم كثيرون سيقدمون من عدن المدينة الساحلية العريقة المطلة على أعظم طرق التجارة البحرية بالعالم وهم يعرفونه، ذلك لأن منهم من درس في تريم أو زبيد أو زار حضرموت أو التقى به في زيلع وهي المقابلة بحرياً لساحل عدن أو في مكة أو الشحر ... الخ ثم أنه ليس الذين غادروا عدن ولحج (وهما الملتصقين) ثم انتشار تلك الأخبار إلى داخل أحياء وحواري عدن جعل شعبية هذا العالم الديني ترقى لمصاف الأولياء بين سكان عدن حتى قبل أن يزوره أو يجالسوه أو يعاشرو فتسامعوا بموت والدته، وبقدومه إلى تعز للتعزية ورغبة بعض علماء وشيوخ عدن بالسفر إليه لتعزيته وكان في رحلة العودة الثانية من مكة المكرمة عبر البحر إلى الحديدة ... إلاَّ أنه ورحمة بالحشد الذي كان يرغب في الحضور إليه من عدن قرر هو أن يذهب إليهم لزيارتهم وتقبل العزاء منهم ولا يدل ذلك إلا على صفة تواضع العلماء الذي كان يتسم بها.. ولعلنا لم نشر إلا هنا والآن، أنه "وبرؤيا من عمه الشيخ علي بن أبي بكر السكران" بان ولينا هذا (يسكن العيدروس عدن ويموت فيها).وجاء يوم 13 ربيع الثاني من عام 889هـ الذي وصل فيه هذا الوجه المنتظر إلى الحوطة كانت عاصمة لحج السلطنة العبدلية حيث انتشر وبسرعة خبر قدومه انتشار الهشيم بالنار وصل الخبر إلى مدينة عدن حيث لم تكن القوافل سواء المغادرة أو القادمة من وإلى عدن تنقطع فكان أن علم بخبر قدومه كل أهالي وسكان عدن فخرج علماء عدن ووجهائها وعدد كبير من أهلها لاستقباله فكان موكباً مهيباً دخوله عدن واحتفال الناس به وقدموا له الناس التعازي ومن المعاشرة المباشرة تعلق الناس به وبطباعه أحبوه وتمنوا له الإقامة بينهم فكان ذلك بعد طلبهم وقد لازمه العدد الكبير من الناس ومريدي طلب العلم وهنا في هذه السنة بالذات بدأ تأسيس جامعة الأفيح أساس مسجده الصغير قريباً من البحر في صيره، وظل فيها وعلم طلابها وأصلح خلافات أهلها وأفتى ما استطاع وحل مشاكل وساعد فقراء ووجه أغنياء لعمل الخير واستقبل في داره المتواضع الملحق بالجامعة والمسجد أو زاره في بيته أو عشته أغنياء وفقراء عابر أو مستوطناً أو من أهل البلد وقدم الماء والغذاء للمحتاجين والمسافرين دونها مطالبة بالثمن واستقبل الصدقات والمساعدات من الأغنياء ووهبها الفقراء وكان لا يألوا جهداً بالبحث عن المحتاج أو الفقير إلى مقر داره ليكف عن الناس مذلة السؤال وخلال حياته بالمدينة توفر لديه دخلاً متفاوتاً أي للإمام الشيخ السيد أبوبكر بن عبدالله العيدروس والذي التصق به لقب العدني نسبة إلى عدن الذي كانت كمدينة لا تذكر إلا ويذكر معها العيدروس الذي احتل مكانه شعبية ورسمية واسعة خاصة بعد سكنه إياها.وخلال استقراره في عدن كان يجتمع إليه أتباعه ومحبيه كل ليلة إلى أن بدأ الانتقال إلى داخل المدينة وعمل على تأسيس مسجده الخاص غير الذي بنى على عجل جامعاً معه سكن ومدرسة جامعة هي الأفيح القريبة من البحر في صيره إلى أن قام بتشيد مسجده الخاص البعيد عن صيره عام 890هـ الموافق عام 1270م والذي عمل على أن يظم مسكناً ومدرسه جامعة سميت في بعد بالرباط الديني للمريدين ومحبين الإمام العدني وقد عاش واستقر بالمدينة إلى مات بعد خمسة وعشرين عاماً حيث دفن بمسجده وقد قام السلطان عامر بن عبدالوهاب ببناء قبة ضخمة عظيمة البناء والتشكيل ووري جثمان السيد الإمام فيها ثم جاء من بعده الأمير مرجان الظاهري الذي وسع وشيد رباطاً كبيراً سمي برباط العيدروس وجاء من بعده الشيخ محمد بن عبد الملك الذي بنى ثلاثة أورقة زادت من مساحة المسجد ، ولم ينقطع المدد ولا التواصل بالعيدروس العدني وقد تولى بعده ابنه مواصلة المسيرة رحوماً بالمسلمين ومنفقاً على الفقراء حتى أنه توفى ولا يملك درهماً موفراً أو محفوظاً لوقت الحاجة والشدة وجل ما يمكن وصف هذا الشيخ الجليل خلال خمسة أو ستة وعشرون عاماً بأنه أحسن الناس خَلقاً وخُلقاً أكثرهم أدباً سهل الجناب قريب الحجاب حسن الخطاب سريع الجواب أوسع العلم كثير الحلم بليغ اللسان راجح العقل راسخ العلم ثاقب الفهم صائب الرأي ينصف من نفسه ولا ينتصف لها ، يتغافل عن الزلة كأنه لم يعرف بها ولم يرها ويعفو عمن بغى عليه يحسن إلى من أساء إليه يقبل الهدية وأن كانت يسيره وثيب عليها ويغفر الخطيئة وأن كانت كبيرة ولا يعاقب عليها يصل الأرحام ويكفل الأيتام ويجب المساكين جميل الأخلاق كثير الإنفاق يحب الصدقة سراً وجهراً يفعل المعروف ثم يتبعه شكلاً يعطي الجزيل يكظم الغيظ ويقبل القليل أوفى الناس حسباً أشرفهم نسباً أحسنهم أدباً يعز الجار ويكرم الوافد يكظم الغيظ مع قدرته ويقبل العذر مع حدته ويدمن الصبر على بليته ويشكر الله في رخائه وشدته ، وعندما تقرأ هذه الصفات تقول في نفسك ألا تجتمع هذه الصفات إلا في حسب نبيل وسلالة طيبة طاهر ومن أنساب العلماء الذين حباهم الله بهذه الصفات الكريمه لو تجولنا في حياة والده وعمه وجده... الخ عليهم رحمة الله أجمعين لوجدنا كرامات وأخلاقيات لا تتأتى لولينا الصالح السيد أبوبكر بن عبدالله العيدروس العدني إلا من جذوره الأصلية الراقية التي تمتد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهل هناك أشرف نسبآ منه صلى الله عليه وآله وسلم .عاش ولي الله الصالح في مدينة عدن كريتر من عقدين ونيف من الزمن منذ عام 889هـ حتى عام 914هـ أي حوالي 25 سنة كاملة وكان حين وصلها قد بلغ 37 عاماً من العمر أو 38 عام إذا أخذنا أنه ولد في بداية القرن التاسع الهجري عام 851هـ وعليه فإن خمسة وعشرون عاماً عاشها في مدينة عدن لم تكن بالهنية حيث اختلط وعاش وعانى فرح وحزن وسلام وحرب وهدوء وفوضى وطمأنينة وفزع... الخ من حياة الناس في المدينة ، ثم أنه بما حباه الله من علم ومعرفة وصلاح وإحسان ورحمة فأراد الله له ولشعب عدن أولاً ثم لحج ثانياَ أن ينصبه الله قاضياً شرعياً لم يتنازع أو يختلف فيه اثنان وكان في هذا له احترام ووجاهه الكبراء وباختلاطه مع الناس تواضع وطيبة العامة فجمع بين ذلك ووسع من دائرة جامعته وزاد من طلاب علمه الذي هو علم فقد قدم عصارة فكره وزاد من سعة واستمرار طلابه ووصلت سمعته الهند حيث زاره وفود وقدم إليه طلاب علم ولا زالت أثارة موجودة عندهم حتى يومنا هذا ولا زالوا يكنون لعدن التي استقبلته وأحبته احتراماً ومكانةً وحظى من التبجيل أكثر مما حظي به الملوك وأسبغ الله على ذريته من بعده أملاك كانت ولا زالت مصدراً لا ينضب ومعين لا يجف لاستمرار الصرف والإنفاق على مصدرين أساسيين: [c1]المسجد والرباط [/c] لفقراء والمساكين والمحتاجين وأهل بيته ايضا ولو رجعنا إلى ذلك الزمن فإن التاريخ يحدثنا أنه أول ما استقر بمدينة عدن أسس جامعه وجامع الاحيف عام 889هـ الذي سرعان ما احتل مركز الصدارة بين الجوامع والمساجد وكذا المدارس الدينية والتي كانت على قلتها في المدينة إلاّ أنها ذوات تاريخ مجيد وعريق حيث كان موقع المسجد والجامعة على تواضعها في صيره قريباً من البحر إلا أنه وفي عام 1270 بدء تأسيس المسجد والرباط الجديد الذي كان ضرورة لازمه نظراً لمحدودية حجم المسجد والجامعة المتواضعين والذي كان يسكنها أيضاً فكان أن وضع اللبنات الأولى تحت سفح جبل سمي فيما بعد باسمه كيف لا وهو من ين بجامع العيدروس ضاماً معه الرباط الديني وأجنحة وملاحق أيواء المريدين الزائرين ومن كل حدب وصوب ليس من مناطق عدن فحسب بل لحج وأبين وامتداد الشمال والغرب والشرق والصومال الكبير (الصومال ، جبوتي ، اثيوبيا) ووصل إلى السودان ومصر ولكن بعد قرون كان من الظروف تأسيس منـزل مستقل للعائلة والذرية لولي الله الصالح وأبنائه وسلالته من بعده ، ولقد اكتسب صفة الولي العدني نسبة إلى امتزاج شخصيته مع سكانها وحداً وصل فيه أن ناسبوه وانتسبوا إليه سواءً في عدن أو لحج أو حضرموت أو أبين ولم يفقد نسبه العربي ولا إيمانه وأخلاقه الإسلامية بل عممها وعمقها وأثراها ونشرها واستجلب كتب الدين الإسلامي بفروعه واغني هذه المكتبة بما حباها من مؤلفاته وساهم المحبون من غير العرب بترجمات أثرت المكتبة بروائع المؤلفات لحضارات أخرى غير العربية وفي مجالات علوم امتدت إلى الأحياء والفلك والكيمياء كما ساهمت المطابع الحديثة في بداية القرن العشرين ببلادنا إلى إثراء هذه المكتبة وجاء الزمن الردئ وما هو برديء بل عاثوا فساداً مليئة عقولهم بالتطرف والغلو لأفكار أطاشوهاهم فأحرقوا وانتهز ضعفاً النفوس الأمر فسرقوا ما سرقوا وكان ذلك صيف عام 1994م ولم يقف جنونهم في هذا الحد بل امتد ليشمل القبور فبنشوها وإلى فن العمارة العريق الإسلامي مالة أيديهم جنبات المسجد واحرقوا وسرقوا أعظم الأعمال الفنية في نحت العمارة والخشب وحالوا هدم القبة التي بنيت عام 915هـ بعد وفاة ولي الله الصالح السيد أبوبكر بن عبدالله العيدروس العدني والتي أقل ما قيل عنها بأنها عجيبة البناء والزخرفة والروعة المعمارية والتي لا يوجد لها مثيل في الأرض اليمنية حتى الآن إلا بعد أصابع اليد في روعه بناءها والتي بناها هو السلطان عامر بن عبد الوهاب الظاهري .لقد احتفل أهل عدن ولا زالوا حتى يومنا هذا في 13 ربيع ثاني من كل عام بذكرى الزمن الطيب الذي وفدت فيه هذه الشخصية الفذة التي حبا الله بها مدينة عدن والتي عمقت التراحم والإحسان ونصرة المظلوم والحب بين الناس غنيها وفقيرها وطبعت عليها صفة الاستمرارية حيث إن ولي الله الصالح كان ولا زال لنا القدوة في انتهاز فرصة هذا اليوم ليقبل القاصي والداني ومن بعدته المسافات من خارج عدن ومن شغلته الدنيا وهمومها من داخله لتكون مهرجان إحسان وتلاقي وتراحم فكانت الصدقات والهدايا توزع على المحتاجين والفقراء وفرصة لزيارة قبر ولي الله الصالح العدني العيدروس وحضور الندوات والمحاضرات وحلقات الذكر والراتب الأسبوعي المصاحب قبل وبعد الزيارة وصلة الرحم والمحبة المتمثلة بالوجبات المجانية التي توزع على جميع السكان والزائرين لا فرق بين فقيرهم وبين غنيهم بل وامتدت الاحتفالات لتشمل الإنشاد للموشحات الدينية وحلقات الذكر اقتداء بسلف أهل عدن الصالحين ولا نحتاج هنا إلى ما يكيله البعض عن هذه الاحتفالات من افتراءات فحسب ما هو موجود على ارض الواقع وما يشاهده الناس ويعاشه إذ لا يوجد أسرار في هذه الاحتفالات نهارها أو ليلها نحاول في بحثنا المتواضع هذا أن نسلط الضوء على سلالة ولي الله الصالح آثارها إسهاماتها الاجتماعية والوطنية انه لما كان الولي الصالح العدني ممثلا للشعب لدى حكامه ناصفا المظلوم ناصرا الضعيف من خلال منصبه الشرعي الذي اكتسبه بإجماع وجهاء وشيوخ وعلماء عدن آنذاك في أواخر القرن الهجري التاسع بعد عام 903هـ وهو ما تؤكده المخطوطات المحفوظة لدى السلالة الحالية بما تم الحفاظ عليه من الآثار المكتوبة بخط اليد ، هذا المنصب الشرعي تمثل في تقلده منصب القاضي الشرعي وقاضي القضاة في مدينة عدن وأحد أفراد مجلس الإفتاء الشرعي في سلطنة العبادل وضمنها عدن وقد توارثها الأجيال العيدروسيين حيناً وغادر حيناً حتى جاء من أبناء وأحفاد الولي مجدداً العهد الوضاء القديم حفيده الشيخ العلامة السيد عبد الله بن عيد روس بن زين وهو المنصب الثاني عشر ،مدة الولاية ( 1927-1948م) أما هو فولد في عام 1885م، وقد حصل على أعلى المراتب العلمية الدينية حيث كانت شمس العلماء لا زالت تطوى شهادته إلى الآن لدى حفيده السيد شيخ بن زين بن حسن العيدروس محتفظا بها أطال الله في عمره وقد تقلد مرة أخرى درجة القاضي الشرعي وقاضي القضاة في عدن / لحج شرعيا بمجلس الإفتاء ومما تجدر الإشارة هو مقدار المساهمة