الزعيم المسيحي المناهض لسوريا سمير جعجع مع زعيم الاكثرية البرلمانية سعد الحريري
بيروت /14 أكتوبر/رويترز: استبعد الزعيم المسيحي المناهض لسوريا سمير جعجع يوم أمس تشكيل حكومة لبنانية تضم جميع الفرقاء المتنافسين في وقت قريب محملا المسؤولية إلى ائتلاف الأقلية البرلمانية التي تضم حزب الله المدعوم من سوريا والزعيم المسيحي ميشال عون.وكان الرئيس ميشال سليمان كلف زعيم الأكثرية البرلمانية سعد الحريري الشهر الماضي بتشكيل حكومة للمرة الثانية منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو حزيران وفاز فيها تحالف “14 اذار” المدعوم من السعودية والولايات المتحدة.واعتذر رجل الاعمال والملياردير سعد الحريري الذي اغتيل والده رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في العام 2005 عن تشكيل الحكومة والقى باللوم على منافسيه المدعومين من سوريا بمن فيهم حزب الله في عرقلة مساعيه لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الفرقاء المتنافسين.وقال جعجع في مقابلة هاتفية مع رويترز “بكل صراحة انا لا ارى ان فرص تشكيل الحكومة صارت كبيرة لانه من جهة الرئيس المكلف يصر لاخر لحظة ان تكون الحكومة حكومة ائتلاف وطني ومن جهة اخرى الفريق الاخر الذي يشكل الجزء الثاني من الائتلاف الوطني يصر على مجموعة شروط ومطالب لا تتحملها اي حكومة ممكن ان تتشكل.”و اضاف “للاسف انا ارى ان الامور لازالت مكانها طالما الرئيس المكلف يصر على حكومة ائتلاف وطني والاخرون مصرون على شروطهم.”ومضى يقول “بصراحة نحن مع ان يستنفذ الرئيس المكلف كل الجهود الممكنة للوصول الى حكومة ائتلاف وطني لكن كل شيء له حدوده لان البلاد اصبح لها اربعة اشهر وبالتحديد عقب الانتخابات النيابية التي حصلت في ( يونيو) حزيران الماضي بدون حكومة وهذا امر غير طبيعي. متى.. الامر بيد رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.”وكان رئيس الوزراء المكلف سلم الشهر الماضي الى الرئيس سليمان تشكيلة مقترحة لحكومة وحدة وطنية لكن رئيس الجمهورية لم يقرها لانها لم تحظ بموافقة فصائل المعارضة ومن بينها حزب الله.ودعا جعجع رئيس الجمهورية الى التوقيع على مرسوم اية حكومة يشكلها الحريري قائلا “في غضون اسبوع او عشرة ايام اذا لم يتبين انه يوجد جدية في تشكيل حكومة ائتلافية فيجب على رئيس الجمهورية ان يستعمل القلم الذي بحوزته. لا يمكن له ان يترك البلد بدون حكومة.”وقال “اذا بقينا بدون تشكيل حكومة... نكون امام ازمة كبيرة جدا لكن لا يجب ان ننسى ان رئيس الجمهورية لديه قلم في يده خصوصا عند بروز ازمات كبيرة.”واتهم جعجع فريق المعارضة بتضليل الرأي العام وقال “لو أنه صحيح ان الفريق الاخر تهمه حكومة وحدة وطنية لما كان واقفا عند النقطة ذاتها التي انتهت التشكيلة الماضية فيها وادت الى اعتذار الرئيس المكلف.”وكانت الاطراف المتنافسة وافقت على تقسيم المقاعد في الحكومة الجديدة لكن لم تتمكن من الاتفاق على تفاصيل توزيع الوزارات واسماء الوزراء.وتحدث جعجع عن اجواء اقليمية وعربية ايجابية هذا الاسبوع وقال “ اذا لم تؤد هذه التطورات الى اجواء ومناخات ايجابية في الداخل وادت الى تشكيل حكومة ائتلافية لا اعرف لماذا نبقى منتظرين” في اشارة الى تشكيل حكومة من الاكثرية البرلمانية.واعلن في دمشق والرياض أمس الأول الاثنين عن زيارة سيقوم بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى سوريا هذا الاسبوع حيث سيلتقي الرئيس بشار الاسد لمناقشة كسر الجمود فيما يتعلق بلبنان والجهود الامريكية من اجل ابرام اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين.