جزى الله عنّا خيراً الأستاذ القدير والصحفي اللامع أحمد محمد الحبيشي رئيس مجلس إدارة مؤسسة (14 أكتوبر) للصحافة والطباعة والنشر بعدن الذي أفرد وخصص صفحات من الصحيفة الرسمية التي يرأس تحريرها للتعريف بدين الإسلام المنفتح والمتسامح والمعتدل دين الهداية والرحمة والتآلف والتعاون والتكاتف ودين الفطرة والعقل والمنطق والعلم والمعرفة والحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان ودين الشورى واختلاف التنوع لاختلاف التضاد والتطرف والقمع والاستبداد والقهر والإرهاب الفكري.ولأن الكمال لله وحده فان الذي لا يعمل لا يخطئ ولا يخلو أي عمل من هنات وزلاّت وخطأ وسهو وعدم حسن اختيار لأن التوفيق هو من عند الله سبحانه وتعالى قال تعالى :(( ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكما ًوعلماً )) وهذه الآية تؤكد بأن فهم سليمان أفضل من فهم داؤد وكل واحد منحه الله حكماً وعلماً.. والحاكم يحكم فيصيب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر الاجتهاد فقط..!!وليسمح لنا الأستاذ/ الحبيشي أن نضع بين يديه رأينا كقراء لصحيفة (14أكتوبر) في الأشخاص الأجلاء الذين يختارهم ويستعين بأفكارهم واجتهاداتهم وفتواهم حول الإسلام وقضايا الإسلام الصحيح والمنفتح من وجهة نظر (صحيفة 14 أكتوبر) الموقرة ونحن على يقين بأن صدر الأستاذ أحمد سيتسع لسماع رأينا هذا المتواضع وهو الإنسان الذي لم نعهد عنه إلاّ إشاعة روح التسامح الديمقراطي والشورى وهو الشخص الذي يؤمن بالرأي والرأي الأخر المختلف بصرف النظر عن مستواه العلمي مقارنة بمن يستعين بنشر أفكارهم واجتهاداتهم حول الإسلام في الصحيفة التي يرأس تحريرها إن أغلب من نقرأ لهم كتابات ومساهمات و آراء واجتهادات حول دين الإسلام في صحيفة (14 أكتوبر) ليسوا من العلماء الذين وصلوا إلى درجة الحجة والثقة والعلاّمة أو وصلوا إلى درجة الفتوى والاجتهاد والرسوخ في العلم حتى نركن إلى اجتهاداتهم وفتاواهم لأن الحديث عن دين الإسلام حديث عن الله سبحانه وتعالى وحديث عن القرآن كلام رب العالمين الذي يحذرنا من التقوّل على الله بغير علم يقين وموثوق لأن الظن أكذب الحديث ولا يغني عن الحق شيئاً وإن بعض الظن إثم ، والألقاب الكبيرة لأي شخص ليست حجة إنما الحجة الدامغة هي الدليل المقنع والبرهان الساطع والفكرة الواضحة والصحيحة التي يسمعها أو يقرؤها القارئ اللبيب فتقر في قلبه يقيناً وتزيده وثوقاً ومعرفة بالله وتجعله يقبل على الإسلام الصحيح بكل جوارحه وجوانحه.فقد قرأت مقالة الشيخ الدكتور أحمد صبحي منصور التي نشرت في العدد ( 14282) من صحيفة 14 أكتوبر ليوم الثلاثاء الموافق 2008/11/4م والتي كان عنوانها: ( معنى الإسلام ومعنى الطاغوت في القرآن الكريم). وتبين لي بعد عدة قراءات لتلك المقالة الطيبة والنافعة في بابها أنها قد حادت عن جادة الصواب عن المفهوم المأثور للإسلام الذي تعلمناه في مراحل الدراسة الأولى فقد أول الشيخ الدكتور الإسلام تأويلاً غرائبياً غير مألوف يدل على فهم خاص به وحده وحتى لم يقل في نهاية مقالته تلك جملة العلماء الورعين : ( والله أعلم وأحكم بمراده أي : القرآن ) ونحن نعلم بأن التأويل ظني الدلالة ولا يغني عن القرآن شيئاً .