غضون
- تقول حكاية قديمة إن مديرة نشيطة اعتادت على إيقاظ العاملات عندما تسمع صياح الديك .. العاملات قررن ذبح الديك لاعتقادهن أنه المسؤول عن إيقاظ المديرة في وقت مبكر .. وهذا ما فعلنه فعلاً .. لكن هذا الفعل زاد من متاعبهن, فالمديرة التي فقدت صوت الديك لم تعد تعرف الوقت الصحيح, وراحت توقظهن للعمل قبل الوقت المحدد بزمن طويل .. والذي نسج هذه الحكاية ربما أراد أن يقرر حكمة’ وهي بسبب المتاعب والمشاكل التي يعاني منها بعض الناس هي سبب تصرفاتهم الغبية أو غير المخطط لها تخطيطاً سليماً وعادلاً.- لأن بعضهم غاضب من السلطة ومن الإدارة المحلية في بلدته يترجم غضبه هذا بضرب شبكة المياه أو خطوط أو أسلاك الكهرباء, فإذا إمتدادات المياه تنقطع والظلام يحل فيكون هو ضمن المتضررين .. وفي الوقت نفسه يلجأ إلى قيادة جمهرة من الناس تطالب السلطة المحلية في أبين مثلاً بتأمين حق المواطنين في الحصول على ماء وإضاءة, وأفضل حال يمكن أن يحققه هذا التجمهر هو ضرب ما بقى من شبكتي الماء والكهرباء, وإذا أمكن الهاتف أيضاً .. إن التعبير عن المواقف والأهداف السياسية تحت تأثير الغضب وعدم تقدير الصالح العام يوقع كثيرين في هذا المسلك فيتسببون بمتاعب لهم ولغيرهم .. ومثل هذا السلوك لا ينبغي التساهل معه أو السكوت عنه لأن أصحابه يتسببون في انتاج مشاكل من ذوات الوزن القيل.- الحذر أو الرهبة من الذين يقومون بسلوك كهذا يجب التحرر منها, لأنهم يتمادون وبتماديهم هذا يصلون إلى أهدافهم في إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار .. وهم إذا كانوا يقطعون رؤوس الذيكة حتى لا يتم الانتباه إليهم في الوقت المناسب, فلا يعني ذلك أن على المديرين أم المحافظين أن يتصرفوا مثل تلك المديرة التي فقدت الإحساس بالوقت .. بل لابد أن يكون رد الفعل هادفاً وقانونياً ومخططاً له .. أكبر قوة يمكن أن نقهر بها الخارجين على القانون هي إعمال مبدأ سيادة القانون على الجميع دون استثناء أو حذر أو رهبة أو مجاملة.