ونوعها في حل الخلافات الكبيرة بين القبائل والمساهمة في صد الغزاة وهو ما ساهم به آباء وأجداد ولي الله الصالح العيدروس العدني وأحفاده على مر التاريخ وما هو جلي وواضح ما ذكر في كتاب تاريخ الشجر في مقاومة الغازي البرتغالي إلى جانب دولة آل طاهر للطيب الفقيه والذي نقله حمزة لقمان في كتاب تاريخ الجزر اليمنية أو في رد غزاة أبين الزيدية وحل الخلاف ومنع قيام الحروب وإراقة الدماء والتي كان من الممكن نشوبها مع قبائل يافع التي هنس لنصرة قبائل أبين في التاريخ الوسيط لليمن ثم كان توسط ومحاولة إحباط محاولة القبطان الإنجليزي ينس احتلال عدن والقيام بدور رسول ومفاوض السلطان العدلي من جهة والتفاوض مع ممثل الغزاة الإنجليز هينس وحمل رسائله إلى السلطان في البلاد حيث قام بمحاولة التهدية والتوسط هذه السيد علوي بن زين العيدروس وابنه زين بن علوي حيث ساهمت هذه الوسائط إلى جانب من أهل البلد منهم صهر السلطان وآخرين ومترجم ذلك حسبما ورد في كتاب الدكتور سلطان ألقاسمي (تاريخ الاحتلال البريطاني لعدن ) وقد كان المنصب السيد علوي يقوم بمهام القاضي الشرعي لعدن والسلطنة العدلية ويكفينا من المواقف البطولية التي تجسد كرامة المسلم العربي الذي لا يركع لغير الله حيث فعند زيارة الملكة أليزابيت الأولى لعدن في عام 1958م رفض المنصب السيد زين حسن العيدروس أن يركع وينحني للملكة ورغم ذلك قلدته لقب ( سير) إعجاباً بجراءته وصدقه وتقديراً لمكانته الاجتماعية والرسمية بالبلاد كيف لا وهو حفيد الولي وشمس العلماء أعلى المراتب العلمية مقارنة بالمراتب العلمية الحالية ولما كان من الإنصاف الإتيان على ذكر أفراد السلالة بل وتصحيح تسلسل ما ورد ببعض كتب ومؤلفات المجتهدين والعلماء جزاءهم الله خيرا وأثابهم على عملهم آمين، كان لنا أن نفرد الرسم التسلسلي الآتي: أولا: التسلسل التاريخي للمناصب بحسب أولوية وتاريخية تقلدهم بعد الإمام الصالح السيد أبو بكر العيدروس العدني.ثانيا: الرسم التوضيحي لشجرة نسب الإمام أبي بكر العدني العيدروس لأفضل خلق الله نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم صـ14.أولا: التسلسل التاريخي للسادة المناصب بحسب ورودهم التاريخي من حيث تقلد المنصبة (بعد الإمام الصالح ولي الله لسيد أبي بكر العيدروس العدني):السيد أحمد المساوى بن أبي بكر العيدروس، منصب لمدة سنة توفي بعدن عام 922هـ قبره في القبه بجانب والده . السيد محمد بن عبد الله العيدروس منصب لمدة 16 عام توفي بمكة عام 978هـ.السيد عمر بن عبد الله بن العيدروس 15 توفي بعدن عام 1000هـ قبره في القبه.السيد محمد بن عمر بن عبد الله العيدروس توفي بعدن قبره في القبه.السيد أحمد بن عمر بن عبد الله العيدروس توفي بعدن قبره في القبه.السيد محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الله العيدروس توفي بعدن قبره في القبه.السيد علوي بن محمد بن احمد بن عمر بن عبدالله العيدروس توفي بعدن قبره والقبة في حي القطيع بمسجد العلوي. السيد زين بن علوي بن محمد بن احمد بن عمر بن عبد الله العيدروس توفي بعدن. السيد علوي بن زين بن علوي بن محمد بن احمد بن عمر بن عبدالله العيدروس توفي اثنا الاحتلال البريطاني السيد زين بن علوي بن زين بن علوي بن محمد بن احمد بن عمر بن عبد الله العيدروس توفي في عدن.السيد عيد روس بن زين بن علوي بن زين بن علوي بن محمد بن احمد بن عبد الله العيدروس منصب من سنة 1912-1927م.السيد شمس العلماء عبد الله بن عيد روس بن زين االعيدروس منصب من سنة 1927- 1947م.السيد زين بن حسن بن عيدروس العيدروس منصب من سنة 1948-1960مالسيد أبو بكر بن عبد الله بن عيدروس بن زين العيدروس توفي بأسمره ودفن في القبه، منصب من سنة 1960-1966م.