انطباعات عن سلطنة عمان ترصدها 14 اكتوبر
حسن قاسمفي الثامن عشر من نوفمبر القادم تحتفل سلطنة عمان بالعيد الوطني الأربعين بعد مسيرة حافلة بالتنمية والعطاء قادها السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان امتدت إلى كل شبر من أرض عمان المعطاءة لتشمل كافة المجالات وجعلت من السلطنة قوة حاضرة من خلال مواقفها وسياساتها في كل المجالات ومكنتها من مواكبة متطلبات العصر الجديد وبناء قدرات الإنسان العماني.[c1]الشورى العمانية تجربة رائدة[/c]ترسخت تجربة الشورى العمانية على امتداد العقود الثلاثة الماضية وانتقلت من الصيغة التقليدية التي عرفها المجتمع العماني إلى صيغة جديدة تقوم على نظام مجلسين (الشورى والدولة) وكانت السلطنة أولى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في الأخذ بهذا النظام حيث يعين السلطان أعضاء مجلس الدولة من الكفاءات وأفضل الخبرات فيما ينتخب مجلس الشورى من المواطنين في الولايات العمانية عبر انتخابات مباشرة وحرة.[c1]دعوة كريمة[/c]جاءت المشاركة في اجتماع مجلس عمان المنعقد في الرابع من أكتوبر الجاري بدعوة من وزارة الإعلام والسفارة العمانية بصنعاء وقنصلية السلطنة بعدن بهدف الإطلاع عن قرب على هذه التجربة الفريدة.وحينما تطأ قدماك مدخل السفارة العمانية بصنعاء لاستكمال إجراءات السفر يستقبلك في مدخل السفارة السفير عبدالله بن حمد البادي بكل بشاشة وتواضع ويزودك بكل الأرقام والعناوين للجهات المعنية بالاستقبال والضيافة وبعدها يودعك بحرارة إلى مخرج السفارة .. فيما يطمئن عليك القنصل العام بعدن سعيد الشكيلي تلفونياً للتأكد من سلامة إجراءات السفر والحجز بالدرجة الأولى على متن طيران اليمنية والعمانية من صنعاء عبر أبوظبي إلى مسقط.[c1]حفاوة وضيافة نادرة[/c]من لحظة وصولك إلى أرض مطار مسقط يستقبلك موظف من علاقات وزارة الإعلام ويسلم لك على الفور مظروفاً يحتوي على شريحة خط تلفوني وكروت تعبئة ورقم الشريحة لتسهيل عملية الاتصال والتواصل ويصطحبك إلى فندق الإقامة .. [c1]مسقط العامرة[/c]يجذبك بالعاصمة مسقط النهضة الحديثة الممزوجة بعبق التاريخ، والتطور المضطرد في بنيتها التحتية باعتبارها مدينة تاريخية ومحطة تجارية منذ العصور الإسلامية الأولى، خاصة أنها تتميز بموقع إستراتيجي مميز على بحر عمان المرتبط بالخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهندي وهو ما جعلها مركزاً بحرياً مؤثراً في حركة الاتصال بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.[c1]ظفار الخضراء[/c]توجهنا من مسقط إلى ظفار عبر صلالة بطيران السلاح السلطاني لحضور اجتماع مجلس عمان، والمسافة من مطار ظفار إلى صلالة تستغرق ما يقارب ساعة وربع بالحافلة . تتجاذبك جبال ضفار الخضراء وهضابها المنبسطة وجوها المعتدل وتعد مقصداً سياحياً مهما بالشرق الأوسط نتيجة لما تتميز به من مناخ جذاب خاصة في موسم الخريف الممتد بين شهري يونيو وسبتمبر حيث تكتسي محافظة ظفار رداء أخضر وتحجب السحب أشعة الشمس ويهطل الرذاذ في جو معتدل ويرتادها الزوار من مختلف مناطق عمان والخليج العربي.[c1]اجتماع مجلس عمان[/c]بدعوة من وزير ديوان البلاط السلطاني وبأمر من صاحب الجلالة السلطان قابوس وجهت الدعوة لنا إلى حضور اجتماع المجلس في قاعة الحصن بحي الشاطئ .. وفي بهو القاعة السلطانية تجمع أعضاء مجالس الوزراء والشورى والدولة وأعضاء السلك الدبلوماسي والصحافيون انتظاراً لوصول صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد لإلقاء خطابه السنوي أمام أعضاء المجلس وقد تناول جلالته خلال السبع دقائق في خطابه القضايا المحلية وتوجيهاته لملامح الخطة الخمسية (2010 ـ 2016) وموقف السلطنة إزاء القضايا العربية والدولية.وبعد الخطاب انفض الجميع بكل هدوء وسلاسة وتواضع كل إلى موقعه.[c1]لقاء وتواصل[/c]سنحت لنا الفرصة خلال تواجدنا في مدينة صلالة أن نلتقي بوزير الإعلام العماني معالي حمد بن محمد الراشدي ووزير الشؤون الاجتماعية ورئيسة تحرير وكالة الأنباء العمانية وكان الحديث ودياً وأخوياً عن العلاقات الثنائية ودور الإعلام العربي في تناول قضايا المجتمع والأمة العربية.ورتب لنا لقاء صحافي مع معالي وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي الذي تحدث بصراحة وشفافية عن مجمل القضايا التي تهم الوطن العربي وموقف السلطنة وسياستها الخارجية المتزنة.وخصص جانب من الحديث للعلاقات التاريخية التي تربط البلدين والشعبين العماني واليمن وموقف السلطنة من الأحداث التي تمر بها اليمن وتأكيدها علناً وبصراحة أن اليمن وأمنه واستقراره ووحدته هي خط أحمر بالنسبة لسلطنة عمان.[c1]كادر وزارة الإعلام[/c]أثبت كادر وزارة الإعلام في العلاقات العامة والإعلام الخارجي ومسؤولو الإقامة والضيافة والاستقبال والتوديع والتنقلات قدرتهم على التنظيم والترتيب الدقيق لإنجاح هذه الفعالية الكبرى التي حشد لها كبار المسؤولين والإعلاميين والصحفيين وعملوا بجهد عال وبصمت وتواضع وكانوا عوناً وسنداً للضيوف ومثلوا أصالة وكرم وتواضع الإنسان العماني وأصالته وحنكته وقدرته على التطور.
وزير الخارجية العماني مع الزميل حسن قاسم