فالإسلام عند الشيخ الدكتور هو الإسلام الباطني القلبي الاعتقادي أو هو في التعامل مع الله إستسلاماً وخضوعاً بلغة القلب .. الخ) ونحن تعلمنا في مدارسنا أن الإسلام هو عمل الجوارح الخارجية من خضوع وتذلل لله وأستسلام وأن الإيمان هو الاعتقاد القلبي وهو عمل الجوانح الداخلية ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم..) 14 الحجرات. وفي آية أخرى يقول تعالى: (بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه) 112 البقرة ، 125 النساء، ولم يقل سبحانه وتعالى: ( بلى من أسلم قلبه كما ذكر الشيخ الدكتور..!! وأحياناً يجعل الإيمان القلبي الداخلي وإسلام الجوارح الخارجية عقيدة قلبية دون تفريق ..!! وله فهم آخر للإسلام الظاهر بأنه السلم والسلام والأمن بين البشر وهذا الفهم لم أجده لا في تفاسير القرآن القديمة ولا المحدثة ، مع أن السلم والسلام والأمن يمكن أن يكون بين دولتين ملحدتين ومتحضرتين غير متدينتين أو علمانيتين. وكما لم يفرق الشيخ الدكتور بين الإيمان والإسلام فإنه لم يفرق أيضاً بين الكفر والشرك والظلم وأعتبر هذه المصطلحات من المترادفات مع أن المصطلح القرآني ينحو نحو الدقة المتناهية في التميز والفرادة عن مترادفة أو المعنى المقارب له فهناك فروق دقيقة تجل عن الوصف بين الكلمات المترادفات لايفقهها إلا الراسخون في اللغة والفصاحة والبيان ولايفك مغاليقها إلا المتبحرون في أسرار البلاغة فالمطر مثلاً في القرآن ليس مرادفاً للغيث والمزن والماء بل المصيبة والعياذ بالله!! ومما لايجوز أن يقوله مخلوق في حق خالقه قول الشيخ الدكتور : ( فأعظم الظلم أن تظلم الخالق جل وعلا..) سبحانه وتعالى عن هذا القول وتقدست أسماؤه فهو القهار والجبار والمتجبر والكبير المتعال والمنتقم والمهيمن والمسيطر والضار والنافع والغني عن العالمين لايضره ظلم من الناس ولاتنفعه عبادتهم لأنه الكامل الغني المغني الصمد الذي يحتاج الناس إليه ولايحتاج إليهم بيده ملكوت كل شيء وأين غابت عن وعي الشيخ الدكتور الآية القرآنية الكريمة: ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) 57 البقرة.. وقد كرر الشيخ كلمتي ( ظلم الله ) أكثر من مرة في مقالته ، ويختم الشيخ الدكتور ورئيس المركز العالمي للقرآن مقالته تلك بالعبارة التالية: ( إن كل إنسان مسالم فهو مسلم حسب الظاهر من سلوكه بغض النظر عن دينه ومعتقده ، سواء كان مؤمناً بالقرآن أو مسيحياً أو يهودياً أو بوذياً أوصابئاً ) انتهى كلامه.. هذا الذي يتناقض مع ما نعرفه ونعلمه من قوله تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) 85 آل عمران. ويتناقض مع قوله تعالى : (إن الدين عند الله الإسلام ولم يقل سبحانه وتعالى : ( إن الدين عند الله السلم أو السلام أو الأمن ) وله المثل الأعلى سبحانه. كتبت مقالتي هذه بهدف إثراء موضوع الدكتور أحمد صبحي منصور وبهدف التحاور معه من باب الرأي المختلف في أمر ديني يهمني ويهمه وتلاقحاً ثقافياً ومعرفياً مع شيخ ودكتور وليس تطاولاً أو تسفيه أفكار أو استهزاءً لاسمح الله ولكن من باب النقد البناء والكمال لله وحده وليس هناك شخص فوق النقد إلا محمد بن عبدالله عليه صلاة الله وسلامه. والله الموفق للجميع
|
مقالات
تأويل غريب للمعنى المأثور للإسلام في فكر الدكتور أحمد صبحي منصور..!!
أخبار متعلقة