السيد عبد الله بن عبد الله بن عيدروس بن زين العيدروس توفي بعدن، منصب من سنة 1966-1972م.16- السيد مصطفى بن زين بن حسن بن عيدروس بن زين بن علوي بن زين العيدروس منصب من سنة 1972م، وحتى يومنا أطال الله في عمره وسنتناول بشيء من التفصيل للمنصب السادس عشر حول مراحل الطفولة والصبا والشباب ..... حتى الآن دراسته وظائفه مناصبه الوطنية الخارجية ...... إلخ كما سنورد بعضا من حياة المناصب أعلاه ومآثرهم عموما.[c1]رجال من التاريخأولا : علوي بن زين[/c]سنتطرق بشيء من التفصيل إلى جوانب من تاريخ بعض مناصب عدن كلما توفر لدينا دليل ومؤشر وبرغم محدودية وشحة الموارد ألا أن ثراء تلك المحدودية تغني وتفي فعلى سبيل المثال للنظر إلى بعض من مقتطفات السيرة للمنصب (القاضي) علوي زين العيدروس الذي عاصر هو وابنه (زين) المراحل المبكرة لاحتلال عدن، فقد شهد له بأنه كان سباقاُ إلى إنقاذ السفن التي كانت على وشك الغرق قريباً من سواحل عدن وإغاثة ركابها وطواقمها والحيلولة دون نهب محتوياتها فلم تكن حادثة السفينة (داريا دولت)، الأولى بل سبقتها أعداد أخرى ولحقتها حتى مع وجود الاحتلال البريطاني لعدن (عون وانقاد) وكان السيد علوي وابنه زين يحتلان مكان الشرف في الأقدام الذي يمكن أن يبذل لكل من قام وساهم وأنقاذ السفينة أو ركابها أو طواقمها..الخ.وكانت حادثة (داريا دولت )، وقد زعم "هنس" أن ركابها نهبوا وغطسوا في الماء ويقصد البحر مرات وتم تجريدهم من ملابسهم ونقودهم وحليهم وكذلك تم العمل بالنساء وقد كان من الممكن أن تتعرض الجميلات منهم للاختطاف والاغتصاب لولا تدخل الشيخ السيد علوي وليس زين وكان قاضياً دينياً لعدن لأن زين هو ولده وطبعاً منع الخطف والاغتصاب وقدم المأوى والغذاء ولو أن من المحتمل أن تحدث بعض الخروقات والتصرفات الطائشة فقد قام السيد المنصب القاضي سماحة علوي بن زين العيدروس وكان مسجده وبيته قريبا من البحر في صيره (إذ من المعلوم أن المنـزل الحالي لم يبن إلا في عام 1270هـ والحادثة كانت في عام 1838م) فقد ساعد قرب بيته ومسجده ورباطه الديني المسمى الأفيح، فقدم الطعام والسكن والملبس (ولو كان متواضعا من باب أن الصدقة تجوز عل كل مسكين أو منكوب أو محتاج .وبعدما بداء أسطول هينس بقصف عدن قبل الاحتلال في 28 ديسمبر 1838 م بداء سعي هذا الرجل الجليل التوسط بين قوة الاحتلال وسلطان لحج حاكم عدن رحمة بالأهالي ومساكنهم المتواضعة التي وقعت تحت نيران المدفعية البريطانية وراسل مباشرة قائد الحملة وعرض نفسه وولده للخطر والموت في سبيل وطنه وأهل شعبه في عدن ليس فقط العرب بل وفيهم الينانية والصومال واليهود فأخذ قاربا مع احد مساعديه وبصفة شخصية إلى سفينة القيادة في أثناء العصف بعد أن رأى ما وقع من دمار وموت في أهالي عدن ومساكنهم فخرج مخاطراً بنفسه على قارب (هوري) رافعا راية بيضاً، وحال رؤية هوى القاضي المنصب السيد علوي وبعد التحقيق من شخصيته أمر قائد الحملة بوقف النيران حيث سبق وتعرف القبطان هينس إلى السيد علوي وابنه ((أثناء التحقيق الأول في موضوع السفينة داريا دولت وقام الأول بمنح السيد وولده مبلغ خمسين دولار مكافئة على جميله تجاه الركاب والطاقم وكل ما عمله معهم من جميل)) وعندما استقبله على ظهر السفينة بداء السيد كلامه بالسلام ثم شرح حال ووضع الناس والمباني وطلب التدخل والتوسط بينه والسلطان لحل النزاع وأعطاه مهلة حتى اليوم الثاني حيث وعده بإرسال رسالة إليه ووقف القصف .وعندما سعى السيد علوي لدى السلطان وعساكره كان ولده زين يساعد في مداواة الجرحى وإعالة الأيتام والأرامل وإيوائهم وصرف في هذا اليوم (نيابة عن حاكم عدن أو السلطان الذين لم يبدوا مهتمآ للأمر بقدر اهتمامهم بالتصدي للاحتلال وهذه إمكانياتهم آنذاك)..وللأسف لم تكلل مساعي السيد بالنجاح لدى السلطان فعاود الانجليز بعد انقضاء اليوم الثاني قصفهم للمدينة أي ما تبقى منها بعد القصف الأول فكان من السيد أن أرسل الهوري ( القارب) الذي أرسله اليوم الأول ومعه رسالة ممهورة بختمه محتواها " أن الناس في المدينة والمساكن قد أصابهم البلاء والدمار من جراء قذائفكم وقصفكم .. نناشدكم باسم الله والإنسانية أن تكفوا عن هذا القصف القاسي والاحتكام للمنطق والعقل والإنسانية وان تجلسوا إلى التفاوض لتجنيب الشعب هول القتل وسفك الدماء "رد الكابتن هينس على رسالة السيد علوي بالاتي : "الذي يكف من بدء بالعدوان (ويقصد به السلطان والبدو على حد تعبيره) أو نحن الذين نرد على العدوان وأي ناس هم الذين تطالب باسمهم أليس هم من أهانوا من كانوا تحت حماية العلم البريطاني ونبهوهم ( ويقصد الإشارة إلى الحادثة السفينة داريا دولت ).... الخ نرى أن توجهوا هذا النداء للسلطان محسن بن فضل . واستمر القصف وقد قام السيد وولده في تلك الليلة والليالي اللاحقة جلب الناس من كل مدينة عدن إلى مقر مسجده وبيته.. وقد قيل فيما بعد أنه كان يجهز الرجال سرا لمجابهة الإنزال المحتمل للقوات الغازية وقد صرف خلال فترة ما قبل الغزو كل مدخراته على الاستعداد والإعالة. انظروا إلى هذا العمل العظيم الذي لم يقدم عليه إلا رجل عظيم حتى بعد أن تم للاحتلال السيطرة وقد وفد إلى مقر إقامة المعتدي كل وجهاء وشيوخ عدن وسلطانها... لم يفد ولم يحظر السيد علوي إليه وبين بما لا يدع مجال للشك انه لا يجوز في أي حال من الأحوال محاباة المعتدي ولو انه أوفد فيما بعد رسالة منه يطالب بالتعويض عن الأرواح والممتلكات للأبرياء من الأهالي والسكان المحليين أو الصومال والبنانية واليهود أيضا ، وكان يأويهم جميعا بغض النظر عن جنسهم أو دينهم ... وحتى بعد مرور أيام و أشهر وأعوام على الاحتلال كان المنصب السيد علوي بن زين وولده نقطة التعادل بين السلطان والاحتلال وملجاء لكل طالب حاجة ومظلوم ومنصفا قدر المستطاع وكان رحمه الله عونا وكفيلا لليتيم والفقير والمحتاج صغيرهم وكبيرهم محلييهم أو اجنبييهم وفي كل الأوقات وكان رحمه الله من أول من عمل في عدن بمبدء حصر الأسر والمحتاجين والفقراء والمرضى وظمهم في كشوفات وتخصيص بندا كبيرا على الإنفاق عليهم مستغلا بذلك ما أمكنه التأثير على الأغنياء والميسورين واغلب مداخيله الشخصية وأثناء ذلك أولى اهتماما كبيرا للتعليم وكان آنذاك الوحيد الذي وبرغم شظف العيش يدعو إلى استمرار التعليم وكان يراسل تريم وزبيد ويستقبل ويرسل مريدي وطلبة العلم كلما أمكنه ذلك ... و من المعروف عنه إحباط المؤامرات إذ عندما فكر هينس من ناحية أو ابن السلطان والسلطان من ناحية أخرى استغلال مكانة ورجال الدين يرد عليهم وبغضب شديد أن يكفوا عن ذلك.. كان يحظى باحترام وتقدير الاحتلال من ناحية لصدقه ونزاهته رحمه الله والسلطان وأسرته من ناحية أخرى لنفس الصفات وقد حارب ما استطاع بقوة حملات التبشير التي كانت تتوافد على عدن ويحمل ما استطاع لترسيخ مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وبكل ما أوتي من قوة علم وعمل ومال ونفوذ شعبي .. وفي نفس الوقت كان يحمي أهل الذمة المسيحيين واليهود وحتى أصحاب الديانات الأرضية من منطق " لكم دينك ولي دين " بعد أن يكون قد أوضح لهم ماهو ديننا ودعاهم وظل السيد علوي أيضا يعمل على حل المشكلات بين البسطاء بعضهم ببعض و الأغنياء بعضهم ببعض والأغنياء والفقراء ... الخ .كان يأمر مريديه ومحبيه وطلابه إحضاره (كلما وجدوا) يتيماً أو مريضاً أو مسكيناً لم يدخل ضمن كشوفات صدقاته أو مساعداته ولم يكن يتكدر بل يفرح بالرغم من أن إضافة أي اسم كان يكلفه أو يحمله أعباء تزيد من أعبائه ولكنه كان كريماً رحوماً عطوفاً يحب الناس وسعى للتخفيف عن معاناتهم فرحمة الله عليه... وعندما مات في 1870م تولى ولده زين بن علوي مكانه وكان خير خلف لخير سلف واستمر على طريقة والده في كل مناحي الحياة العامة وأكمل ما بدأه أبوه وطور ما أنهاه أبوه رحمه الله وقد دفن السيد علوي الأب في عدن بجوار قبور آبائه وأجداده ومنذ 1870 حتى 1898م واصل الابن زين قاضياً منصباً معلماً ومرشداً وهو العالم ابن العالم ونحن نبحث الآن في الإرث الثقافي والعلمي المحفوظ لدى أجداده ونعد بأن نقوم بالنشر كلما استطعنا.إنه من أسوأ مفارقات القدر أن نجد أن أهم الوثائق الدالة على الدور والأدوار الهامة والعظيمة الذي لقبته عائلة ولي الله الصالح العيدروس العدني في حقبة ما قبل وما بعد احتلال عدن وفي كافة المجالات الحياتية من قبل الاستعمار الإنجليزي بل وتعتبر كنوزاً من حيث البلاغة والخطابة والحجة والمنطق ودلالة دامغة على المكانة العالية وهو الذي أصّلها السيد علوي بن زين العيدروس وولده زين بن علوي منصب عدن والقاضي الديني وأحد أبرز وجهاء وكبراء عدن ولعلنا لا ننقص حقه بل وللأسف نتناساه لعدم وجود صور من هذه الخطابات والسيرة الذي وللأسف تم الاستناد على أغلبها كوثائق رسمية محفوظة لدى المكتبة الملكية البريطانية في لندن والتي أصبح الاعتماد عليها كأبرز المراجع لإعداد أرفع الدرجات العلمية كالدكتوراه ورسالة الماجستير ، وسنحاول هنا تسليط الضوء على ناحية بسيطة لهذه السيرة الرائعة لهذا الرجل العلامة المحسن الحنون... الخ من خلال اقتباس بعض مما ورد في كتاب الاحتلال البريطاني لعدن 1839م للدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن هناك قسماً صغيراً خاصاً لدور الوساطات والإسهامات المختلفة سواء قبل الاحتلال أو أثناء الاحتلال أو بعده لعدد من أهل عدن فمثلاً بوجهائها وزعمائها الرسميين أو الرسمية الشعبية في المكتبة الملكية البريطانية في لندن وهي غنية جداً جداً والملفت للنظر فيها احتلال السيد علوي بن زين وولده الصدارة فيها فهل قُدر لهذا الشعب أن يعتبر يتيماً لافتقاده لهذه المخطوطات ، وهل نستطيع أن نوفي تاريخ هذا السيد الجليل وغيره حقهم لحقهم بتاريخنا في هذه الحقبة التاريخية الهامة من حياة شعبنا؟؟ وسؤال آخر لماذا لا يوجد في وطننا وذرية هذه الرموز التاريخية صور أو نسخ من هذه المخطوطات المرسلة أو المستقبلة؟؟ إنه تاريخ ضائع مفقود..!!ص148-149 نرى أن مصير السفينة العربية أو التي بأمره عربي ارتطمت برأس عاره (العارة) (غير معروفة الاسم) وقد عانت الأمرين حتى وصولها إلى خليج عدن:ورد في ص149: عند بداية وصول السفينة إلى الخليج الخلفي.. عبّر السلطان عن نيته على سلبها ، ولم ينقدها من مشاركة مصير البغلة (السفينة) التي تحطمت عن راس سيلان في فبراير الماضي من عام 1838م سوى وساطة سيد زين (وهنا ورد خطأ والمقصود بالوسيط هو الأب السيد لماذا لأنه يتبع كلمة واسم سيد زين) صفة الشيخ العيدروس (وليس الولد الابن) الذي حصل على هدية... الخ.ص154 الفقرة الأولى: جنوح السفينة داريا دولت من السطر الرابع حتى نهاية الفقرة وأنقذت البضاعة والركاب والطاقم للسفينة داريا دولت و ثم إطعامهم وإسكانهم وسترهم بالمتوفر لديه من الملابس انظروا إلى عظمة هذه الأخلاق ومما يحز في نفوسنا أن الكاتب الدكتور سلطان بن محمد القاسمي اكتشف أثناء بحثه في مصادر هذا الكتاب من افتراء ومغالطات قائد الحملة الاحتلالية آنذاك المدعو هنس إذ أخذ كافة الرقع (المخطوطات) الدالة على القانون البحري حول منقذي السفن من الغرق والوثيقة الموقع عليها النواخذ والسيد العيدروس وحتمت بختم العيدورس في ص171 صورة للسيد علوي بن زين العيدروس ( ورد خطأ أنها صورة زين ) وهي مرسومة بدقة بالغة للسيد علوي وإمامه طاولة أثرية زال اثنين منها موجودين حتى الآن وتوضع أمام منصب عدن الحالي والأخرى في الجهة التي على يمينه في الركن الثاني للمنتدى بنفس نقوشها وزخرفتها... وهذا دليل كبير على المكانة التي يحتلها هذا السيد الجليل إذ لم يرد في صور الشخصيات في عدن ولحج وأبين حينها إلا صورة هنس / السلطان محسن / السيد علوي زين العيدروس ألا يدعو ذلك إلى الافتخار بهذه الشخصية الفذه معاناتهم فرحمة الله....وعندما مات في عام 1870م تولى زين بن علوي مكانه وكان خير خلف لخير سلف واستمر على طريق والده في كل مناص الحياة ألف منه وأكمل مابداه والده وطّور ما انهاه أبوه رحمة الله ودفن في عدن بجوار قبور آباءه وأجداده ومنذ 1870حتى1898 واصل الابن زين قاضيا منصبا معلما مرشدا وهو العالم ونحن نبحث الان في الإرث الثقافي والعلمي المحفوظ لدى أجداده ونعد أن نقوم بالنشر كلما استطعنا بعده..[c1]بسم الله الرحمن الرحيمتساؤلات تدمي القلوب....[/c]عندما يطمح الإنسان ويريد أن يميط اللثام عن أحداث ومواقف توغل قديما في تاريخ هذا المدينة العريقة وناسها المرموقين فأنه لابد أن يلجا إلى الكتب ومخطوطات.....سُطرت بهذا الجانب أو شاهدت المخضرمين الموثوق بإفادتهم ولكن أين هم وأين تلك المسطرات ...؟نأسف وتأسف الامه جمعا إنها ضائعة (أ، كما قرأنا في البرنامج تاريخنا وأرشيفهم) أن اغلب احتياجاتنا لهذا وتلك من المعلومات موجودة في مبحثنا موثق ومكلل بالأغلال في ارشيفهم بالمكتبة الملكية البريطانية في لندن وهنا ابرز [c1]تساؤلاتنا :[/c] لماذا لا توجد نسخ ( ولنا الحق في الاصول وليس النسخ طبعا ) من تاريخنا من تلك الحقبة من 1838 وحتى 1930 م ؟لماذا لا تقدم المنظمات والجهات الحكومية المختصة بالمحافظة على الخطوة استجلاب هذه الكتب و الوثائق والمخطوطات والرفع والمراسلات من بريطانيا ؟ الصادرة من الوطن او القادمة إليه او المفترى بها علينا كل شيء خاص بنا .لماذا لا يقدم اهل البلاد او الشخصيات الاجتماعية الوطنية _العربية_ العالمية ((طبعا عن طريق إعلان عام يبدأ او تبدأ بها جهة او جهات معينة )) أي مخطوطات او مراسلات او وثائق او رقع او ما يدل ويساعد على تسطير تاريخ هذه الحقبة وحتى جلاء الانجليز عن عدن ؟ وهي موجودة بحوزتهم هنا في البلد لديهم او في الخارج غير الموجودة في المكتبة الملكية البريطانية ؟؟هل تكفي ما بحوزتنا من اخبار ومعلومات (( للأسف غير منشورة )) بصورة متاحة وميّسرة ؟ وهل سيصل هذا التاريخ المفقود الموجود جزء يسير منه الى الاجيال القادمة !!! أليس من حقهم ( ابناءنا واحفادنا ) ان يعرفوا وان يتعلموا وان يفخروا وان يتجنبواو او هذا او ذاك من الاخبار ومن الاعلام وان يسرى عليهم قوله تعالى ( صم بكم عمي فهم لا يبصرون ) وان يعلم الغير عن تاريخنا نحن وابناءنا واحفادنا كل اهل البلد ... الخ لا يعلمون ؟ هل يستمر هذا الحرمان وقد انقطع تقطير معلوماتنا عن التاريخ بموت باحثينا او تحول مسئول او توقف جهة، ويحكم الزمن علينا وعلى اجيالنا القادة بالتجهيل واندثار وضياع تاريخ هذه المدينة المسكينة وللابد أليس حراما والتاريخ عبّر وامثال واحكام ودروس؟أليس من الاحرى بمكان ان ما كتب وما سيكتب ان يثرى بالنقد والإغناء والإضافة والتصحيح ؟ ولماذا كل ماكتب حتى الان ونحن في 1906 لم يحدث ؟ الا يهمنا ذلك ..!هل هذا حق شخص دون الآخر وهل تاريخنا ملك لفرد دون الآخر وهل من حق احد ان يستأثر بعلم دون الآخرين غير (العالميين ) اليس حراما ذلك والتاريخ ملك كافة للأمة ؟لن تقف جهودنا ولن نقف عند حد حتى نميط اللثام عن كامل الاسرار والاحداث التاريخية وسنبحث في كل ركام ومهجورات وسنسافر ونتقصى، ولكن لوحدنا سيكون ذلك متعبا ومرهقا ومكلفا علينا وحدنا .ساعدونا اغيثوا تاريخنا المحتضر تحت ركام النسيان والهجر واغيثونا نحن الامة اليمنية وشعب هذه المحافظة . هذه دعوة مفتوحة للجميع والله الموفق وعليه نتوكل ( وان الله لا يضيّع اجر من احسن عملا) .[c1]صدق الله العظيم [/c]
مسجد العيدروس